المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

  • ×
الإثنين 29 ديسمبر 2025
وجوه مُشرقة في غرب : د. سليمان العيدي .. 40 عامًا بين العلم والإعلام والإذاعة والتلفزيون
محمد عطية الشرقي - المشرف العام رئيساً التحرير والنشر
المصدر -  يُعدُ الإعلامي سليمان بن محمد بن عبدالله العيدي واحدًا من أبرز الأصوات الإعلامية السعودية والوجوه الوطنية العريقة التي استطاعت أن تجمع بين العمق الأكاديمي والحضور المهني في المشهد الإعلامي.

ولد الإعلامي سليمان العيدي في في عيون الجواء بمنطقة القصيم في 1 رجب 1376هـ / 1 فبراير 1957م)، وقد درسَّ الإبتدائية والمتوسطة والثانوية في المنطقة، ثم حصل على درجة البكالوريوس من كليَّة الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم الماجستير في نفس التخصص ومن ذاتِ الجامعة، والدكتوراة بعدها أيضًا من كلية الدعوة والإعلام من الجامعة نفسها.

وحصوله على هذه الدرجة العلمية العالمية الدكتوراة انعكس بوضوح على أدائه الإعلامي؛ إذ يظهر البعد البحثي والتحليلي في طرحه للقضايا، سواء كانت ثقافية أو فكرية أو اجتماعية.

وقد تميَّز الدكتور سليمان العيدي بأسلوبه الهادئ والمتزن في التقديم، حيث يعتمد لغة واضحة، وخطابًا رصينًا، وقدرة ملحوظة على إدارة النقاشات بمهنية واحترام للرأي الآخر.

وعُرَّف من خلال تقديمه للعديد من النشرات الإخبارية والبرامج التلفزيونية والإذاعية في التلفزيون السعودي، وعدد من الفضائيات الأخرى، ومن تلك البرامج مسابقة رمضان للكبار، وفتاوى على الهواء بالتلفزيون السعودي، ولقاء الجمعة في القناة الأولى.

وله العديد من البحوث العلمية والمؤلفات الوطنية والأطروحات الثقافية منها، مرآة المذيع قراءة في تدريس مبادئ مهام المذيع، والثقافة الإسلامية في الإعلام السعودي، والإرهاب في منظور الشريعة الإسلامية "تم إنتاجه بعد أحداث سبتمبر" وأخلاقيات المهنة في الإسلام، ووسائل الإعلام وإسهاماتها في رسالة المسجد النبوي.

إذ شغل العديد من المناصب القيادية والإدارية في وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون وبعض الوزارات والمؤسسات الإعلامية ومن تلك وكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون سابقًا،
وكُلف مستشاراً إعلامياً بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في أغسطس 2021، ومُشرفًا عامًا لقناتي القرآن الكريم والسنة النبوية، ومُتحدثًا رسميًا لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ونائبًا لرئيس

إذ شكّل مساره نموذجًا مُشرَّفًا للإعلامي المثقف والمُذيع المُتزن الذي لا يكتفي بنقل المعلومة، بل يحرص على تقديمها في سياق واعٍ يخاطب عقل المتلقي ويعزز قيم الحوار والفهم.

حيث أكسبه هذا الأسلوب ثقة الجمهور، وجعل برامجه أو مشاركاته الإعلامية محل اهتمام المتابعين الباحثين عن محتوى جاد وهادف.
كما يُعرف باهتمامه بتبسيط المفاهيم المعقدة وتقديمها بلغة قريبة من الناس، دون الإخلال بالمضمون العلمي أو الدقة المعرفية.

في مسيرته الإعلامية، قدّم الدكتور سليمان العيدي محتوى يوازن بين الأصالة والمعاصرة، ويحرص على إبراز القيم الإيجابية في المجتمع، مع تسليط الضوء على القضايا التي تمسّ وعي الفرد ودوره في محيطه. كما يُحسب له اهتمامه بأخلاقيات العمل الإعلامي، والتزامه بالموضوعية، والابتعاد عن الإثارة غير الهادفة.

إلى جانب عمله الإعلامي، يُنظر إلى الدكتور سليمان العيدي كشخصية فكرية لها إسهامات في المجال الأكاديمي أو الثقافي، الأمر الذي عزّز من حضوره واحترامه في الأوساط الإعلامية والمعرفية على حد سواء. هذا التداخل بين الإعلام والعلم منحه خصوصية في الطرح، وجعل صوته مختلفًا في زمن تتسارع فيه الرسائل الإعلامية وتتنوع مصادرها.

كما يمثَّل الدكتور سليمان العيدي نموذجًا للإعلامي المسؤول، الذي يدرك أن الكلمة أمانة، وأن التأثير الحقيقي يبدأ من الوعي والمعرفة. وهو بذلك يواصل مسيرته بوصفه صوتًا إعلاميًا يسعى إلى الإضافة لا التكرار، وإلى البناء لا الاستهلاك.