
المصدر -
يُعد اليوم العالمي للاحتضان، الذي يُحتفى به في 9 نوفمبر من كل عام، مناسبة إنسانية خالدة تُجسد معاني الرحمة والتكافل الاجتماعي، وتعزز مفهوم الاحتضان بوصفه رسالة حبٍ واحتواءٍ تُعيد الحياة للأطفال الفاقدين للرعاية الأسرية، وتمكّنهم من الاندماج في المجتمع بصورة طبيعية.
ويهدف هذا اليوم إلى نشر ثقافة الاحتضان، وإبراز دور الأسر الحاضنة في دعم هؤلاء الأطفال، وتوعية المجتمع بأهمية الإحسان إلى اليتيم والعناية به.
وتشارك المملكة العربية السعودية دول العالم في الاحتفاء بهذا اليوم، انطلاقاً من قيمها الأصيلة في حب الخير والعطاء، وما يميز المجتمع السعودي من مبادراتٍ نوعيةٍ ترعى الأيتام وتُمكّنهم عبر الجمعيات المتخصصة التي تهتم بتنشئتهم وتنمية قدراتهم وتعزيز مكانتهم في المجتمع.
ومن بين أجمل ما يُروى في هذا اليوم، تلك القصص الصادقة المؤثرة التي تحكيها الأسر الحاضنة، إذ تصف كيف أن الاحتضان ينير البيوت، ويغمر القلوب سعادة وبركة، وكيف أن هؤلاء الأطفال أصبحوا مصدر حبٍ وأملٍ وطمأنينة لأسرٍ طالما انتظرت نعمة الأبناء.
حكاية "أم ضيء".. عوض الله الكبير

في جمعية كيان للأيتام، التقيتُ بالأم الحاضنة أم ضيء لتروي حكايتها المليئة بالإيمان والعطاء، فقالت:
"لا أعلم ماذا أكتب أو بماذا أعبّر، العبارة التي دائمًا أرددها هي: عوض الله كبير.
سبحان الله، لم أرزق بالأبناء، تزوجت وبعد عشر سنوات من الزواج قررت الاحتضان.
كان في عائلتي الكثير ممن رزقهم الله بفضل الاحتضان، فقررت التقديم إلى الوزارة لأفوز برفقة رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام."
وتضيف:
"الحمد لله، حظيت باحتضان طفلتي الأولى نور البيت في شهر رمضان من عام 1436هـ، وكان دخول شهر الخير دخول بركة إلى بيتنا، أسميناها “ضيء العيون"، فأصبح رمضان عندنا مختلفًا، والعيد عيدين.
ملأت بيتنا فرحًا وسعادة وبركة، وأضاءت قلبي، وكانت أجمل عطايا الله.
والحمد لله، ابنتي ضيء واثقة من نفسها ومتعايشة مع الواقع، بفضل الله أولًا، ثم بفضل جمعية كيان التي جمعتهم واحتضنتهم وعرّفتهم أنهم ليسوا وحدهم، بل لهم إخوة وأخوات."

وتتابع الأم الحنون حديثها قائلة: في عام 1442هـ، قررت الاحتضان للمرة الثانية، وكان ذلك في شهر رمضان أيضًا، فاحتضنت “فيء”، لتكون أختًا ورفيقةً لضيء، وأنار الله بيتنا من جديد ببركتها.
في بيتنا، هم ليسوا أيتامًا، بل جزءٌ منا، لم يشعروا يومًا بالنقص.
أنصح كل أخت حُرمت من نعمة الإنجاب أن تتقدم بطلب احتضان طفلٍ يكون ونيسًا لها ونورًا في بيتها."
وتختم أم ضيء حديثها قائلة:
"في يوم الاحتضان العالمي، أتقدم بخالص الشكر إلى جمعية كيان للأيتام لما تقدمه من برامج وفعاليات لدمج الأيتام وتمكينهم.
والله إن بركة اليتيم تنير الدرب لكل أم حاضنة."
حكاية "أم لطيفة".. الأمل يورق من جديد
كما روت لنا المعلمة ليلى الدوسري (أم لطيفة) قصتها قائلة:
"قصتي مع الاحتضان جميلة جدًا. كنت دائمًا أفكر في الاحتضان لأنني أحب الأطفال، وكنت أتمنى أن أربي طفلة يتيمة.
بدأت رحلتي بالبحث، وسألت المستشفيات، حتى أرشدوني إلى الجهة المختصة، فتقدمت بطلب الاحتضان وأكملت جميع الإجراءات والفحوصات المطلوبة لي ولزوجي وأفراد أسرتي."
وتستطرد بفرحٍ واضح:
"كنت في قمة السعادة، لا أنام خوفًا من أن يتصلوا بي أثناء نومي. انتظرت الخبر السار سنتين، كنت خلالها أتابع معهم باستمرار، وأطلب أن تكون الطفلة حديثة الولادة.
وأخيرًا، جاء الاتصال المنتظر من مكتب الإشراف لاستلام طفلة. لم أتمالك نفسي من الفرح، وانهمرت دموعي، وذهبت إلى دار الحضانة في عليشة، وأنا أرتجف من السعادة والرهبة."
"حين استلمت طفلتي، نور عيني لطيفة، شعرت بسعادة الدنيا كلها".
سمعت من فمها الصغير كلمة "ماما"، فطرتُ فرحًا، وغمرتني سعادة لا توصف.
أحمد الله أن وهبني هذه النعمة العظيمة، وأتمنى أن أحتضن ابنة ثانية تكون أختًا للطيفة، وأنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.
الختام: رسالة احتضان تنبض حبًا
تلك الحكايات ليست مجرد سردٍ لعواطف أو تجارب، بل شهادات حية على أن الاحتضان حياةٌ تتجدد بالحب، وأن الله يعوض من يشاء بأجمل مما يتمنى.
وفي يوم الاحتضان العالمي، تبقى رسالة الأسر الحاضنة صوتًا نابضًا بالعطاء الإنساني:
"الاحتضان ليس إحسانًا لطفلٍ فقط، بل هبة إلهية تُحيي قلبًا وتضيء بيتًا."
وإلى حكاياتٍ أخرى مع الاحتضان... نلقاكم على خير.
ويهدف هذا اليوم إلى نشر ثقافة الاحتضان، وإبراز دور الأسر الحاضنة في دعم هؤلاء الأطفال، وتوعية المجتمع بأهمية الإحسان إلى اليتيم والعناية به.
وتشارك المملكة العربية السعودية دول العالم في الاحتفاء بهذا اليوم، انطلاقاً من قيمها الأصيلة في حب الخير والعطاء، وما يميز المجتمع السعودي من مبادراتٍ نوعيةٍ ترعى الأيتام وتُمكّنهم عبر الجمعيات المتخصصة التي تهتم بتنشئتهم وتنمية قدراتهم وتعزيز مكانتهم في المجتمع.
ومن بين أجمل ما يُروى في هذا اليوم، تلك القصص الصادقة المؤثرة التي تحكيها الأسر الحاضنة، إذ تصف كيف أن الاحتضان ينير البيوت، ويغمر القلوب سعادة وبركة، وكيف أن هؤلاء الأطفال أصبحوا مصدر حبٍ وأملٍ وطمأنينة لأسرٍ طالما انتظرت نعمة الأبناء.
حكاية "أم ضيء".. عوض الله الكبير

في جمعية كيان للأيتام، التقيتُ بالأم الحاضنة أم ضيء لتروي حكايتها المليئة بالإيمان والعطاء، فقالت:
"لا أعلم ماذا أكتب أو بماذا أعبّر، العبارة التي دائمًا أرددها هي: عوض الله كبير.
سبحان الله، لم أرزق بالأبناء، تزوجت وبعد عشر سنوات من الزواج قررت الاحتضان.
كان في عائلتي الكثير ممن رزقهم الله بفضل الاحتضان، فقررت التقديم إلى الوزارة لأفوز برفقة رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام."
وتضيف:
"الحمد لله، حظيت باحتضان طفلتي الأولى نور البيت في شهر رمضان من عام 1436هـ، وكان دخول شهر الخير دخول بركة إلى بيتنا، أسميناها “ضيء العيون"، فأصبح رمضان عندنا مختلفًا، والعيد عيدين.
ملأت بيتنا فرحًا وسعادة وبركة، وأضاءت قلبي، وكانت أجمل عطايا الله.
والحمد لله، ابنتي ضيء واثقة من نفسها ومتعايشة مع الواقع، بفضل الله أولًا، ثم بفضل جمعية كيان التي جمعتهم واحتضنتهم وعرّفتهم أنهم ليسوا وحدهم، بل لهم إخوة وأخوات."

وتتابع الأم الحنون حديثها قائلة: في عام 1442هـ، قررت الاحتضان للمرة الثانية، وكان ذلك في شهر رمضان أيضًا، فاحتضنت “فيء”، لتكون أختًا ورفيقةً لضيء، وأنار الله بيتنا من جديد ببركتها.
في بيتنا، هم ليسوا أيتامًا، بل جزءٌ منا، لم يشعروا يومًا بالنقص.
أنصح كل أخت حُرمت من نعمة الإنجاب أن تتقدم بطلب احتضان طفلٍ يكون ونيسًا لها ونورًا في بيتها."
وتختم أم ضيء حديثها قائلة:
"في يوم الاحتضان العالمي، أتقدم بخالص الشكر إلى جمعية كيان للأيتام لما تقدمه من برامج وفعاليات لدمج الأيتام وتمكينهم.
والله إن بركة اليتيم تنير الدرب لكل أم حاضنة."
حكاية "أم لطيفة".. الأمل يورق من جديد
كما روت لنا المعلمة ليلى الدوسري (أم لطيفة) قصتها قائلة:
"قصتي مع الاحتضان جميلة جدًا. كنت دائمًا أفكر في الاحتضان لأنني أحب الأطفال، وكنت أتمنى أن أربي طفلة يتيمة.
بدأت رحلتي بالبحث، وسألت المستشفيات، حتى أرشدوني إلى الجهة المختصة، فتقدمت بطلب الاحتضان وأكملت جميع الإجراءات والفحوصات المطلوبة لي ولزوجي وأفراد أسرتي."
وتستطرد بفرحٍ واضح:
"كنت في قمة السعادة، لا أنام خوفًا من أن يتصلوا بي أثناء نومي. انتظرت الخبر السار سنتين، كنت خلالها أتابع معهم باستمرار، وأطلب أن تكون الطفلة حديثة الولادة.
وأخيرًا، جاء الاتصال المنتظر من مكتب الإشراف لاستلام طفلة. لم أتمالك نفسي من الفرح، وانهمرت دموعي، وذهبت إلى دار الحضانة في عليشة، وأنا أرتجف من السعادة والرهبة."
"حين استلمت طفلتي، نور عيني لطيفة، شعرت بسعادة الدنيا كلها".
سمعت من فمها الصغير كلمة "ماما"، فطرتُ فرحًا، وغمرتني سعادة لا توصف.
أحمد الله أن وهبني هذه النعمة العظيمة، وأتمنى أن أحتضن ابنة ثانية تكون أختًا للطيفة، وأنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.
الختام: رسالة احتضان تنبض حبًا
تلك الحكايات ليست مجرد سردٍ لعواطف أو تجارب، بل شهادات حية على أن الاحتضان حياةٌ تتجدد بالحب، وأن الله يعوض من يشاء بأجمل مما يتمنى.
وفي يوم الاحتضان العالمي، تبقى رسالة الأسر الحاضنة صوتًا نابضًا بالعطاء الإنساني:
"الاحتضان ليس إحسانًا لطفلٍ فقط، بل هبة إلهية تُحيي قلبًا وتضيء بيتًا."
وإلى حكاياتٍ أخرى مع الاحتضان... نلقاكم على خير.
