في تطور استثنائي يعزز من أهمية موقعها الجغرافي، أصبحت إسبانيا على مقربة من واحدة من أكبر مناجم "الذهب الأبيض" في أوروبا، باحتياطي مؤكد يبلغ نحو 40 مليون طن من الليثيوم، المعدن الحيوي الذي يمثل حجر الأساس في مستقبل الطاقة والتكنولوجيا.
ويقع هذا الاكتشاف الضخم في منجم باروزو (Mina do Barros، بمحافظة بوتيكاش شمالي البرتغال، على بعد 30 كيلومترًا فقط من الحدود مع منطقة جاليسيا الإسبانية، ويُعد الليثيوم مادة أساسية في صناعة بطاريات الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والحواسيب المحمولة، والسيارات الكهربائية.
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أنه تم الكشف أن الاحتياطيات المؤكدة من الليثيوم في المنجم قد زادت بنسبة 40%، عن التقديرات السابقة، لترتفع من نحو 28 مليون طن إلى ما يقارب 39 مليون طن من الليثيوم البركاني.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التطور الهائل دفع المفوضية الأوروبية إلى تصنيف المشروع بأنه ذو أهمية استراتيجية في مارس الماضي، ضمن جهود القارة لتقليل اعتمادها على واردات المعادن الحرجة من خارج أوروبا، خاصة في ظل المنافسة العالمية المتزايدة على موارد الطاقة النظيفة.
ويمنح وجود هذا المنجم على بعد خطوات من الأراضي الإسبانية المنطقة الحدودية بين إسبانيا والبرتغال مكانة جديدة على الخريطة الجيواقتصادية للطاقة،* ومن المتوقع أن يستقطب المشروع استثمارات كبرى في مجال استخراج الليثيوم، وتصنيع البطاريات، وتطوير سلسلة القيمة المرتبطة بالتحول الطاقي في أوروبا.