بقلم:الاستاذ* مانع سعيد الذيابي
لم تفاحي الرؤية الاستراتيجية الجديدة 2030 لحكومة خادم الحرمين الشريفين المواطن السعودي الفطن الذي يشعر انة في ايدي امينة تستطيع بتوفيق الله ثم بتحقيق هذه الرؤية الإستراتيجيه أن تحقق طموح المواطن السعودي في جميع المجالات المختلفة سواء الاقتصادية او الاجتماعية او الصناعية لتحقق التنمية المستدامة التي يسعى اليها الجميع وهي لا شك عملية تكاملية تبدأ بالمواطن ثم بالتاجر ثم يأتي دور الحكومة.
المحاور الثلاثة التي تناولت رؤية السعودية 2030 ارتكزت إلى مكانة المملكة الدينية كقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وحاضنة للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وثانياً إلى إمكانات المملكة الكبيرة اقتصادياً واستثمارياً ،وثالثاً إلى موقع المملكة المهم في الجزيرة العربية وتاريخها الثقافي وإرثها الحضاري الممتد إلى آلاف السنين ،وهذه المحاور الثلاثة لا ينافس فيها المملكة أحد ،وإنما هي خصوصية تتطلب استثمارها بشكل أفضل وليس أسهل ، حيث كل محور يعبّر عن مشروع تحته الكثير من التفاصيل ،والطموحات ،والشراكات ،والاستثمارات ،والاستراتيجيات ،والسياسات ،والتنظيمات ،والإجراءات ،ولا يمكن تحقيقها إلاّ بإنسان مؤهل وقادر على التطبيق ،ورقابة صارمة.
الحديث عن مكة والمدينة المنورة كمشروع اقتصادي يتطلب توفير البنية التحتية القوية لاستعاب القادمين من الحجاج والزوار،وهذا يتطلب شراكة استراتجية بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص تودي الى رفع مستوى الخدمات التي تقدم للحجاج والمعتمرين مما ينعكس على الاستثمار الحقيقي لهذه الصناعة.
*
والمحور الثاني من الرؤية ما له علاقة مباشرة بمقومات الاقتصاد السعودي،وقدرة قطاعاته على الانتقال إلى مرحلة جديدة من الاعمال الاستثمارية والتنموية ،وهي معادلة مهمة في التوازن بين توفير الاحتياج وتعزيز المكاسب ، وعلى ضوئها سيكون الصندوق السيادي للمملكة سلّة متعددة من الاستثمارات ،ون النفط واحد منها ،وليس كل ما نملك ،كما ستكون أرامكو جزءا مهما في هذا التحول ،بل هي مفتاحه نحو تحقيق تلك المعادلة ،من خلال تخصيص أقل من (5 %) من أصولها للاكتتاب العام ،وهو ما يعزز من حجم السوق السعودي ،ويمنحه المزيد من الثقة والشفافية ،ليس للمتداولين وإنما للمستثمرين الذي سيجدون الدولة منفتحة عليهم ،وجاذبة لسيولتهم ،كما أن ثقافة الاعتماد على النفط لن تكون دستوراً وأمراً مقدساً ،وإنما بحلول العام 2020 بمقدور المملكة الاستغناء عن النفط ،والتحول إلى اقتصاديات مربحة لم يكن بمقدورنا استثمارها. لذلك يجب علينا الانتقال الى الاستثمارات الاخرى مثل صناعة المواد الاولية لعملية الاًسلحة حيث تعتبر المملكة من الدول الاكثر استخدما لهذه الصناعة.
والمحور الثالث من الرؤية ما له علاقة بالموقع الجغرافي للمملكة ومكانتها التاريخية في قلب الجزيرة العربية ، وإمكاناتها لتكون ميناء العالم الجديد *وجسر عبور لحركة النقل والملاحة العالمية،وان انشاء جسر الملك سلمان بن عبد العزيز* الذي يربط بين قارة اسيا وإفريقيا يعكس البعد الاستراتجي لرؤية خادم الحرمين الشرفيين لأهمية التعاون التجاري بين الدول العربية والخليجية.*****
إذاً نحن أمام عالم سعودي أرحب ومجتمع أكثر انفتاحاً وحيوية ،أمام هذه الروية الاستراتيجية التي تبناها صاحب الفكر الاستراتيجي* ولي ولي العهد السعودي ،وتحتاج الى تضافر الجهود من الجميع لتكون نموذجا مطبقا على ارض الواقع لتحقق الامن والاستقرار للجميع.
*
الاستاذ* مانع سعيد الذيابي
وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة شقراء*