المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 6 مايو 2024
بواسطة : 11-06-2016 02:38 صباحاً 24.1K
المصدر -  بحارة المظلوم العتيقة بالمنطقة التاريخية بجدة، وعلى بعد أمتار قليلة من عمودية الحارة، كانت بوصلة زوار فعاليات "رمضاننا كدا3"، تتجه إلى بيت البترجي العريق، ليجدوا أنفسهم أمام حقب زمنية متغايرة، لم شملها في بقعة واحدة طلال شلبي موظف الخطوط السعودية المتقاعد. متحف شلبي المصغر، والذي يصر أن يسميه معرضاً، يحوي بين جدران بيت البترجي - الذي لم يمضي على استئجاره له سوى 60 يوماً – معادلة من الصعب جمعها في قالب واحد تتمثل في ثلاثة تفاصيل رئيسية هي "الجغرافيا والتاريخ والتراث". هنا تستطيع أن تجمع بين "الانتيكات" و "التحف" التي تملك تاريخاً طويلاً، لذا كل من ولج المكان، ينشد انتباهه للمعروضات التي استطاع شلبي جلبها من أماكن متفرقة وبجهود ذاتية 100%، سبر أغوارها منذ أكثر 24 عاماً - 1413هـ-. تجبرك المعروضات على التوقف عندها، لأن كل واحدة تملك خلفية تاريخية خاصة، فهنا كاميرا فوتوغرافية يعود تاريخها لعام 1917، وعلى مقربة منه هاتف السنترال العتيق، وآلات طابعة يصل عمرها لـ 100 عام. عشقه لجمع التراث والانتيكات القيمة، جعلا طلال شلبي يقدم "ما أمامه وخلفه" من مال، ليدخل في مفاوضات شراء هنا، وتبادل مع أقران المهنة في ظروف أخرى، فاستطاع أن يؤسس قبل 8 سنوات أول معرض تجاري له بجدة. يمكن القول إن الحقب التاريخية المعروضة أمام زوار فعاليات "رمضاننا كدا3"، هي بحد ذاته قصة مغايره، فالبنادق والزجاجيات تمثل "الحقبة العثمانية"، فيما النحاسيات النادرة تعود تاريخها إلى القرنين السابع والثامن الهجري الإسلامي، أي أنك تتحدث عن حقبة زمنية تصل لـ 200 عام، وتحديداً في الفترة ما بين*1203*إلى*1396*للميلاد، وهو ما يعطى المكان قيمة تاريخية. ليس كل ما هو معروض متاح للبيع، فهناك متعلقات لا يتنازل شلبي عنها مهما كان الثمن المقدم، كـ"اللبس الحجازي العتيق"، الذي يحتفظ به في الغرفة الرئيسية. لا تتوقف خارطة المعروضات في المتحف المصغر، فهنا يوجد أول هاتف سعودي يحمل شعار "السيفين والنخلة"، وفي زاوية أخرى كان هناك نقاشاً دائراً بين شلبي ومجموعة من الشباب الزوار، حيال سلة العملات المعدنية التي تمثل أطوار الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة. على الرغم من مساحة المكان المحدودة، إلا أن خطى الأرجل لا تتوقف عند عتبه المتحف سواءً من الرجال والنساء، أو الشباب والكبار، فالبعد التراثي والتاريخي، ربما جعل الكل في حالة ذهول مما شاهده وتحسسه بأم عينيه، مستشهدين بصورة هاتفية من أجهزتهم الذكية، لتخليد ذكرى ما رأوه تقنياً.