تواصل جمعية رعاية الأيتام بالليث مسيرة التمكين الشامل لأمهات الأيتام والبالغ عددهن 50 أمًا من خلال برنامج "قناديل"، الذي يهدف إلى تحويلهن من متلقيات للدعم إلى فاعلات ومبادر ات في مجتمعاتهن، من خلال منحهن أدوات عملية ومعرفية متكاملة لترسيخ قدراتهن في الاقتصاد الأسري والمهن.
ويعتبر برنامج "قناديل" جزءًا من استراتيجية الجمعية التي تؤمن بأن تمكين الأم هو استثمار في مستقبل أبنائها. ولهذا، يركز البرنامج على تزويد الأمهات بالمقومات الوجدانية، والمعرفية، والمهارية التي تعينهن على النجاح في حياتهن الشخصية، والاجتماعية، والعملية.
ويشمل برنامج "قناديل" حقائب تدريبية متخصصة تهدف إلى بناء شخصية الأم القادرة على مواجهة التحديات، من أبرزها "قناديل المهن" والذي يهدف إلى تزويد أم اليتيم بالمهارات المهنية التي تساعدها على تحقيق الاستقلال المالي بصورة سريعة. كما يساعدها على اكتشاف ميولها وقدراتها، ووضع خطة لاكتساب المؤهلات اللازمة لشق طريقها في سوق العمل.
إلى جانب قناديل الاقتصاد الأسري والذي يركز على تزويد الأمهات بأدوات الإدارة المالية الرشيدة. يتعلمن من خلاله كيفية إعداد ميزانية شخصية وأسرية، وكيفية الادخار، وتجنب تبديد الأموال، مما يضمن لهن استغلال مواردهن المالية بأفضل شكل ممكن، فضلا عن قناديل الصبر وقناديل السكينة حيث لا يغفل البرنامج الجانب النفسي المهم. فـ"قناديل الصبر" يساعد الأم على تحقيق أعلى مراتب الصبر والثبات، ويربطها بنماذج مشرقة في الصبر لتحتذي بها. بينما يوفر "قناديل السكينة" الدعم النفسي الوقائي والعلاجي لمواجهة الضغوط والصدمات، ويساعد الأم على التغلب على الذكريات الأليمة.
وفي تصريح له، أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية، الأستاذ علي بن ناجم العرياني، على أن "برنامج 'قناديل' يمثل نقلة نوعية في عملنا، لأنه لا يكتفي بتقديم الدعم المادي، بل يمنح الأمهات الأدوات والمعرفة التي تجعلهن قادرات على بناء حياة أفضل لأنفسهن ولأبنائهن". وأشار إلى أن "هذه المبادرة هي شهادة على أن الأمهات هن قناديل تضيء دروب أسرهن، ونتطلع لرؤية الأثر الإيجابي الذي سيتركه البرنامج في حياتهن".
وتُعد هذه المبادرة نموذجًا متكاملًا يجمع بين الرعاية النفسية والمهارية، ويهدف إلى تحويل التحديات إلى فرص، وتمكين أمهات الأيتام من المضي قدمًا بثقة وقوة في حياتهن.