المصدر - الدكتور هاشم الحبشي عالم وباحث في علم وتقنية النانو
بينما ينشغل العالم ببناء آلات النانو في مختبرات تكلّف المليارات، هناك مصنع أعظم يسكننا جميعًا: جسد الإنسان. إنه أعقد منظومة تصنيع نانومترية عرفها الوجود، يعمل بصمت، بدقة، وبتصميم إلهي لا يُضاهى.
ذكر ذلك سعادة الدكتور هاشم محمد الحبشي
عالم وباحث في علم وتقنية النانو – بالمملكة العربية السعودية
عضو الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة
عضو مجلس العلماء العرب حيث قال :
لحظة إدراك في مؤتمر عالمي
في إحدى استراحات مؤتمر دولي حول تقنية النانو، وبينما كان النقاش محتدمًا حول تعقيدات تصنيع الأنظمة
النانوية وتكلفتها، قلت للحضور:
"أنا جالس مع مصنع نانوي متكامل، جسم الإنسان نفسه."
سادت لحظة صمت، ثم تساؤل علمي من أحد العلماء الألمان: "كيف؟"
وكان الجواب ليس من كتب الهندسة، بل من كتاب الخالق العظيم.
من الفم إلى الخلية: رحلة تفكيك نانومترية
• الفم: وحدة طحن ميكانيكية دقيقة، حيث تبدأ عملية التفكيك بواسطة الأسنان واللعاب، الذي يحتوي على إنزيمات تفتت الروابط الجزيئية.
• المعدة: مفاعل كيميائي هندسي، بجدار داخلي سداسي الشكل (Hexagonal Pattern)، يخلط بين الحركة الميكانيكية والعصارات الكيميائية لتحويل الطعام إلى سائل غروي (Chyme).
• الأمعاء الدقيقة: جدارها يعمل كغشاء ذكي (Smart Membrane)، يسمح فقط للجزيئات النانوية بالمرور إلى الدم.
الخلية: مصنع نانوي مستقل
كل خلية بشرية هي منشأة تصنيع نانومترية متكاملة، تقوم بـ:
• إنتاج الطاقة (ATP) في الميتوكوندريا
• تصنيع البروتينات في الريبوسومات
• إنتاج الهرمونات والإنزيمات الحيوية
الإنزيمات هنا تُعد آلات نانوية محفزة (Catalytic Nanomachines)، تعمل بدقة مذهلة، وتؤدي وظائفها كخط إنتاج أوتوماتيكي لا يخطئ.
التوازن النانوي: مفتاح الصحة
أي خلل في تركيز الأيونات والمعادن، ولو بجزء من المليون (ppm)، قد يؤدي إلى اضطرابات جسيمة:
• انخفاض الصوديوم = خلل عصبي
• نقص الحديد = فقر دم
• نقص المغنيسيوم = توقف مئات العمليات الحيوية
هذا التوازن الدقيق هو شهادة على الإتقان الإلهي.
الصناعة البشرية مقابل الصناعة الربانية
رغم مليارات الدولارات التي تُنفق على غرف نظيفة ومجاهر نانوية، تبقى الصناعة الربانية في الجسد البشري أكثر كفاءة واستدامة:
• تعمل بلا ضجيج
• لا تحتاج طاقة خارجية
• لا تُنتج نفايات سامة
• تُجدد نفسها ذاتيًا
في النهاية نحن مصانع نانوية ربانية
ذلك المؤتمر انتهى، لكن الفكرة بقيت:
أعظم نموذج لدراسة النانو ليس في المختبرات، بل فينا نحن.
نحن مصانع نانوية إلهية، تحول الغذاء إلى طاقة، والفكر إلى حياة، والعاطفة إلى معنى.
"فِي كُلِّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ"
صناعة إلهية تتجلى في كل نبضة، وكل نفس، وكل خلية، شاهدة على عظمة الخالق الذي أتقن كل شيء صنعه.
بينما ينشغل العالم ببناء آلات النانو في مختبرات تكلّف المليارات، هناك مصنع أعظم يسكننا جميعًا: جسد الإنسان. إنه أعقد منظومة تصنيع نانومترية عرفها الوجود، يعمل بصمت، بدقة، وبتصميم إلهي لا يُضاهى.
ذكر ذلك سعادة الدكتور هاشم محمد الحبشي
عالم وباحث في علم وتقنية النانو – بالمملكة العربية السعودية
عضو الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة
عضو مجلس العلماء العرب حيث قال :
لحظة إدراك في مؤتمر عالمي
في إحدى استراحات مؤتمر دولي حول تقنية النانو، وبينما كان النقاش محتدمًا حول تعقيدات تصنيع الأنظمة
النانوية وتكلفتها، قلت للحضور:
"أنا جالس مع مصنع نانوي متكامل، جسم الإنسان نفسه."
سادت لحظة صمت، ثم تساؤل علمي من أحد العلماء الألمان: "كيف؟"
وكان الجواب ليس من كتب الهندسة، بل من كتاب الخالق العظيم.
من الفم إلى الخلية: رحلة تفكيك نانومترية
• الفم: وحدة طحن ميكانيكية دقيقة، حيث تبدأ عملية التفكيك بواسطة الأسنان واللعاب، الذي يحتوي على إنزيمات تفتت الروابط الجزيئية.
• المعدة: مفاعل كيميائي هندسي، بجدار داخلي سداسي الشكل (Hexagonal Pattern)، يخلط بين الحركة الميكانيكية والعصارات الكيميائية لتحويل الطعام إلى سائل غروي (Chyme).
• الأمعاء الدقيقة: جدارها يعمل كغشاء ذكي (Smart Membrane)، يسمح فقط للجزيئات النانوية بالمرور إلى الدم.
الخلية: مصنع نانوي مستقل
كل خلية بشرية هي منشأة تصنيع نانومترية متكاملة، تقوم بـ:
• إنتاج الطاقة (ATP) في الميتوكوندريا
• تصنيع البروتينات في الريبوسومات
• إنتاج الهرمونات والإنزيمات الحيوية
الإنزيمات هنا تُعد آلات نانوية محفزة (Catalytic Nanomachines)، تعمل بدقة مذهلة، وتؤدي وظائفها كخط إنتاج أوتوماتيكي لا يخطئ.
التوازن النانوي: مفتاح الصحة
أي خلل في تركيز الأيونات والمعادن، ولو بجزء من المليون (ppm)، قد يؤدي إلى اضطرابات جسيمة:
• انخفاض الصوديوم = خلل عصبي
• نقص الحديد = فقر دم
• نقص المغنيسيوم = توقف مئات العمليات الحيوية
هذا التوازن الدقيق هو شهادة على الإتقان الإلهي.
الصناعة البشرية مقابل الصناعة الربانية
رغم مليارات الدولارات التي تُنفق على غرف نظيفة ومجاهر نانوية، تبقى الصناعة الربانية في الجسد البشري أكثر كفاءة واستدامة:
• تعمل بلا ضجيج
• لا تحتاج طاقة خارجية
• لا تُنتج نفايات سامة
• تُجدد نفسها ذاتيًا
في النهاية نحن مصانع نانوية ربانية
ذلك المؤتمر انتهى، لكن الفكرة بقيت:
أعظم نموذج لدراسة النانو ليس في المختبرات، بل فينا نحن.
نحن مصانع نانوية إلهية، تحول الغذاء إلى طاقة، والفكر إلى حياة، والعاطفة إلى معنى.
"فِي كُلِّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ"
صناعة إلهية تتجلى في كل نبضة، وكل نفس، وكل خلية، شاهدة على عظمة الخالق الذي أتقن كل شيء صنعه.
