بواسطة :
11-11-2014 05:29 مساءً
8.2K
المصدر -
الغربية - محمد الياس :
قدم المشاركون في ملتقى تمويل الأوقاف وحوكمتها والذي نظمه الوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع كرسي الشيخ راشد بن دايل لدراسات الأوقاف بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة تحت شعار "نحو تطوير صناعة الأوقاف" عدة مقترحات وتوصيات تسهم في تحفيز الاهتمام المجتمعي للعناية بالأوقاف ودراساتها وتطوير آلياته واستشراف مستقبله.
وطالب المشاركون بإنشاء شركة لتمويل صكوك الأوقاف وإنشاد صناديق استثمارية وقفية، كما طالبوا بتخصيص دوائر وقضاة متخصصين للأوقاف في المحاكم بهدف تسريع قضايا الأوقاف وتدريب القضاة على أحكام الوقف، كما دعا المشاركون لتوفير نماذج جاهزة للأوقاف، وشدد المشاركون على أهمية استثمار الأموال الوقفية في استثمارات قليلة المخاطر، كما دعا المشاركون الجامعات لتمويل أوقافها ومنحها استقلالية إدارية، وشددوا على أهمية دعم الدراسات الوقفية وتوجيه طلاب الجامعات للدراسات الوقفية.
وكان الملتقى الذي افتتحه معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب في مكتبة الملك فهد العامة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة قد شهد حلقتي نقاش تحضيريتين لمشروعي "حوكمة الأوقاف" و"وقف الأوقاف" وجلسة حوارية حول تطوير صناعة الأوقاف وحضور عدد من أساتذة الجامعات ورجال الأعمال والمهتمين والممارسين في مجال الأوقاف.
وافتتح حلقتي النقاش أستاذ كرسي الشيخ راشد بن دايل لدراسات الأوقاف الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد العمراني مرحباً بالحضور، مبيناً أن هذا الملتقى يأتي ضمن الخطة التشغيلية للكرسي لعام 2014م والمعتمدة من مجلس كراسي البحث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برئاسة معالي مدير الجامعة الدكتور سليمان ين عبد الله أبا الخيل وتفعيلاً لمذكرة التعاون بين الكرسي والوقف العلمي.
وبدأت حلقة النقاش الأولى للملتقى مشروع :"حوكمة الأوقاف" قدم فيها الباحث الرئيس الدكتور فؤاد بن عبدالله العمر رئيس مجلس إدارة شركة مينا العقارية والخبير الاقتصادي في مجال الأوقاف عرضاً تعريفياً لمشروع حوكمة الأوقاف، متضمناً اتجاهات الحوكمة في الإسلام وفي إدارة الأوقاف، والإشارة إلى تطور اتجاهات الحوكمة ومجالاتها في العصر الحديث، واستعراض واقع الحوكمة في بعض مؤسسات الوقف، ومجالات تطبيق الحوكمة في مؤسسة الوقف، بالإضافة إلى القواعد المقترحة لتطبيق الحوكمة في مؤسسة الوقف.
وأشار الدكتور فؤاد إلى أن من مخرجات الدراسة صياغة 240 مبدأ من مبادئ حوكمة الأوقاف، وأن كثيرا من الخلل في واقع المؤسسات الوقفية ناتج من عدم أخذها بمبادئ وقواعد الحوكمة، مؤكداً على أهمية الرقابة على تنفيذ استراتيجية* المؤسسة الوقفية والموافقة على الخطة التنفيذية السنوية ومتابعة تطبيقها، ومتابعة* المخاطر ، وخطط العمل التفصيلية، وتحديد أهداف الأداء، ومراقبة التنفيذ والأداء، ومتابعة النفقات الرأسمالية، أو أية أمور تؤثر تأثيرا جوهريا على أداء المؤسسة الوقفية وسمعتها.
واستمع فريق البحث إلى التوصيات والاقتراحات والملاحظات على المشروع كما اشتملت الحلقة على مداخلات الممارسين حول المقترحات التطويرية للمشروع والتي خلصت إلى تميز الباحث وعنوان البحث، وأهمية توسيع نطاق قواعد الحوكمة لتشمل الأوقاف الصغيرة والمتوسطة ، وضرورة المواءمة بين قواعد الحوكمة والأحكام الفقهية للوقف.
كما عقدت جلسة حوارية أدارها الدكتور فؤاد بن صدقة مرداد وشارك فيها الدكتور عمر زهير حافظ والدكتور خالد بشارة والشيخ بدر بن محمد الراجحي ودار النقاش حول تطوير صناعة الأوقاف واستعراض تجارب حوكمة الأوقاف في الأمانة العامة للأوقاف في الكويت وأوقاف الشيخ محمد الراجحي وحظيت الجلسة بمداخلات من عدد الممارسين حول عدد من الأفكار والمقترحات التطويرية لصناعة الأوقاف.
واختتم الملتقى بحلقة النقاش الثانية وكانت حول مشروع "وقف الأوقاف" قدم فيها الدكتور عبدالله ولد محمد كبير الباحثين في المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب في البنك الإسلامي للتنمية عرضاً تعريفياً للمشروع متضمنا مفهوم وقف الأوقاف ومشروعيته، واستعراض الصور التاريخية له وتطبيقاته المعاصرة بالإضافة إلى تطوير منتج وقف الأوقاف.
وأشار الدكتور عبدالله ولد محمد إلى أن وقف الأوقاف مركب إضافي يقصد به إنشاء أوقاف جديدة يخصص الواقفون ريعها لصيانة الأوقاف المتعثرة وإعادة تأهيلها، وأنه لم يرد لفظ "وقف الأوقاف" في المدونات الفقهية والمصادر التاريخية القديمة بمفهومه المذكور آنفا، وإن ورد بمعنى إنشاء الناس الأوقاف وإقامتهم لها على وجه العموم، فهو من قبيل إضافة المصدر إلى مفعوله، مبيناً أنه من التطبيقات المعاصرة للوقف على الأوقاف وقف الملك عبدالعزيز على الحرمين الشريفين.
واستمع فريق البحث إلى التوصيات والاقتراحات والملاحظات على المشروع كما اشتملت الحلقة على مداخلات الممارسين حول المقترحات التطويرية للمشروع والتي خلصت إلى ضرورة التحديد الدقيق للمراد من مصطلح وقف الأوقاف.
يذكر بأن ملتقى تمويل الأوقاف وحوكمتها تحت شعار "نحو تطوير صناعة الأوقاف" حظى بمشاركة فاعلة من رجال وسيدات الأعمال وعدد من المهتمين والأكاديميين والمتخصصين من الجنسين، وتميز بمناقشة عدة محاور لتحفيز الاهتمام المجتمعي للعناية بالأوقاف ودراساتها وتطوير آلياته واستشراف مستقبله.
*