المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

  • ×
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025
«حيث التقيتك»… رواية تعبر سبعة عوالم وتعيد تشكيل الوعي الإنساني
فهد العوذلي - جدة
بواسطة : فهد العوذلي - جدة 02-12-2025 02:01 مساءً 806
المصدر -  
تقدّم الكاتبة فاطمة كدّاف في روايتها «حيث التقيتك» عملاً أدبيًا ملفتًا يجمع بين العمق النفسي والخيال الواسع، ويستند إلى أسئلة وجودية طالما شغلت الإنسان منذ فجر الوعي. رواية تُكتب بروح تبحث، وتتسع بقلب يتألم، وتتحرك بعقل يصرّ على الفهم—فتولد نصًا مختلفًا يتجاوز حدود الواقع ويمتد إلى أبعد من ذلك.


الكاتبة: صوتٌ جديد برؤية مختلفة

تقدّم فاطمة كدّاف نفسها كصوت أدبي يمتلك حسًا فلسفيًا وروحيًا واضحًا، ينعكس في كل صفحة من صفحات الرواية. فهي لا تكتفي بسرد الأحداث، بل تبني عالمًا متكاملًا من الأفكار والمشاعر والأسئلة الكبرى، وتجرؤ على الذهاب بالقارئ إلى مناطق لا يعتادها الأدب التقليدي.
تمزج بين التجربة الإنسانية والمعرفة والخيال العلمي، لتقدّم مادة أدبية تحفّز التفكير وتلامس القارئ عاطفيًا وذهنيًا.


الرواية: رحلة بين سبعة عوالم

تدور أحداث «حيث التقيتك» حول شخصية طيف، امرأة تطاردها الأسئلة الوجودية منذ طفولتها، وتعيش صراعًا داخليًا مريرًا بين هويتها الحقيقية وما تفرضه عليها الحياة. ومع دخولها عزلة طويلة، تأخذ حياتها منحنى جديدًا حين يظهر «ساري»—كائن غامض—ليقودها إلى رحلة عبر سبعة عوالم متوازية.

كل عالم يحمل رسالة وصراعًا:

العالم الأول: بلا قوانين
مواجهة مباشرة مع القهر المجتمعي والهيمنة الذكورية.


عالم الأضواء:
بريق يخفي هشاشة الإنسان المعاصر.

عالم اللا حيلة:
مساحة تتجلى فيها الخيبات العاطفية والخيانات.


عالم الثورة:
أصوات الانفجار، الصمود، وحبّ الوطن.


العوالم الأخرى:
تمتد بين نقاء الروح، وجراح الذاكرة، وتحوّلات الوعي.


كل عالم يُصاغ بلغة شاعرية ورؤية إنسانية عميقة، تجعل القارئ يعيش التجربة لا يقرأها فقط.


أسلوب الكتابة: مزيج من الفلسفة والخيال والوجدان

تكتب فاطمة كدّاف بأسلوب يمزج بين:

السرد الروائي

الإيقاع الشعري

الطرح الفلسفي

العمق النفسي


فتبدو الرواية كما لو كانت رحلة داخل الذات، تُحاكي العقل وتخاطب الروح في الوقت نفسه.


رسالة الرواية

ليست «حيث التقيتك» مجرد عمل خيالي؛ إنها بحث عن الحقيقة عبر العوالم، وعن الذات عبر الألم، وعن النجاة عبر المعرفة.
إنها رواية تقول للقارئ:
ربما لا نمتلك السيطرة على العوالم من حولنا… لكننا نمتلك القدرة على فهم عالمنا الداخلي.

خاتمة

«حيث التقيتك» عمل أدبي يجمع بين الدهشة والوجع، وبين الخيال والواقع، وبين الفلسفة والعاطفة.
رواية تثبت أن الكاتبة فاطمة كدّاف تمتلك رؤية خاصة، وقلمًا قادرًا على ملامسة القارئ وإثارة أسئلته.

إنها رواية تستحق القراءة… لأنها ببساطة رحلة لا تتكرر.
image

image

image