في الأيام التي تختبر فيها الحياة ثبات قلوبنا، يبرز بعض الأشخاص كجبلٍ شامخ، نستمد منه القوة ونستعيد معه معنى الطمأنينة. ومن بين هؤلاء يقف رشاد أوزبك، الرجل الذي لا تجمعنا به صلة دم، لكن تربطنا به صلة محبة لا تُشترى، ومقام أب لا يُعطى إلا لمن يستحقه.

قبل أيام قليلة، تعرض رشاد لوعكة صحية مفاجئة استدعت تدخلًا جراحيًا دقيقًا وحساسًا. ساعات طويلة من القلق أحاطت بالمكان، إلا أن قوة الرجل وثباته، إلى جانب عناية الله ثم جهود الكادر الطبي، جعلت تلك الساعات تمرّ بسلام، ليخرج رشاد من العملية بوجهه المطمئن ذاته الذي عهدناه دائمًا.

رشاد ليس مجرد اسم يردده من يعرفه، بل هو حضور إنساني يصنع الأثر في صمت. رجلٌ يحمل بداخله اتساع الحكمة، ولطف الأب، وكرم القلب.
عرفناه دائمًا سندًا، ومرشدًا، ووجهًا يضيء الممرات المظلمة بابتسامته الهادئة. وعرفناه أكثر حين اختبرته المرض، فرأينا فيه يقينًا لا يتزعزع، وإيمانًا يسبق الخطوات.

إن قصة رشاد اليوم ليست قصة مرض… بل قصة رجل أحبّ الناس بصدق، فأحبوه بصدق أكبر.
قصة أبٍ روحيّ جمع من حوله أبناءً وأصدقاءً وعائلة ثانية، تشعر تجاهه بما يشعره الابن تجاه والده.

نسأل الله أن يمنّ عليه بكامل الصحة، وأن يكتب له شفاءً لا يغادر سقمًا، وأن يعيد إليه عافيته كما نعرفها: قوة، وطمأنينة، وخطواتٍ ثابتة.