في زمنٍ تتكاثر فيه الألقاب وتتناقص فيه الأعمال، تبقى بعض الأسماء شاهدة على
أن القيادة لا تُمنح
بل تُكتسب بالجهد والإيمان والرسالة ومن تلك الأسماء التي حفرت بصمتها
في ميدان الريادة المجتمعية والعمل الإنساني، يسطع اسم الدكتورة أمونة عثمان التاجر المرأة التي جمعت بين الفكر الأكاديمي والروح التطوعية وبين قيادة الميدان ودفء التأثير الإنساني

حاصلة على درجة الدكتوراه في ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة لم تكتفِ بالعلم النظري بل جعلت من تجربتها نموذجًا يحتذى
في تحويل الفكرة
إلى مشروع والمشروع
إلى قيمة والقيمة إلى أثرٍ يبقى
فهي عضو فاعل في مكتب رواد ورائدات مكة المكرمة تسهم في دعم المبادرات الريادية وتمكين المرأة السعودية
في مجالات الاقتصاد والتنمية المستدامة

ولأن العطاء لا يكتمل
إلا حين يُغرس في النشء فقد كانت منسقة ومشرفة لفريق كشافة أم القرى
تقود بعقل المفكرة وقلب الأم وتزرع في الفتيات
روح المسؤولية والانتماء
كما تولت قيادة وإرشاد فريقين في الحرم المكي الشريف في أقدس بقاع الأرض حيث يتجلى معنى الخدمة التطوعية بأسمى صورها في خدمة ضيوف الرحمن وإدارة فرق ميدانية نسائية تتسم بالانضباط والإخلاص

ولم يتوقف عطاؤها عند حدود التعليم الأكاديمي
أو العمل التطوعي
بل امتد إلى فضاء التدريب والتأهيل فهي مدربة معتمدة ومتطوعة في التعليم المستمر تنقل خبرتها للمجتمع وتؤمن أن المعرفة التي لا تُنقل تموت
وأن تعليم الناس
صنعة الحياة
هو أسمى أشكال الصدقة الجارية

لقد قال رسول الله ﷺ: "خير الناس أنفعهم للناس"
وما أجمل أن نرى هذه المقولة تمشي على الأرض في هيئة امرأةٍ وهبت وقتها وجهدها وعلمها لخدمة وطنها ومجتمعها

كما قال الشاعر
وما المجدُ إلا في عطاءٍ مُخلِّدٍ
إذا ما فنى العمرُ أبقى
له ذكرا

تجمع الدكتورة أمونة بين الحس القيادي والإنساني فهي تمثل نموذج المرأة السعودية الطموحة، التي تعبر الحدود بالعلم والعمل وتُجسد التكامل بين السياحة والإعلام في رؤيتها الحديثة لصناعة الوعي الوطني وترويج الصورة المشرقة للمرأة المبدعة

في حضورها تجد البصيرة وفي كلماتها تجد الأمل وفي عطائها ترى أن النجاح ليس أن تُسلط عليك الأضواءبل أن تُنير بها طريق الآخرين

ولعل أجمل ما يُقال في السيره المتلالئله المضيئة

إن القادة يُصنعون من نسيج الحلم، ويُخلّدون بما زرعوه في قلوب الناس من أثر