تُعدّ الدكتورة نجلاء أحمد واحدة من أبرز الوجوه المعاصرة في المشهد التشكيلي العربي، حيث تجمع في تجربتها بين الرؤية الأكاديمية العميقة والحسّ الإبداعي المتدفّق. وقد أسهم هذا التزاوج في تشكيل أسلوبها الخاص، الذي بات علامة مميزة في معارض الفن التشكيلي داخل العالم العربي وخارجه.

بين المعرفة الأكاديمية والخيال الفني

اعتمدت نجلاء أحمد في أعمالها على خلفية علمية راسخة اكتسبتها من دراستها الأكاديمية، إذ تنطلق من فهم دقيق لمدارس الفن وأسس التصميم، لكنها في الوقت نفسه تتجاوز الحدود التقليدية لتقدم مقاربات بصرية جديدة تعكس انفعالاتها ورؤيتها الفلسفية تجاه الإنسان والوجود.

اللون بوابة الروح

يُشكّل اللون محوراً أساسياً في أعمالها، فهو ليس عنصراً جمالياً فقط، بل لغة متكاملة تستخدمها للتعبير عن الهويات المتعددة، والحالات النفسية، وطبقات المعنى المخفية. وفي كثير من لوحاتها، يتفاعل اللون مع الخطوط الحرة والملامس البصرية لتكوين فضاء بصري يلامس المشاهد ويدعوه للتأمل والتفسير.

ريادة المرأة في الفن

تُعدّ الدكتورة نجلاء أحمد نموذجاً لنجاح المرأة العربية في الحقل التشكيلي، إذ استطاعت أن تؤكّد حضورها من خلال مشاركاتها الواسعة في المعارض الدولية، وتقديمها لمجموعة من الأعمال التي تكشف عن قدرة الفنانة على مجاراة الحداثة وابتكار حلول إبداعية تلائم العصر.

إسهامات بحثية وفنية

إلى جانب تجاربها التشكيلية، قدمت نجلاء أحمد مجموعة من الأبحاث والدراسات التي تُثري الحقل الفني، خصوصاً في مجالات تحليل الأعمال، والتربية الفنية، وعلاقة الفن بالهوية الثقافية. وقد ساعد هذا الجانب التنظيري على ترسيخ مكانتها كفنانة وباحثة في الوقت ذاته.

بصمة لا تُنسى

إن ما يميز تجربة نجلاء أحمد هو تلك القدرة على الموازنة بين الحسّ الإبداعي والوعي الجمالي، بحيث تتشكل اللوحة لديها كفضاء منفتح، يتجاوز السطح المادي ليمتد إلى عالم من الرموز والدلالات. وبذلك تُعتبر من روّاد الفن التشكيلي المعاصر، الذين أسهموا في إعادة صياغة الذائقة البصرية لدى المتلقي.