المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 24 سبتمبر 2025
عاشة محمد قوني - نائبة إدارة التحرير والمشرف العام
المصدر - واس  "لا يوجد أجمل من تخطيط قصر الحكم"، هذا ما أكده الرحالة البريطاني هاري سانت جون فيلبي (عبدالله فيلبي) في مذكراته ومقالاته، التي وثّق فيها زياراته المتعددة إلى مدينة الرياض منذ عام 1336هـ/ 1917م، إذ ذكر روعة مكونات قصر الرياض الملكي، وجماله، ووصفه بأنَّه أفضل ما وصلت إليه العمارة العربية الحديثة.
يرجع تأسيس قصر الحكم إلى عهد الدولة السعودية الثانية، عندما اختار الإمام تركي بن عبدالله -رحمه الله- مدينة الرياض عاصمةً لبلاده، واتَّخذ القصر مقرًّا للحكم.
وحين استرد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيَّب الله ثراه- مدينة الرياض في عام 1319هـ/ 1902م، وأطلق منها مسيرة تأسيس المملكة العربية السعودية، أمر بإعادة بناء القصر في موقعه السابق، ليكتمل بناؤه عام 1330هـ/ 1911م.
واتَّخذه الملك عبدالعزيز مقرًا لإقامته حتى عام 1357هـ/ 1938م، كما أمر ببناء قصر كبير شمال قصر الحكم لاستقبال الضيوف، إلى جانب إنشاء ثلاثة جسور مسقوفة بالأخشاب تربط القصر بكلٍّ من: الجامع الكبير، وقصر الضيوف، ومقر السكن.
أُعيد بناء قصر الحكم في عام 1376هـ/ 1957م، بإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- خلال توليه إمارة منطقة الرياض، وجاء بناؤه حديثًا، وبنمط معماري مميَّز، وانتهى تجديد القصر كاملًا في 1412هـ/1992م، وذلك على أرضٍ تبلغ مساحتها (11,500) متر مربع.
وقد راعى التصميم المعماري الطابع التقليدي للمنطقة، إذ يبدو ظاهريًّا من الخارج كأنه مؤلف من جزأين: أحدهما جنوبي، ويتكوّن من ستة أدوار، على شكل قلعة محصَّنة بأسوارٍ، وأربعة أبراجٍ ضخمة في أركانها، ترمز إلى القوة والمنعة، إضافة إلى برجٍ خامسٍ في الوسط يُشكِّل مصدر إضاءة وتهوية للأفنية والمكاتب الواقعة تحته.
ويلتصق بهذا البرج من جهة الشمال جزء آخر مؤلف من خمسة أدوار.
وقد صُممت الواجهات الخارجية شبه مصمتة، في حين ينتشر داخله سلسلة من الأفنية والفراغات المتنوعة الأحجام، وهي موزعة توزيعًا مرنًا، وتعطي الإحساس بالرحابة والسعة.
ويضمُّ الدور الأول من القصر مجلسًا ملكيًّا تبلغ مساحته (2000) متر مربع، وارتفاعه 14 مترًا، ويوجد على جانبي هذا المجلس صفوف من الأعمدة المغطاة بالرخام، وقد زُينت جدرانُه بزخارف ونقوش على الطراز المحلي، كما يضمُّ أيضًا مكتبًا لخادم الحرمين الشريفين، ومجالس ملحقة به، وصالة الطعام الرئيسة البالغة مساحتها (1120) مترًا مربعًا، إضافةً إلى مجالس وقاعات وعناصر أخرى.
كما يشتمل الدور الأول على مكتب سمو أمير منطقة الرياض، ومجلس يستقبل فيه المواطنين، وجناح خاص لسموه، وقاعة اجتماعات، وصالة طعام، كما يحتوي هذا الدور على مكتب سمو نائب أمير منطقة الرياض، وجناح خاص لسموه، إضافة إلى قاعة اجتماعات، وصالة طعام.
أما الأدوار العلوية من القصر فتضمُّ مكاتب الإداريين، وقاعة للاجتماعات، وأخرى للمحاضرات، تتسع لـ (185) شخصًا مجهزة بنظام للترجمة الفورية، ووسائل سمعية وبصرية، ومن ذلك عروض الأفلام والشرائح.
ويجسِّد قصر الحكم -مقر إمارة منطقة الرياض حاليًّا- قيمة تاريخية للرياض، ويُعدُّ شاهدًا على التطور السياسي في المملكة، فهو مقر الحاكم، وملتقى المواطنين بقادتهم وولاة الأمر.