
المصدر -
قال منسق ملف الإعاقة في الإغاثة الطبية الفلسطينية، مصطفى عابد: "إن طلبة الثانوية العامة من ذوي الإعاقة خاضوا هذا العام واحدًا من أصعب الأعوام الدراسية في تاريخ قطاع غزة. ورغم الظروف المأساوية والحرب والتشريد، نجح العديد منهم في تحقيق معدلات مرتفعة، وسطروا قصص تفوق استثنائية تعكس قوة الإرادة والصمود في ظل واقع بالغ القسوة". وأوضح عابد أن ما يقارب 70 ألف طالب وطالبة من مواليد 2006 و2007 تقدموا لامتحانات الثانوية العامة، من بينهم 250 طالبًا وطالبة من ذوي الإعاقة، وتنوعت إعاقاتهم بين الإعاقة البصرية والشلل الدماغي والبتر في الأطراف وغيرها. وأشار إلى أن هؤلاء الطلبة خاضوا امتحاناتهم في ظروف قاسية شكلت تحديًا مضاعفًا، بدءًا من فقدان الكتب والأجهزة المساعدة، ووصولًا إلى غياب المراكز التعليمية المهيأة. وبيّن أن ثلاث دفعات من الثانوية العامة منذ حرب 2023 وحتى اليوم مرت بظروف استثنائية أثرت بشكل مباشر على الطلبة، خصوصًا ذوي الإعاقة الذين كانوا الأكثر تضررًا، موضحًا: "أدى الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التعليمية، وانقطاع الكهرباء والإنترنت المتواصل، ونزوح آلاف الأسر، إلى حرمان الطلبة من الكتب والأجهزة اللوحية والمعينات السمعية والبصرية التي يعتمدون عليها". وأوضح عابد أن الطلبة المكفوفين فقدوا المواد المطبوعة بطريقة بريل، فيما عجز الطلبة الصم عن الوصول إلى الشروحات المترجمة بلغة الإشارة بسبب انقطاع الإنترنت وغياب المحتوى البديل. "أما الطلبة الذين يستخدمون قارئات الشاشة أو التطبيقات المساندة، فكان انقطاع الكهرباء سببًا رئيسيًا في تعطيل قدرتهم على الدراسة." وبيّن أن الوصول إلى قاعات الامتحان كان بحد ذاته معاناة كبيرة؛ فالطلبة ذوو الإعاقة الحركية اضطروا لعبور طرق مدمرة أو طويلة، بينما عانى الطلبة الصم والمكفوفون من غياب مرافقي الدعم في بعض المناطق. "كما أن العديد من المراكز لم تكن مجهزة بالطاولات المناسبة، أو الغرف الهادئة، أو القرّاء والكتّاب للمكفوفين، أو مترجمي لغة الإشارة، ما أثر بشكل مباشر على تكافؤ الفرص خلال الامتحانات." ونبّه إلى أن الضغوط النفسية التي تعرض لها الطلبة كانت هائلة، بسبب القصف المستمر والضوضاء والخوف من النزوح المفاجئ، ما دفع الكثير منهم لدخول الامتحانات في حالة توتر شديد أثرت على أدائهم. وأضاف: "إن عملية التسجيل للجامعات تحولت إلى مهمة شبه مستحيلة؛ فغالبية منصات التسجيل غير مهيأة لقارئات الشاشة، ولا توفر محتوى بلغة الإشارة، إضافة إلى الانقطاع المتواصل للكهرباء وفقدان آلاف الطلبة وثائقهم الرسمية خلال النزوح." وأكد عابد أن دفعة 2024 تحديدًا واجهت واحدة من أكثر المراحل صعوبة؛ إذ درس العديد من الطلبة في خيام ومراكز إيواء بعد تدمير مدارسهم، وتقدموا للامتحانات في ظروف ضاغطة للغاية. كما اصطدموا بعد النجاح بتحديات مواصلة التعليم الجامعي، مثل غياب وسائل النقل المهيأة، وفقدان الكراسي المتحركة، وعدم القدرة المالية على شراء الأجهزة المساعدة. وفي ختام حديثه، دعا عابد إلى توفير دعم عاجل للطلبة ذوي الإعاقة، يشمل: إعفاءات من الرسوم الجامعية، وتسهيل إجراءات القبول للطلبة فاقدي الوثائق، وتوفير مراكز امتحان وتعليم مهيأة بالكامل، وتطوير منصات التسجيل الإلكترونية لتتناسب مع قارئات الشاشة ولغة الإشارة، وتوفير أجهزة مساعدة عبر منح أو إعارات، وإطلاق برامج دعم نفسي، ومتخصصة، ومنح جامعية موجهة للطلبة المتضررين من الحرب
.
