المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

  • ×
الأربعاء 10 ديسمبر 2025
تقنية التنقية المغناطيسية للدم: مقاربة نانوية واعدة تدعم مستقبل العلاجات الكلوية
د.هاشم بن محمد الحبشي
بواسطة : د.هاشم بن محمد الحبشي 09-12-2025 07:58 مساءً 1.4K
المصدر -  
تشهد علوم النانو والهندسة الحيوية تقدماً متسارعاً في تطوير تقنيات جديدة لتنقية الدم تعتمد على الجسيمات النانوية المغناطيسية (Magnetic Nanoparticles – MNPs)، وهي مواد مصممة على المستوى الذري قادرة على الارتباط الانتقائي بالسموم والجزيئات الضارة داخل مجرى الدم. ويعمل فريق من مهندسي الطب الحيوي في الولايات المتحدة على تطوير نهج علاجي مبتكر يُعرف بـ التنقية المغناطيسية للدم، يهدف إلى توفير بديل أسرع وأقل تدخلاً مقارنة بغسيل الكلى التقليدي.

تقوم هذه المنهجية على حقن جسيمات نانوية فائقة المغناطيسية (Superparamagnetic Nanoparticles – SPIONs) مغطاة بمواد وظيفية مثل الأجسام المضادة والكيليترات (Chelators). صُممت هذه الجسيمات لاستهداف فئات محددة من الملوثات الحيوية، بما في ذلك:

السموم اليوريمية

المعادن الثقيلة

السيتوكينات الالتهابية


وبمجرد دورانها في مجرى الدم، تعمل الجسيمات كـ"مغناطيس جزيئي" يلتقط الملوثات المرتبطة بها. بعدها يتم تطبيق مجالات مغناطيسية خارجية توجه هذه الجسيمات نحو جدران الأوعية الدموية لالتقاطها وإزالتها، مما يحقق عملية ترشيح دقيق عبر مبدأ الالتقاط المغناطيسي النانوي بدلاً من الترشيح التقليدي عبر الأغشية كما يحدث في غسيل الكلى.

تشير النتائج الأولية إلى أن هذا الأسلوب قد يوفر تنقية فعّالة خلال جلسة علاج قصيرة تصل إلى ساعتين فقط، دون الحاجة للوصول الجراحي للأوعية الدموية أو الالتزام بجلسات الغسيل لمدة 12 ساعة أسبوعيًا المرتبطة بالعلاج التقليدي. ويُنظر إلى هذا التطور بوصفه خطوة واعدة نحو تحسين نوعية حياة المرضى وتخفيف الأعباء السريرية والاقتصادية.

ورغم التقدم العلمي، تواجه التقنية تحديات تنظيمية وتجارية. إذ يتطلب اعتمادها الكامل أدلة سريرية واسعة، فيما تصطدم – مثل غيرها من التقنيات التخريبية (Disruptive Technologies) – ببنية سوق غسيل الكلى شديد التركّز والمتأثر بالمنشآت التقليدية ذات الاستثمارات الضخمة. ومع ذلك، يشير باحثون في علوم النانو والمواد المغناطيسية إلى أن هذا النهج يمكن أن يمثل جيلًا جديدًا من العلاجات الكلوية إذا استُكملت الأدلة السريرية والتقييمات التنظيمية.

يمثل التنقية المغناطيسية للدم مثالاً حياً على قدرة هندسة المواد النانوية على تحويل المفاهيم الطبية التقليدية، وفتح الطريق نحو علاجات أكثر أماناً، أسرع، وأكثر توافقاً مع احتياجات المرضى المستقبلية.