المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
بواسطة : 29-10-2015 02:53 صباحاً 24.3K
المصدر -  
تملك أنثى النمل المخملي ترسانة من الدفاعات لا يملكها الذكور أو أي حشرة أخرى، فما الذي أجبر هذه الحشرة المفترسة و المرعبة على تطوير مثل هذه الدفاعات؟ وإذا كانت بالفعل تشكل تهديدا خطيرا للحيوانات المفترسة فلماذا تتميز بألوان زاهية؟ النمل المخملي في الواقع ليس نملا، إنه نوع من الزنابير وتسمى بالنمل المخملي لأن إناثها تبدو مثل النمل الكبير لكنه مغطى بالشعر المخملي الكثيف المختلف الأشكال و الألوان حيث أنه قد يكون برتقالي، أو أحمر أو أبيض أو أسود. وفي معظم الأنواع، يبدو مظهر الذكور عاديا، على عكس الإناث التي تبدو مشرقة وكثيرة الشعر، ويمكن أن يكون من الصعب التفريق بين الإثنين، وعندما يواجه النمل المخملي حيوانا مفترس، فإن الذكور لديها ميزة واضحة حيث أن لديها أجنحة، تمكنها من الطيران بعيدا ، بينما تبقى الإناث بألوانها الزاهية على الأرض. وهذه الألوان هي في الواقع تحذير و إشارة للابتعاد، تماما مثل الألوان الزاهية التي يظهرها الدبور لتحذير الحيوانات المفترسة من لذغته، ولكن النمل المخملي أخذ فكرة التلون هذه إلى مستوى آخر، فقد تطورت الأنواع المختلفة من النمل المخملي من خلال تقليد بعضها البعض حيث أن التشبه بالأنواع الأخرى من النمل المخملي منحها قوة كبيرة و فريدة من نوعها. ومن بين النمل المخملي في أمريكا الشمالية، يعتبر النوع المقلد الأكثر شيوعا، ففي دراسة نشرت في أغسطس 2015، تمكن الباحثون من تجميع أكثر من 300 نوع في 8 مجموعات من هذا النمل، على أساس التشابه في اللون، كثافة الشعر، والمكان. وتتنوع أشكال النمل المخملي لتشمل الفضي الناعم الذي وُجد في الصحاري الساخنة بالإضافة إلى النوع البني والأحمر والأصلع الذي وُجِد شرقي جبال روكي. ولكن هذا يشير إلى أن اللون هو مجرد بداية لترسانة النمل المخملية حيث أنها تستخدم مجموعة من الإشارات الصوتية والكيميائية الأخرى لردع الحيوانات المفترسة. عندما يشعر النمل المخملي بالخطر فإنه يصدر صوتا يشبه الصرير “stridulate”، وذلك من خلال تحريك أجزاء مختلفة من البطن في الداخل والخارج، وهذا الضجيج هو تحذير توجهه النملة إلى الحيوانات المفترسة وهي لاتزال بعيدة عنها، كما أن النملة تصدر هذا الصوت وهي داخل فم مفترسها، ليشعر هذا الأخير وكأن آلات تتحرك في فمه، ويقول عالم الحشرات جاستن شميدت من معهد البيولوجيا في جنوب غرب توكسون، أريزونا، الولايات المتحدة أن هذا الشعور المزعج يدفع المفترس إلى فتح فمه وهرب النملة. وبالإضافة إلى الصرير، يمكن للنملة المخملية ردع الحيوانات المفترسة عن طريق الإفراج عن الروائح، حيث أنها تفرز مواد كيميائية تتميز برائحة كريهة، وبالإضافة إلى مظهرها و صوتها المخيف و رائحتها الكريهة تعتبر النملة المخملية رشيقة و قوية بشكل ملحوظ. وفي دراسة نشرت في عام 1977، قدم شميدت و الدكتور موراي بلوم النمل المخملي لمجموعة مختارة من الحيوانات المفترسة، بما في ذلك النمل والعناكب وفرس النبي والسحالي والطيور والجربوع. وعندما تتعرض للهجوم من قبل القليل من النمل الأحمر الناري، حرر النمل المخملي نفسه بسرعة باستخدام أرجلها القوية وعضلاتها، وعندما هوجم من قبل العديد من النمل في آن واحد، تمكن من تحرير نفسه بشكل أسرع والركض بعيدا. كما قام شميدت وبلوم بمطاردة النمل المخملي مع أصابعهما وتشير التقديرات إلى أن النمل تمكن من العدو بسرعة 0.5km / ساعة (0.3mph)، حيث يمكنهم تحقيق هذه السرعات بفضل عضلات معينة، تُستخدم لجعل الساقين لدى الإناث أقوى. وقال شميدت أن الساقين لدى النملة المخملية الأنثى قوية جدا، ويمكنها استخدامها للخروج من فم الحيوان المفترس، وقد تعتقد أن حيوانا أكبر مثل السحلية يمكنه سحقها بسهولة بين فكيه، ولكن الغلاف الخارجي للنمل المخملي صلب جدا و زلق، مما يجعل سحقها صعبا جدا بل مستحيلا، ويعتقد شميدت وبلوم أن القوة المطلوبة لسحق نملة مخملية بنجاح هي حوالي 11 أضعاف القوة المطلوبة لسحق نحل العسل العامل، وتقريبا ضعف القوة المطلوبة لسحق خنفساء، وتبين التجارب أن الغلاف الخارجي للنملة المخملية يساعد على حمايتها من العناكب، التي تحاول حقنها بالسم. وإذا لم يكف كل ما ذُكر سالفا في ردع الحيوانات المفترسة فإن النملة المخملية الأنثى لديها سلاح آخر وهو لذغتها المؤلمة، ورغم أن السم من لذغة النمل ليست سامة كونه أحد سموم الحشرات الأقل نشاطا كيميائيا بالمقارنة مع غيرها من الدبابير اللاذغة و النمل و النحل، ولكن الألم الذي تسببه يعوض هذا النقص لأنها وِفق شميدت فظيعة و تسبب ألما لا يُنسى. وكانت السحالي لفترة طويلة من المشتبه بهم الرئيسيين في افتراس النمل المخملي، فهي نشطة في نفس الأوقات وبنفس المواقع التي ينشط فيها النمل المخملي، وفي ثمانينات القرن الماضي وجد عالمين من علماء الأحياء أثناء دراسة علائق السحالي في جنوب الولايات المتحدة النمل المخملي في بطون البعض منها ، وَوجدت دراسة أخرى بقايا النمل المخملي في بطون الضفادع ولكن هذه التقارير كانت قليلة ومتباعدة.