المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 12 نوفمبر 2025
كيان تحتفي باليوم العالمي للاحتضان وتطلق نداء الإنسانية: "كونوا لهم حضن الأمان.. حضن الحياة"
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 12-11-2025 09:35 مساءً 1.3K
المصدر -  
في مشهد إنساني مفعم بالمحبة والعطاء، وبمناسبة اليوم العالمي للاحتضان، أقامت جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة ممثلةً بقسم التنمية والتمكين، لقاءً وديًا مؤثرًا بعنوان "حضن الحياة"، استضافةً كريمة من جمعية كبار، احتفاءً بثقافة الاحتضان وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميته في حياة الأبناء الأيتام.
شهد اللقاء حضورًا مميزًا تقدّمته الأستاذة سمها بنت سعيد الغامدي رئيس مجلس الإدارة بجمعية كيان، وبحضور وتشريف الأستاذة نورة الفايز، الأستاذة هدى سيلان، والأستاذة خيرية العلي عضوات مجلس الإدارة السابقات، إضافة إلى الأستاذة ثريا الغامدي المسؤول المالي وعضو مجلس الإدارة، والأستاذة ندى القنيبط المديرة التنفيذية للجمعية، وعدد من موظفات الجمعية، والأمهات الحاضنات، وضيوف مهتمين بقضية الاحتضان.
افتُتح اللقاء بكلمة مؤثرة من الابنة ريم عبد العزيز التي أكدت أن اليوم العالمي للاحتضان هو يوم مخصص لتعزيز ثقافة الاحتضان ودعم الأطفال الذين يفتقرون إلى الرعاية الأسرية، مبرزةً دور الأسر الحاضنة في توفير الأمان والحب والدفء الذي يحتاجه كل طفل.
ثم ألقت الأستاذة "سمها الغامدي" كلمة ضافية رحبت فيها بالحضور الكريم، مؤكدة أن ديننا الحنيف دعا إلى كفالة اليتيم والاحتضان، وأن بلادنا المباركة أولت هذا الجانب اهتمامًا كبيرًا بوجود الأسر البديلة التي تعوض اليتيم عن الفقد وتمنحه الرعاية والتمكين والحياة الكريمة.
وأضافت أن المملكة خطت خطوات رائدة في هذا المجال، حيث ازدادت أعداد الأسر المحتضنة مما يدل على ارتفاع الوعي المجتمعي. وأوضحت أن جمعية كيان تعمل وفق الأسس والقوانين التي وضعتها الدولة من خلال برامج التوعية، والتنمية، والدعم النفسي، والاجتماعي، والصحي، والإرشادي.
وقالت الغامدي: من كيان نُطلق اليوم دعوة صادقة للتعاون الجاد بوجود أسر بديلة لهؤلاء الأبناء، كما ندعو الأسر المتعثرة إلى التواصل مع الجمعية للإشراف عليها ومساعدتها، وننادي كذلك بضرورة وجود أسر صديقة للأيتام. فكل برامج كيان تصب في صالح الأم الحاضنة والطفل اليتيم، وتعاونكم معنا يحقق أهدافنا النبيلة.
بعدها تحدثت الأستاذة "نورة الفايز" – عضو الجمعية ونائب رئيس مجلس الإدارة سابقًا – عن الجانب الاجتماعي وتجربتها الشخصية كأم حاضنة،
موضحة أن أبرز التحديات التي تواجه الأيتام تتمثل في "المشكلات " كالحاجة إلى الحب، والحنان، والتعليم، والدعم الإرشادي والسلوكي، وتقبّل المجتمع. وزيادة الثقة في نفس الابن المحتضن وعدم مس كرامته، وحاجته لتقبل المجتمع له، كما تعرضت في حديثها "للمخاطر " التي يتعرض لها اليتيم كالحب الزائد أو نقص الحب، وفقدان السند، وطالبت بضرورة التوازن في كل شيء مضيفة أن مشاكل الأيتام نفسية وجنسية واجتماعية واقتصادية، وبالنسبة "لمعالجة المشاكل " : لا بد من اتباع عدة أساليب منها: ما يستهدف الأيتام أنفسهم، ومنها ما يستهدف الأسرة الحاضنة ، ومنها أساليب أخرى ، كمراجعة الأنظمة والقوانين وضرورة تنظيمها وتطويرها لمصلحة الأيتام ، وحثت على الدراسات وقياس الأثر وضرورة عقد ملتقيات معهم للاستماع إليهم في كل ما يخصهم.
كما تناولت "المخاطر" التي قد يواجهها اليتيم بين نقص الحب أو زيادته، مؤكدة ضرورة التوازن، وأن الحلول تكمن في تطوير الأنظمة، وإجراء الدراسات وقياس الأثر، والاستماع المباشر للأيتام في ملتقيات دورية.
ثم روت تجربتها الإنسانية المُلهمة في احتضان طفلها فهد عندما كان في التاسعة من عمره، وكيف دعمته تربويًا وصحيًا ولغويًا، حتى أتمّ تعليمه داخل المملكة وخارجها، مشيرة إلى تميّزه الدراسي والاجتماعي، ومشاركاته التطوعية وحبه للجميع.
كما تناولت الأستاذة "هدى سيلان "عضو مجلس الإدارة السابق، الأبعاد النفسية للاحتضان من منظور علمي، مؤكدة أن الاحتضان ليس مجرد فعل اجتماعي، بل "تدخل نفسي عميق" يحقق للطفل الأمن العاطفي والتوازن النفسي.
وأوضحت أن الدراسات أثبتت أن الأطفال في الأسر البديلة أكثر استقرارًا وسعادة من أولئك المقيمين في الدور الإيوائية، حيث تقل السلوكيات العدوانية والقلق تدريجيًا بفضل الحنان الأسري.
وأكدت سيلان أهمية إقامة برامج تأهيلية للأسر الحاضنة لتهيئتها للتعامل الواعي مع الطفل وشرح واقعه له بطرق نفسية سليمة، مشددة على أن مفتاح النجاح في الاحتضان هو: "التعليم ثم التعليم ثم الرعاية".
وفي ختام اللقاء، تحدّث عدد من الأمهات الحاضنات عن تجاربهن الملهمة في الاحتضان، كما شاركت الابنة ريم عبد العزيز تجربتها كابنة محتضنة بكل فخر وامتنان. وقد دار نقاش صادق وثرٍ بين الأمهات والحضور حول التحديات والتجارب، خرج الجميع منه بمشاعر إنسانية عميقة ورسائل حب واحتواء غمرت القلوب.