المصدر - *
مع قرب اعلان ساعة الذروة* تشهد أسواق مدينة تبوك حاليا حركة تسوق نشطة لافتة للانتباه ولاسيما محلات الذهب ،ومحلات الألبسة النسائية، والأطفال.
وبجولة حرة في الشارع العام الذي يعتبر أقدم الشوارع التجارية في مدينة تبوك كان ظاهرا الإقبال الشديد من قِبل السيدات على محلات بيع الأقمشة النسائية استوقفني منظر إحدى السيدات لكثرة ما اطلعت عليه من أقمشة وبالحديث معها عن نوعية الاحتياجات الشرائية التي تحتاجها،قبل أن تجيب عرفتني بنفسها ب" أم عروبة" ،وأوضحت أنها تجد مذاقا خاصا للتبضع من هذا الشارع تحديدا،لعراقته ولوجود أجواء مميزة لرمضان بين التفاتات هذا الشارع ،وفي الوقت ذاته تفتقد المولات الجديدة هذا النفس الذي يحمل ذكريات الماضي وأصالته، وتداخلت معها في الحوار إحدى مرافقتها *" أم خالد" التي أذلت بدلوها في الحديث قائلة: شهدت منطقة تبوك عامة،ومدينة تبوك خاصة توسعا ملحوظا في افتتاح العديد من المولات التجارية ذات الفخامة والتنوع،وتوفر خدمات مساندة جميلة من مطاعم،ووجود أماكن للعب الأطفال،ألا أن جيلنا لازال يأتي محلات الشارع العام،لقدم علاقتنا به ،ولمواكبة محلاته لكل جديد في نوعية البضاعة،وتنوعها.
وتوجهت لأحد محلات الأقمشة التي رأيتها تشهد كثافة في المتسوقات،وبالحوار مع المشرف على عمليات المحل ،علل سبب هذا الازدحام من قبل السيدات على محله،أنه من أقدم محلات الأقمشة ولديه سمعة معروفة،واستطاع هذا المحل أن يتطور مع تطور موضة الأقمشة ،حتى أصبح لديه عقود حصرية على بعض أنواع الأقمشة الفاخرة.
وعندما قمت باستعراض بعضاً من أقمشة المحل وجدتها بالفعل في غاية الفخامة والحداثة،ومع كل قطعة يوجد موديل من أحدث موديلات دور الأزياء،مع منح الزبونة ميزة الطلب السريع للقماش الذي ترغبه،وتكون عملية إحضار القماش على حساب المحل،ولديهم مخيطة في الشارع نفس الشارع،إذا رغبت الزبونة في تفصيل وخياطة ما اختارته لديهم.
وفي خضم الحركة النشطة توجت لمحلات بيع الذهب التي كانت هي الأخرى مقصد لأمواج من السيدات،ومن المعلوم أن مدينة تبوك ومنطقة تبوك بشكل عام تمتاز بتوافر نوعيات ممتازة ومميزة من الذهب في نوعيته وتنوع الموديلات المُصاغ فيها،وتعدّ أسواق الذهب في تبوك وجهة مقصودة من قبل المحافظات والقرى التابعة لها.
وبالحديث مع أحد باعة الذهب في المحل عن سر الإقبال الشديد على المحل،فأجاب الأستاذ مدرك أبو عمر بقوله:" ليس مستغربا هذا الإقبال ولاسيما في هذا التوقيت،ففضلا عن سمعة المحل -ولله الحمد والمنة- فإن هذا الشهر الفضيل اعتدنا به على زيادة أعداد المتسوقين والمتسوقات ؛ لارتباط ثقافة المجتمع السعودي بالذهب في المناسبات ،وهذا موسم مليء بالمناسبات،فالشهر الفضيل يعقبه العيدين ،ثم مناسبات الأفراح وهي مناسبات تحرك السوق بقوة.
وبعد استمتاع بمشاهدة الذهب بأنواعه المختلفة، وبأجواء الشارع العام أقدم الشوارع التجارية ،قررت التحرك للمولات الحديثة،ووجدتها عامرة بمرتاديها من الجنسين ،وأشد ما رأيت حركة كانت على محلات بيع *الملابس النسائية و ملابس الأطفال،وقصدت إحدى الأخوات التي *كانت برفقة أربع طفلات صغيرات،واستوضحت منها سبب ارتيادها السوق في هذا الوقت المبكر من شهر رمضان الفضيل،فالعادة أن تشتد عملية الشراء في قرب العيد،فأجابتني أم جُمَّـان بأن المولات الحديثة لم تعدّ محصورة خدماتها في التسوق بل تخطت ذلك،بالخدمات المساندة التي تقدمها ،مثل الأماكن الخاصة بلعب الأطفال،والمطاعم،ثم لفتت انتباهي لأمر وهو أن الأم كلما زاد عدد أفراد الأسرة فهي تفضل أن تتم عملية شراء احتياجات العيد باكرا، وبقية النواقص البسيطة ممكن استكمالها في فترة قبل العيد.
أما السيدة التي عرفتني بنفسها " أم ناصر " فهي توضح أن* شراء احتياجات العيد في هذا الوقت المبكر من الشهر الفضيل هو عادة قديمة لديها،تُكسبها الحفاظ على وقت رمضان الثمين.
وأكملت تنقلاتي بين أوجه الناس الهاشة المستبشرة الفرحة برمضان الفضيل،وبين واجهات المحلات المزدانة بمبهج الألوان،وجميل التصاميم.
وتابعت خطوات السير و أنا أقول : " اللهم أحفظ وطننا* أمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين " .