المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 5 أكتوبر 2025
شتاء الدرعية يروي الحكاية ويجمع العائلة
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 04-10-2025 08:54 مساءً 1.4K
المصدر -  
مع اعتدالِ طقسِ الرياض، تتلألأ الدرعيةُ بوصفها مسرحًا مفتوحًا على الزمن، حيث يتعانق عبقُ الماضي مع دفءِ التجربةِ العائلية، لتصنعَ وجهةً تجمع بين التاريخ العريق ومتعة الاستكشاف والراحة. وعلى مقربةٍ من قلب العاصمة، يستعيد الزائر ملامحَ الدولةِ السعوديةِ الأولى وموطنَ آل سعود، بينما تمتد التفاصيلُ من الطين إلى الضوء، ومن الحكاية إلى الحياة اليومية.
الحكايةُ تبدأ في "جاكس" الدرعية، حيث تتجاوز الفنونُ البصريةُ مع الموسيقى والتجارب الإبداعية في مساحةٍ نابضةٍ بالثقافة والحركة. فيما يروي حيُّ "السمحانية" سيرةَ الرياض القديمة بروحٍ معاصرةٍ تُبرز جمالياتِ العمارةِ النجدية وتفاصيلَها الدقيقة. وعلى الضفةِ المقابلة، يقدّم مطلُّ "البجيري" مشهدًا لا يُنسى، من مطاعمَ ومقاهٍ عالميةٍ بإطارٍ تراثيٍّ أنيق، تتوّجُه لحظةُ الغروب بإطلالةٍ آسرةٍ على الوادي.
وفي قلبِ هذه الأجواء، تقام حاليًا فعاليةُ "مطل البجيري" حتى 1 يناير 2026، حيث يُعاد إحياءُ البجيري عبر برامجَ ثقافيةٍ متنوّعةٍ تتيح للزوار الانغماسَ في قصصِ وأسلوبِ حياةِ الدولةِ السعوديةِ الأولى. وتنقسم الفعاليةُ إلى أقسامٍ مترابطة، يركّز كلٌّ منها على تفاصيلَ هامةٍ من تاريخ المكان، لتقدّمَ تجربةً سرديةً متكاملةً تعيد إحياء الماضي بروح الحاضر.
وتكتمل الحكايةُ في مجمّع "الزلال" التراثي؛ وهو تحفةٌ معماريةٌ بطرازٍ نجديٍّ أصيل، تحتضن مطاعمَ ومقاهيَ مميزةً، تتيح للزوار أجواءً دافئةً تعكس روح المكان.
وفي الشتاء، تمنح الدرعيةُ زوّارَها فسحةَ تنزّهٍ مريحةً في مناخٍ معتدلٍ يسهُل معه التجوالُ بين أروقةِ الطريف والتنقّلُ بين مواقعها التراثية بعيدًا عن وهج الصيف. كما يتبدّى سحرُ العمارةِ النجدية في تناغمِ الضوءِ والظلِّ الذي يغمر الممراتِ الطينية، خصوصًا عند الشروقِ والغسق. فيما تكتمل الرحلةُ بجلساتٍ عائليةٍ على ضفافِ وادي حنيفة في مقاهٍ ومطاعمَ مطلّة، ومساراتٍ مُشجَّرةٍ تمنح العائلاتِ نزهةً هادئةً تليق بمشهد الشتاءِ الأصيل.
ولرحلةٍ متوازنةِ الإيقاع، يبدأ النهارُ بزيارةِ حيِّ "الطريف" في الصباحِ الباكر، حين يكون الضوءُ مثاليًّا والحركةُ هادئة. يلي ذلك الانضمامُ إلى جولةٍ مُرشَدةٍ تكشف طبقاتِ المكان وتفاصيلَ معالمِه. ويُخصَّص وقتٌ غيرُ مبكرٍ للغداء أو القهوة في مطلِّ البجيري بإطلالاته الجميلة. ومع اقتراب المساء، تُستكمَل الجولةُ بمعطفٍ خفيفٍ تحسّبًا لنسيم الليل، وكاميرا تلتقط روائعَ العمارة تحت أضواء الأمسية.
في الدرعية، تُنسَجُ ذاكرةُ العائلةِ بخيوطٍ من طينٍ ونور، رحلةٌ شتويةٌ تجمع التراثَ بالأناقة، وتحتفي بالحاضر وهي تروي الماضي. إنها وجهةٌ تعلِّم الزائرَ كيف يمكن لمكانٍ واحدٍ أن يجمع الثقافةَ والمتعةَ والسكينةَ في مشهدٍ لا يتكرّر.

أكثر على:
Visitsaudi.com/Winter