نظّمت جمعية الأدب بالتعاون مع فريق سفراء الطائف مساء اليوم محاضرة مميّزة قدمها الدكتور سعود الصاعدي بعنوان «بلاغة المَعالِم.. حين يتحدث المكان» وذلك بحضور نخبة من المثقفين والباحثين والمهتمين بالسياحة والعمارة والبلاغة

واستعرض الدكتور الصاعدي خلال المحاضرة رؤيةً عميقة لمفهوم بلاغة المَعالِم مؤكّدًا أن الأماكن تمتلك خطابًا صامتًا
لا يقل تأثيرًا عن البلاغة اللفظية وأضاف أن المعالم الطبيعية والإنشائية تتكون من طبقات من التاريخ والجمال والسرديات الإنسانية تجعل المتلقي يعيش تجربة تتجاوز المشاهدة البصرية إلى التأمل والقراءة والتحليل

وتناول الصاعدي أهمية المكان بوصفه نصًا معرفيًا وثقافيًا يمكن قراءته من خلال شكله، سياقه، قصصه والذاكرة الاجتماعية المرتبطة به. وأبرز في حديثه نماذج لمعالم سعودية تجسّد بلاغة فريدة داعيًا إلى الاهتمام بإبراز هذه الجوانب في الخطاب السياحي والثقافي

كما تطرق إلى كيفية توظيف بلاغة المكان في تعزيز السياحة الوطنية وخلق تجربة زائر أكثر ثراءً من خلال بناء سرديات محلية أصيلة تُظهر جمال المدن السعودية ومنها الطائف بما تحمله من معالم تاريخية وطبيعية تلامس وجدان الزائر

وشهدت المحاضرة تفاعلاً واسعًا من الحضور الذين قدموا أسئلة ثرية حول تأثير المكان على الهوية، ودور الزمن في تشكيل المعالم، وكيفية تحويل المكان إلى مادة أدبية وفنية ملهمة

وفي ختام اللقاء قدّمت جمعية الأدب وفريق سفراء الطائف شكرهما للدكتور سعود الصاعدي على إثرائه المعرفي مؤكدين أهمية مثل هذه المحاضرات في صناعة الوعي الثقافي وتعزيز حضور الطائف كمركز للأدب والمعرفة والسياحة