المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
بواسطة : 28-05-2016 06:32 صباحاً 9.5K
المصدر -  

من منا لم يشاهد “إيهاب الورفلي”، ذلك الطفل النحيل ذو الست سنوات الذي ظهر في الفيلم العالمي “أسد الصحراء” عمر المختار، حين نظر إليه بطل فيلم عمر المختار “أنتوني كوين”، وذلك قبل إعدامه في لحظة أثرت بملايين المتابعين للفيلم في كل مرة يشاهدونه فيها. إيهاب الورفلي ظهر في الفيلم في ستة مشاهد حفظها الملايين في الوطن العربي طوال 35 عاماً هي عمر الفيلم في الوقت الحالي. مهندس الكمبيوتر الآن، وابن الأم المصرية، لا يميل إلى التمثيل، والدليل على ذلك أنه لم يقم بأي دور آخر بعد هذا الفيلم. حول اختياره للعب دور المشهد، ووفقا للعربية نت أوضح الورفلي أنه كان محض الصدفة: “كنت طالباً في روضة الزهور حين حضر إلى الروضة مجموعة من فريق عمل الفيلم وتم اختيار ثلاثة أطفال أنا واحد منهم وكانت معايير الاختيار تخضع أن تكون الملامح شبيهة بملامح الأم في الفيلم، فكان الاختيار للأشخاص الثلاثة، حيث كانت حظوظنا متساوية”. وقال الورفلي: “عند المخرج الكبير مصطفى العقاد، وقع الاختيار عليّ بسبب عدم خوفي من صوت الخيل والرصاص والبارود. فأحدهم قد بكى أمام الكاميرا فكان من حسن حظي وقد تم استبعاده وتم اختياري”.

3 أشهر من التصوير

يتذكر إيهاب الورفلي كيف أنه لم يخف في ذلك الوقت، خصوصاً ووالده، رحمه الله، معه طوال تسجيل الفيلم الذي استمر ثلاثة أشهر في مواقع مختلفة للتصوير. ويذكر الورفلي كيف كان المخرج مصطفى العقاد يجعل المشاهد بسيطة: “لدرجة تخرجني من صوت الرصاص وأجواء الحرب”، مضيفاً: “كان يشرف على تدريبي العقاد بنفسه وأحياناً مساعدته حتى أتقنت العمل بدون أن يكون هناك تعب كبير في تدريبي. وهذا جزء من اختياري لمشهد الطفل. كنت أطبق تعليمات العقاد بدقة وأنفذها”.

المشاهد والفيلم

عاد الورفلي إلى الذاكرة، موضحاً طريقة تصوير الفيلم: “الموقع الرئيسي كان في منطقة الواحات. تم تصوير أغلب المشاهد الصحراوية هناك وبعض المشاهد تم تصويرها في قصر موسيليني وفي روما”. أما المشهد الأكثر تأثيراً وهو شنق عمر المختار: “فقد اختار له العقاد مدينة سلوق حيث أعدم فعلياً هناك”. وتوقف الورفلي عند أصعب الأدوار: “محاولة إنقاذي من أمام الدبابة، وقد تم إعادة هذا المشهد 10 مرات والسبب كان حركة الأم (إليانورا)، وهي لم ترض المخرج مصطفى العقاد كما ذكر لي بعدها”. وحول تطبيق المشاهد وتعابير الوجه، أشار إلى أن العقاد مثّل له المعلم الكبير في هذه المشاهد: “كما حدث في مشهد اعتقال عقيلة، كان من المفترض أن يكون الطفل مريضاً. وفي نفس يوم التمثيل، لم يقدموا لي وجبة إفطار وكان الغداء عبارة عن ساندويتش صغير وتم تصوير المشهد عصراً، وبالتالي أعطى التعامل الواقعي لمثل هذا المشهد من خلال الإعياء والإجهاد على وجهي في ذلك اليوم”.

مشهد خالد..!

تحدث الورفلي عن مشهد إعدام عمر المختار وكيف أمسك بنظارته، مبيناً كيف أن العقاد استدعى في هذا المشهد جميع أسرته وطلب من والده حضور والدة الورفلي وأخيه وأخواته الثلاثة: “كان لحضورهم تأثير علي”.

ماذا عن علاقته بالعقاد؟

مخرج الفيلم الشهير الذي قتل في تفجير إرهابي عام 2005، التقاه إيهاب الورفلي في العام نفسه، (قبل وفاته الفاجعة بأربعة أشهر): “شكل رحيله صدمة لي، وحزنت عليه حزناً كبيراً، فقد كان معلما وأبا في بعض الأحيان”. وقال الورفلي: “التقيته في طرابلس وهو يحضر لفيلم صلاح الدين لأسأله بعض الأسئلة العالقة في ذهني حول الفيلم وحولي شخصياً. فكان رجلاً يحمل صفات كبيرة وبقيت معه في طرابلس بضعة أيام”.