بواسطة :
05-09-2015 03:12 صباحاً
7.6K
المصدر - غرب - متابعات
القمة السعودية الأميركية في البيت الأبيض بدأت وكانت تحمل عناويناً سياسية وأمنية وإقليمية، وتحوّلت إلى بداية لمرحلة جديدة من العلاقات السعودية الأميركية مبنية على شراكة للقرن الواحد العشرين وعصبها الاستثمار والتنمية.
خارج البروتوكول
كان من اللافت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على مدخل البيت الأبيض، وهو في العادة يستقبل زعماء العالم في مكتبه. كان من اللافت أيضاً أن خادم الحرمين الشريفين أشار في كلمته بداية الاجتماع إلى أنه تعمّد أن تكون أول زيارة له منذ توليه الحكم إلى الولايات المتحدة، في تعبير عن عمق العلاقات بين الدولتين منذ أيام الراحل الملك عبدالعزيز ولقائه بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت. وقال: "أنا سعيد أن أكون مع صديق في بلد صديق"، وشدّد على أن ما تريده السعودية هو الاستقرار في المنطقة لأنه يخدم شعوب المنطقة.
كما أشار إلى أنه يريد "تعاوناً بين أبناء البلدين في كل المجالات لتكون هناك مصالح مشتركة بالإضافة إلى التعاون السياسي مع الدولة" الأميركية.
أشار الرئيس الأميركي في بداية اللقاء إلى أن الاجتماع سيتناول قضايا مهمة ومنها تطبيق الاتفاق النووي مع إيران كاملاً، ومواجهة تصرفات إيران في المنطقة، كما أشار إلى أن اللقاء سيتناول الأوضاع في سوريا والوصول إلى عملية انتقال سياسية ووقف المأساة السورية، كما أشار إلى ضرورة أن تكون هناك حكومة فاعلة في اليمن وتكون شاملة لكل الأطراف وضرورة معالجة المشكلة الإنسانية.
اجتماع موسّع
الاجتماع في المكتب البيضاوي بدأ ثنائياً ثم توسّع ليشمل أعضاء الوفدين، وحضر من الجانب السعودي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير، فيما حضره من الجانب الأميركي نائب الرئيس جوزيف بايدن، ووزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وأشتون كارتر، واستغرق اللقاءان ساعتين ونصف الساعة.
نظر الأميركيون إلى هذه القمة على أنها مناسبة مهمة ليتحاور الشريكان الاستراتيجيان في قضايا تخص أمنهما والاستقرار في المنطقة، وكان يريد الأميركيون - بحسب مصادر الإدارة - تطمين المملكة العربية السعودية حول سياسة واشنطن بعد إنجاز الملف النووي الإيراني، وقد شدّد كل مسؤول وبيان خلال الشهرين الماضيين على أن الولايات المتحدة ستواجه تصرفات إيران في المنطقة. لكن السعودية لم تر حتى الآن تطبيقاً واضحاً وعملياً لهذه العهود، وربما يكون الهمّ العسكري محسوماً نظراً لقوة السعودية، لكن تدخلات إيران في شؤون الدول المجاورة ومحاولتها بسط نفذوها من خلال تنظيمات عسكرية تابعة لها مسألة لا تحتاج إلى أنظمة مضادة للصواريخ بقدر ما تحتاج إلى إرادة سياسية وتنسيقاً أميركياً عربياً.
بالاضافة إلى ذلك، هناك نوع من الإحباط العربي تجاه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تقاعست في حسم موضوع سوريا وأعطت الانطباع أن انسحابها من العراق أفسح المجال للتدخلات الإيرانية.
نتائج القمة
بعد ظهر الجمعة كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير نتائج القمة وقال إن المملكة العربية السعودية اطلعت على ترتيبات الاتفاق النووي مع إيران بما في ذلك عمليات التفتيش والمراقبة على المواقع وإعادة فرض العقوبات لو أخلّت إيران بالتزاماتها، وأكد أن "السعودية راضية عن هذه الترتيبات"، وتعتبر أن الاتفاق يساهم في أمن المنطقة.
كما كشف الوزير الجبير أن الملك سلمان دعا إلى أن تأخذ الأمم المتحدة دورها في مراقبة المرافىء اليمنية للإشراف على وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني. وأوضح الجبير أنه من الضروري أن يتم الإشراف على المرافىء أو تفتيش السفن قبل أن ترسو للتأكد من حمولتها. كما أكد موقف السعودية من أن الحل في اليمن يقوم على أساس قرار مجلس الأمن 2216 ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.
من ناحية أخرى كرر موقف السعودية من التزامها بمبادىء "جنيف 1" بشأن المسألة السورية، وردّ على أقوال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن بقاء بشار الأسد في السلطة، مؤكداً أن موقف السعودية يؤكد أن الأسد هو المشكلة ويجب أن يتنحّى.
الشراكة الاستراتيجية للقرن 21
كشف وزير الخارجية السعودي أن الأمير محمد بن سلمان قدّم للرئيس الأميركي عرضاً لمشروع الشراكة الاستراتيجية للقرن الواحد والعشرين، ووصفها الجبير بأنها علاقة مكمّلة للعلاقات الحالية، فيما طلب الملك سلمان والرئيس أوباما من مساعديهما العمل على وضع آلية لهذه الشراكة.
وكشفت مصادر الوفد السعودي أن الأمير محمد بن سلمان اجتمع مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد وصول الوفد إلى واشنطن وعرض عليه مشروع الشراكة الاستراتيجية والذي يربط القطاع الخاص الأميركي بالسعودية لعقود طويلة.
الوزير الجبير وصف الزيارة بـ"المحورية والتاريخية"، حيث أنها تضع أفقاً جديداً، وأكد أن العلاقات بين البلدين ستشهد تطورات لعقود طويلة.