عرب اونلاين _ متابعات أكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عزم دولة قطر التصدي لثلاثة تحديات أساسية بصفتها أولويات قطرية تتمثل في «أمن الطاقة، وهذا يشمل العمل على رفع إنتاج الطاقة الشمسية إلى 1 جيجا واط حتى عام 2020»، و»الأمن المائي بما يشمل تعزيز البحث العلمي في مجال «تحلية المياه»، و»الأمن الإلكتروني» بتحصين إدارة أمن المعلومات في فضاء كوني مفتوح ومتداخل إلكترونياً»، فضلا عن متابعة الجهود البحثية في مجالات الصحة ذات العلاقة بالأولويات الوطنية حيال أمراض السكري والقلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض العصبية. وقالت سموها في كلمتها خلال افتتاح مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2013: إن البحث العلمي نشاط إنساني يتخطى الحدود الجغرافية والسياسية ليؤسس لعالمية المعرفة من أجل تقدم وازدهار البشرية، وإنه لا نهضة تقوم أو تدوم دون استدامة آليات النهوض. وأضافت: إنكم تلتقون مجدداً بالدوحة لتناقشوا قضايا البحث العلمي التي تتصل بالحاضر بقدر ما تعني المستقبل، مؤكدة حرص قطر على مواصلة ما بدأته منذ سنوات من استقطاب ودعم للعلماء العرب المغتربين، وترسيخ الشراكات مع مراكز التميز المعروفة في العالم. وتابعت سموها: نعاصر عالماً تتزايد وتتعقد تحدياته طردياً مع سرعة التطور، ولا شك أننا نشترك في الرغبة الجادة بتسخير التقدم العلمي الذي يشهده العالم في التصدي المشترك لتلكم التحديات». وقالت: تأصيلاً للإيمان بأن البحث العلمي هو البوابة التي تقودنا إلى امتلاك الأدوات الكفيلة بمجابهة التحديات، فإننا ملتزمون بمواصلة بناء واستدامة البنية التحتية للتنمية والبحث العلمي في قطر وتوفير الإمكانيات اللازمة لتطوير واقع التنمية في الوطن العربي». وذكرت صاحبة السمو: نؤمن في الوقت نفسه بعولمة العلم في أن نشترك ونتعاون في التأسيس للبحث العلمي ورعايته والمساهمة في دعمه بروح القناعة الأكيدة بأن هذا العالم وطن للجميع ينبغي أن يكرس فيه العلم لخدمة البشرية جمعاء. وأوضحت: لأن التحديات كونية بطبيعتها، فهي تستلزم حلولاً بحثية عالمية، بالعمل مع شركاء عالميين يشتركون معنا في الإيمان نفسه، وإننا ندرك كما تدركون أن أدوات وقدرات ومنتجات البحث العلمي هي ثروة فكرية إنسانية ننتجها معا لنستهلكها معا دون أن يحق لأحد الانفراد بأسباب التقدم»، مضيفة أنه: لا خيار أمامنا ونحن نواجه معاً تحديات مختلفة سوى أن نغرس الحلول معاً ونجني ثمارها معا إذا ما أردنا ألا يتخلف أحد عن ركب التقدم». وبينت صاحبة السمو: لكي نكون في صميم هذا الإيمان وهذا التوجه أطلقنا في العام الماضي، من خلال مؤتمركم هذا، استراتيجية قطر الوطنية للبحوث لتعزيز مكانة ودور البحث العلمي في رفاهية شعبنا وحماية بيئتنا وتطوير اقتصادنا، إضافة إلى المساهمة الفاعلة في الجهود العلمية في العالم، ولتغدو هذه الاستراتيجية أساساً علمياً يؤهلنا لتحقيق أهداف التنمية وتجسيد رؤية قطر الوطنية 2030». وأردفت سموها: إننا في قطر لم نكن يوماً محكومين بالجغرافيا المحلية، بل أولينا الاحتياجات التنموية للوطن العربي على الدوام جل اهتمامنا ونحن نضع استراتيجيات وخطط البحث العلمي». ونوهت صاحبة السمو أن الانعقاد السنوي للمؤتمر يعكس أهمية كونه منبراً لتبادل وتطوير الأفكار، وأداة مؤثرة نحو تعميق البحث العلمي وتوظيفه في مسارات التنمية. من جانبه قال فيصل محمد السويدي رئيس البحوث والتطوير في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع: إنه يقدر الدور القيادي الذي تقوم به صاحبة السمو في دعم الأعمال البحثية والتطويرية ولقيادتها للمؤسسة دائماً إلى الخطوات التالية. وتابع في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية إنه في أكتوبر الماضي أطلقت صاحبة السمو استراتيجية البحث والتطوير في قطر والتي جاءت نتيجة جولات من التشاور مع معنيين في الحقل المتعلق بالبحث والتطوير، موضحاً أن رؤية الاستراتيجية تتمثل في أن تكون قطر بلدا رياديا في مجالات البحث والتطوير والتميز والإبداع والابتكار. وأوضح أن أولويات البحث تختلف من منطقة لأخرى في العالم، ولذلك وتماشياً مع رؤيتنا الوطنية لاستراتيجية 2030 والاستراتيجية الوطنية للبحث والتطوير فإن بحثناً وتطويرنا يسهم بشكل أوسع في دعم البيئة الاقتصادية والإنسانية، لافتاً إلى أن الاستراتيجية تقوم على عدة أعمدة رئيسية تتعلق بالبيئة والطاقة وتقنية المعلومات والحواسيب والصحة والعلوم الاجتماعية والفنون والإنسانيات والتطوير والتنمية. وأضاف أن مؤسسة قطر تعمل في مجال البحث والتطوير وتسهم في وضع الأولويات في هذا المجال، وبناء على طلب من صاحبة السمو فإننا ركزنا على عدد محدود من الأولويات التي تتطلب اهتماماً خاصاً بالبحث والتطوير، ولتحقيق هذا الهدف كشفنا على سبيل المثال العام الماضي النقاب عن استراتيجية البحث المتعلق بالسرطان وهذا عامل مهم فيما يتعلق بدمج أنظمة الرعاية الصحية وتوحيدها. وتابع أن الاستراتيجية الوطنية للبحث والتطوير تركز هذا العام على عدد من التحديات الكبرى التي تواجه البحث، لذا عملنا مع المعنيين في مجالات ومؤسسات وقطاعات مختلفة لكي نحدد عدداً من التحديات العظيمة التي تواجه البحث والتطوير والتي ستتطلب اهتماماً أكبر. ولفت السويدي إلى ما أعلنته صاحبة السمو خلال كلمتها عن عزم دولة قطر على التصدي لثلاثة تحديات أساسية بصفتها أولويات قطرية فضلاً عن متابعة جهودنا البحثية في مجالات الصحة ذات العلاقة بأولوياتنا الوطنية حيال أمراض السكري والقلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض العصبية، مؤكداً أن ما قالته صاحبة السمو يشعرنا بالإلهام ويدفعنا للتقدم إلى الأمام. وذكر أن هناك الكثير من المعنيين في هذا المجال الذين يسهمون في بأفكارهم فيما يتعلق بتحديد التحديات الكبرى التي تواجهنا، لافتاً على أنه عبر الأشهر الماضية تواصلنا مع نحو 100 شخص من 150 منظمة لكي نتلقى أفكارهم بشأن التحديات وكيفية العمل على مواجهتها، ولذلك فإننا نناقش هذه التحديات ونقوم بتحديد طريقة العمل على مواجهتها. وأردف: إننا نقوم بوضع الأولويات بالنسبة للتحديات الكبرى التي تم تحديدها والعمل عليها، وفي كل مرحلة ينظر المعنيون في عدد من القضايا التي تناقش هذه التحديات وتفصلها عن أولويات أخرى. وأوضح أن هناك 12 فكرة ظهرت نتيجة هذه النقاشات، وهذه التحديات تم ذكرها من قبل المعنيين بشكل منتظم بغض النظر عن مواضيعها؛ لأنها تحديات تواجه بلدنا وهي تشمل مختلف القطاعات بما فيها الطاقة والبيئة وأمن الفضاء الإلكتروني والصحة والحضارة والمدنية والأبعاد الاجتماعية للتغيير والاقتصاد الذي يزداد نموه بسرعة والقدرة البشرية على البحث والتطوير، مشيراً إلى أن صاحبة السمو أعلنت أننا سنسير قدما في هذا المشاريع لمواجهة تلك التحديات. وقال: إن هذه التحديات الثلاثة التي أعلنت عنها صاحبة السمو تهدف إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي لقطاع الطاقة بأن يكون هناك تطوير للطاقة الشمسية وسبل تخزينها، وبالنسبة للمياه فالأمر منوط بتطوير التكنولوجيات المتعلقة بتحلية المياه وتنقيتها وأمن مواردها، أما فيما يتعلق بأمن الفضاء الإلكتروني فهو يتعلق بحماية البنية التحتية من خلال الصناعة إلى المؤسسات البحثية إلى الشخص في بيته. ونوه أن الخطوات التالية تتمثل في تطوير خطة شاملة لكل تحد للبحث والتطوير والبدء في تنفيذ الخطط لمواجهة تلك التحديات. وبين أن المركز البحثي في مؤسسة قطر سيتولى الدور الريادي مع المعنيين للعمل على مواجهة كل هذه التحديات وقال: إن مراكز البحث المتعلقة بالطاقة والبيئة وأمن المياه ستعمل معاً من أجل مواجهة هذه التحديات مع المؤسسات العاملة في حماية الأمن الإلكتروني والفضاء الإلكتروني للعمل مع كل القطاعات في هذا المجال. وأشار إلى أن المهمة الرئيسية تتمثل في التحضير ووضع خطة بحث لخمس سنوات ومقترحات متعلقة بها، مطالباً المعنيين بأن يقوموا بتقديمها خلال الخمس الأشهر القادمة ليتم مراجعتها والموافقة عليها وتمويلها مالياً بشكل فوري، معرباً عن تطلعه للتفاعل خلال هذا المؤتمر لكي نتعلم وننتفع من التجارب المتعددة وبمساعدة العلماء والباحثين بحيث يمكننا أن نزيد من قدراتنا البحثية لمواجهة هذه التحديات. وتابع: نعلم أن استثمارنا في مجال البحث والتطوير يستغرق وقتاً لكي يؤتي ثماره والآثار الاقتصادية والاجتماعية ظهرت وستظهر في رؤية قطر 2030». وشدد على أن أجندة البحث والتطوير بالنسبة لنا هي سباق طويل المدى وليست رحلة قصيرة، مؤكداً أن البلاد التي تستثمر في البحث والتطوير تجد آثارها عظيمة، لذا يجب أن نكون رعاة لهذه الاستثمارات، ويجب أن نضمن تركيزاً واضحاً ومساءلة ومحاسبة ونركز على الكفاءة، وهذا كله يقودنا إلى العمل مع العلماء والباحثين. وأوضح أن قطر بالفعل معنية ومهتمة بالبحث والتطوير وشريك في البيئة الصناعية والأكاديمية، لذا يجب أن ندعم البحث لمعالجة التحديات الكبرى التي تواجهنا لضمان تنفيذ وتطبيق النتائج بسبل تحسن حياة الناس والبيئة والاقتصاد. وأوضح : إننا بدأنا بالفعل ولكن النتائج سوف تستغرق وقتاً، لذلك هذه الجهود تعتبر جهوداً تساعدنا في التركيز على قضايا حاسمة ومهمة فيما نستمر بتنفيذ هذه المشاريع في نطاقها الواسع، مضيفاً: لدينا استراتيجية عامة وشاملة في دولة قطر ونحن نحرز تقدماً في معالجة الأولويات في مجال البحث التطوير كقطاع سيسهم في تحقيق رؤية 2030، كما أن التحديات لعام 2013 سوف تساعدنا على وضع الأوليات لتركيز جهودنا». وأعرب عن سعادته لأن الكثيرين في القطاع الأكاديمي والحكومي والصناعي يعملون معنا لمساعدتنا في مجابهة هذه التحديات، وقال: إننا في الوقت نفسه نحرز تقدما لتحسين البنية التحتية ونبني منشآت والمباني اللازمة لتحقيق الأهداف المبنية على التدريب لكي نكون رعاة للاستثمارات لهذه الدول معرباً عن أمله في استمرار العمل والتعاون مع الباحثين والعلماء، لكي يكون قطاع البحث والتطوير مساعدا على تحقيق رؤية هذا البلد وليحقق الأهداف المرجوة منه اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً. الجدير بالذكر أن مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2013 يعقد هذا العام تحت شعار «التحديات البحثية الكبرى متعددة القطاعات في دولة قطر»، ويشارك فيه نخبة من الباحثين والعلماء والخبراء من كبرى المؤسسات البحثية المحلية والدولية لمناقشة التحديات البحثية التي تواجه دولة قطر. ويعكس المؤتمر التزام دولة قطر المستمر بترسيخ الثقافة العلمية والبحثية والمساهمة في ازدهارها، كما يسلط المؤتمر الضوء على الخطوات الواسعة التي قطعها قطاع البحوث والتطوير في مؤسسة قطر على طريق مواجهة التحديات البحثية الملحة في دولة قطر. ويمثل المؤتمر فرصة مميزة للمشاركين من الباحثين والعلماء لترك بصمة دائمة على مجتمعاتهم من خلال احتضان الأفكار الخلاقة وتبادل المعارف الثمينة التي تدفع البشرية تجاه آفاق جديدة، كما يوفر مناخاً للطلاب والعلماء والباحثين للتعارف وتكوين علاقات الصداقة والتعاون من أجل دفع عجلة جهود البحث الوطنية وتسهيل الاكتشافات التي تسهم في حل التحديات الملحة في دولة قطر.
المصدر -