منذ عام مضى وجنودنا البواسل يرابطون على حدودنا الجنوبية حاملين لواء العزة والشرف لهذا الوطن الكبير ..مهما سطرنا من احرف واسهبنا في كتاباتنا نبقى مقصرين مقارنة بالدور العظيم الذي يؤدونه، لكني على ثقة ان كل مواطن يشعر بالفخر وهو يشاهد ما يصل عنهم من أرض المعركة، بلا شك هي مهمة عظيمة، وشرف يتمناه كل مواطن،* والجميع يغبطهم على ما يقومون به .. في بلادي لم تكن الحرب ذات يوم هي الخيار الأول،ولم نكن في يوم من الأيام دعاة حرب، وقد خبرنا دولتنا منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز (رحمه الله)وهي تتبع سياسة الحلم، والحكمة ،وتؤمن دائما بمبدىء الحوار وحل كل القضايا وفق ما تقتضيه المصالح المشتركة، والتي تعتمد في الأساس على حقن دماء المسلمين، لكن عندما تنفذ كل الحلول السلمية ولا يبقى الا خيار الحرب، فدولتنا عسكريا قادرة على الرد واتخاذ موقف الحزم . ففي السياسة صديق الأمس قد يصبح عدوك اليوم، وعدوك اليوم قد يصبح صديقك في المستقبل، لذا التعامل مع الشأن السياسي يحتاج إلى فكر واستراتيجيات معينة دون التنازل عن الثوابت والمبادىء، ولهذا دولتنا رعاها الله تمتاز بهذا الجانب، فالدولة الذكية عند الأزمات تُحسن التحكم بخيوط اللعبة، وتكون هي العنصر الرئيسي لتحرك تلك الخيوط، وهذا ما نلمسه من خلال التحرك السياسي لوزارة الخارجية، فقد اعتقد البعض ان برحيل رجل السياسة الأول الأمير سعود الفيصل (رحمه الله)أن بفقدانه ستتعثر السعودية، وستفشل في متابعة نهجها السياسي، وهذا بفضل الله لم يحدث رغم فاجعتنا برحيله ومدى الفراغ الكبير الذي تركه فهو (رحمه الله) رجل سياسة وذو هيبة يخشاه الوسط السياسي من كل مكان ، لا يقبل من أحد كائنا من كان ان يمس كرامة المملكة، او يتعدى على حقوقها ويتدخل في شؤونها . الممكة اليوم دولة قوية عسكريا، ولها ثقلها السياسي في المنطقة، وهي تعتبر القائد الحقيقي لكل دول المنطقة وهذا يجعل الحمل والمسؤوليات الملقاة عليها جسيمه. حفظ الله السعودية، ونصر جنودنا البواسل في ميادين العز والشرف. وكل عام وهم بخير
المصدر -