المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 16 نوفمبر 2025
الحرف الدولية في "بنان" تفتح آفاقًا جديدة في السوق المحلي عبر تبادل الخبرات
شائع عداوي - إدارة المتابعة والتدقيق
بواسطة : شائع عداوي - إدارة المتابعة والتدقيق 15-11-2025 11:42 مساءً 403
المصدر -  
يتسم معرض "بنان" في نسخة هذا العام بتنوع الثقافات العالمية عبر مساحة مشتركة تجمع مدارس وممارسات مختلفة من أكثر من 40 دولة في بيئة واحدة، إذ شهدت الأجنحة الدولية مشاركة فرق حرفية من ثقافات متعددة جاءت محملة بخبرات طويلة وأساليب عمل متراكمة، مما أتاح للحرفيين السعوديين فرصة نادرة للاطلاع على طرق إنتاج جديدة، وتطوير تقنيات أكثر مرونة، واكتشاف اتجاهات تصميم معاصرة تتوافق مع تطلعات السوق العالمية.
وتميزت المشاركة الدولية هذا العام بثراء بصري وتقني واضح، وحمل كل جناح هوية مستقلة تنطلق من جذور ثقافية عميقة، وعرضت وفود من آسيا وأوروبا وأفريقيا نماذج حرفية تعتمد على تفاصيل دقيقة في النسيج أو معالجات مبتكرة للخشب أو استخدامات غير مألوفة للمعادن؛ مما جعل التجربة أشبه بمدرسة متعددة الفصول تثري وعي الزائر، وتفتح للحرفيين السعوديين أبوابًا للصقل والتطوير.

image

وظهر أثر هذا التنوع جليًّا في الحوارات المفتوحة بين الحرفيين من مختلف الدول، وشكلت الورش والاجتماعات مساحة لتبادل الأفكار حول طرق صقل المواد الخام، وأساليب التلوين، وأدوات التشكيل، والمقاربات الحديثة في الحفاظ على الهوية الحرفية مع تطوير الخط الإنتاجي، وبرزت نماذج دولية تحتفي بالقطع الصغيرة عالية الجودة، وأخرى تركز على التصميم المستدام، وأخرى تعتمد على مفاهيم الفن التطبيقي، مما يمنح الحرفيين السعوديين خيارات متعددة لصياغة منتجات تعكس هوية محلية بروح تنافسية عالمية.

وقدمت التجارب الدولية صورة واسعة عن العلاقة بين الحرفة والسوق، وظهرت طرق عرض تعتمد على السرد القصصي، وأساليب تغليف متقنة، ونماذج تسويق ترتبط بأسلوب الحياة، إضافة إلى تصاميم تستلهم البيئة المحلية لكل دولة، هذه النماذج شكلت مرجعًا بصريًا يمكن للحرفيين السعوديين الاستفادة منه في تطوير منتجات قادرة على دخول أسواق جديدة، والظهور في المعارض الدولية، والانضمام إلى مسارات الاقتصاد في هذا القطاع الذي تنمو أهميته في المشهد العالمي.
وتكمن قوة هذه المشاركة في قدرتها على فتح حوارات مهنية حول مستقبل الحرف، فالتوجهات العالمية تميل اليوم إلى دمج الحرفة في التصميم الداخلي، والموضة، والديكور، والهدايا الفاخرة، والمشاريع السياحية، وعرضت الوفود الدولية أمثلة واضحة على نجاح الحرفة التقليدية، حين تصاغ بأسلوب معاصر يحترم الأصل، ويقدم قراءة حديثة للموروث، هذا الوعي المهني يقدم للحرفيين السعوديين رؤى جديدة لبناء منتجات تستجيب لطلب السوق المحلي والخارجي، وتحقق الاستدامة الاقتصادية.

وتنسجم هذه التجارب مع توجه هيئة التراث نحو دعم الحرفيين وتطوير أدواتهم، عبر تمكينهم من الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية، وفتح قنوات تواصل مع المدارس الحرفية ذات الخبرة، وبناء شبكة علاقات من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالمنتج السعودي، وتبرز أهمية هذا المسار في كونه خطوة أساسية لخلق سوق محلي أكثر نضجًا وتنافسية، يعتمد على المعرفة، ويستفيد من التجارب المتقدمة، ويحافظ على الهوية الوطنية من خلال منتج متقن وقادر على المنافسة.

ويعكس هذا الحضور الدولي صورة أوسع للدور الذي يلعبه "بنان" في تشكيل مستقبل الحرف في المملكة، إذ يوفر منصة حقيقية تجمع ثقافات متعددة في فضاء واحد، وتخلق بيئة تعيد تعريف الحرفة السعودية عبر عدسة العالم، والنتيجة، سوق محلي ينفتح على فرص جديدة، ويتعامل بثقة أكبر مع المفاهيم العالمية، ويمتلك أدوات قادرة على الارتقاء بالصناعات الحرفية نحو مستويات أوسع من الحضور والتأثير.