المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 أغسطس 2025
المهدي تركي البقمي: وجهٌ مشرق في زمن المتغيرات
هلال بن حمود الهذيلي
بواسطة : هلال بن حمود الهذيلي 22-08-2025 07:04 مساءً 4.6K
المصدر -  

في زمنٍ تتكاثر فيه الأقنعة وتتشابه الأصوات، يبرز الشاعر المهدي تركي البقمي كوجهٍ مشرقٍ لا يُشبه إلا ذاته.

رجلٌ يحمل ضميرًا حيًّا لا يساوم، وبصيرةً نافذة تميّز بين الوفاء الحقيقي والمصلحة العابرة، وبين الصدق والتصنّع. شاعرٌ لا يكتب ليُعجب، بل ليُوقظ، ليُذكّر، وليحفظ ما تبقّى من قيمٍ تتآكل في زوايا الزمن.

بوقار الناضجين وروح الشباب، يضيء المهدي كلماته بنبض الحياة، ويمنح شعره طاقةً وجدانيةً تُلامس الضمير قبل الأذن. في قصيدته "الأدب المستنسخ"، لا يكتفي بالتأمل، بل يفتح حوارًا صريحًا مع الذات والواقع، يرصد فيه انحدار الذائقة، وغياب الأصالة، وتحوّل الأدب إلى نسخٍ بلا روح.

من وهج القصيد للشاعر:

يالهاجس الحر خذ بين الكواكب مدار
وسلم على اهل الوفاء لو كانوا هم ميتين


بهذا النداء، يستحضر المهدي وجوهًا مشرقة من الماضي، أولئك الذين كانوا مشاعل للكرم، والشجاعة، والعبادة، والشعر الأصيل. يسلّم عليهم، لا لأنهم رحلوا، بل لأنهم غابوا عن مشهدٍ بات يفتقر إلى حضورهم القيمي.

المهدي تركي البقمي لا يكتب ليُجامل، بل ليُقاوم. يقاوم الزيف، ويُدافع عن الذائقة، ويُعيد الاعتبار للأدب كرسالةٍ لا كزينة. في شعره، تتجلى ملامح الإنسان الصادق، الناصح، الحادّ الرؤية، الذي يرى في الكلمة درعًا يحمي القيم، وفي القصيدة مرآةً للضمير.

هو من أولئك الذين يُضيئون الطريق لا بالضجيج، بل بالصدق. ومن أولئك الذين يكتبون لا ليُقال عنهم "شعراء"، بل ليُقال عنهم "حملةُ نورٍ في زمنٍ مظلم".