المصدر - 
أشاد الدكتور عبد الله الثقافي عميد كلية أصول الدين بدولة الهند بدور الأزهر الشريف وأكد على الدور العظيم الذي يقوم به الأزهر الشريف وكبار المسؤولين في خدمة الإسلام والمسلمين في كل دول العالم
حيث
عندما وُفِّقتُ للمشاركة في مؤتمر الإفتاء في أرض الكنانة، وقفتُ بنفسي بين ثُلّة من الشخصيات البارزة، والعلماء الأجلاء، والسادات الكرام، وسمعت كلماتهم خلال برامج متنوعة.
لكن شخصية واحدة جذبتني قلبًا وقالبًا، شخصية متواضعة متبسِّمة، لا تُشمّ من ساحتها رائحة الكِبر ولا الرياء ولا الرئاسة، ولا شيء من تلك المخلفات الثقافية والأخلاقية، ألا وهي شخصية*مفتي جمهورية مصر العربية، الدكتور عياد نظير*– حفظه الله –.
رغم أن الثورات العلمية العصرية، والتعويضات العلمية الرامية إلى خدمة الأمة، كلّها تجري تحت مظلته، إلا أنه بقي مثالًا للتواضع الحقيقي، كأنّه شجرة باسقة أثمرت علمًا وفضلًا، لكنها تظلّل العابرين بظلالها، وتحنو عليهم بأغصانها. وهنا أدركت أن سرّ الجاذبية يكمن في التواضع، فهو الذي يرفع العالِم فوق كل منصب، ويجعله أقرب إلى القلوب من أي سلطان.
تفكّرتُ طويلًا في فرصة اللقاء معه، ولو قليلًا. لكن في اليوم الأول باءت محاولتي بالفشل، غير أني واصلتُ في اليوم الثاني، حتى أُتيحت لي الفرصة. فما إن رآني فضيلته، حتى قام بنفسه، وجاء إليّ مكرمًا، وأجلسني بجانبه، وسألني عن نفسي. فقلت له: "أنا من الهند، من خادم مفتي الديار الهندية، فضيلة الشيخ أبي بكر أحمد". ثم حدثتُه عن نشاطات الشيخ أبي بكر، وقدمت إليه هدية علمية ثمينة، وهي شرح لصحيح البخاري.
وفي دقائق معدودة، وجدت نفسي كأني عشتُ أسابيع من الفوائد والأنوار. لقد ترك ذلك اللقاء في قلبي أثرًا عميقًا، وصار عندي بمنزلة*مظلّة تمنع مطر الكبر والرياء والسمعة. أجل، مظلة من نور ووقار، أدام الله ظلها الوارف على الأمة الإسلامية، وحماها من كل برقٍ ورعدٍ يؤذيها، لتظل رمزًا للتواضع الحق، الذي به تُبنى الأمم وتسمو الحضارات.
وهكذا تعلّمت أن التواضع ليس خُلُقًا يزيّن صاحبه فحسب، بل هو روح تصنع الحضارة، وميزان يُقوّم القلوب قبل العقول، وجسرٌ يصل بين العالم وأمّته، وبين القائد ورعيّته. فإذا غاب التواضع غابت البركة، وإذا حضر أضاءت به الأرواح، وارتقت به الأوطان.
حيث
عندما وُفِّقتُ للمشاركة في مؤتمر الإفتاء في أرض الكنانة، وقفتُ بنفسي بين ثُلّة من الشخصيات البارزة، والعلماء الأجلاء، والسادات الكرام، وسمعت كلماتهم خلال برامج متنوعة.
لكن شخصية واحدة جذبتني قلبًا وقالبًا، شخصية متواضعة متبسِّمة، لا تُشمّ من ساحتها رائحة الكِبر ولا الرياء ولا الرئاسة، ولا شيء من تلك المخلفات الثقافية والأخلاقية، ألا وهي شخصية*مفتي جمهورية مصر العربية، الدكتور عياد نظير*– حفظه الله –.
رغم أن الثورات العلمية العصرية، والتعويضات العلمية الرامية إلى خدمة الأمة، كلّها تجري تحت مظلته، إلا أنه بقي مثالًا للتواضع الحقيقي، كأنّه شجرة باسقة أثمرت علمًا وفضلًا، لكنها تظلّل العابرين بظلالها، وتحنو عليهم بأغصانها. وهنا أدركت أن سرّ الجاذبية يكمن في التواضع، فهو الذي يرفع العالِم فوق كل منصب، ويجعله أقرب إلى القلوب من أي سلطان.
تفكّرتُ طويلًا في فرصة اللقاء معه، ولو قليلًا. لكن في اليوم الأول باءت محاولتي بالفشل، غير أني واصلتُ في اليوم الثاني، حتى أُتيحت لي الفرصة. فما إن رآني فضيلته، حتى قام بنفسه، وجاء إليّ مكرمًا، وأجلسني بجانبه، وسألني عن نفسي. فقلت له: "أنا من الهند، من خادم مفتي الديار الهندية، فضيلة الشيخ أبي بكر أحمد". ثم حدثتُه عن نشاطات الشيخ أبي بكر، وقدمت إليه هدية علمية ثمينة، وهي شرح لصحيح البخاري.
وفي دقائق معدودة، وجدت نفسي كأني عشتُ أسابيع من الفوائد والأنوار. لقد ترك ذلك اللقاء في قلبي أثرًا عميقًا، وصار عندي بمنزلة*مظلّة تمنع مطر الكبر والرياء والسمعة. أجل، مظلة من نور ووقار، أدام الله ظلها الوارف على الأمة الإسلامية، وحماها من كل برقٍ ورعدٍ يؤذيها، لتظل رمزًا للتواضع الحق، الذي به تُبنى الأمم وتسمو الحضارات.
وهكذا تعلّمت أن التواضع ليس خُلُقًا يزيّن صاحبه فحسب، بل هو روح تصنع الحضارة، وميزان يُقوّم القلوب قبل العقول، وجسرٌ يصل بين العالم وأمّته، وبين القائد ورعيّته. فإذا غاب التواضع غابت البركة، وإذا حضر أضاءت به الأرواح، وارتقت به الأوطان.
