المصدر -
* *عبدالله بن مجدوع القرني
من المؤكد أن كل مخلص لدينه مُحب لوطنه يحمل همّ تعزيز قيم الانتماء الوطني في نفوس الناشئة من أبناء الوطن، وكيف يُحول انتماءهم لهذه الأرض إلى موالاة لعقيدة وقيم ومبادئ، وإلى انتماء تغمره أحاسيس العزة، ويُكلله الفخار، وموالاة تعكسها سمات التضحية، وتترجمها معاني الإيثار والعطاء لهذا الوطن، ذلك أن مسؤوليات المواطن هي إسهام في مسيرة الوطن، وتوطيدٌ للمصلحة العامة من خلال أداء الواجبات التي تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع، والوطنية الصادقة هي الإحساس الذي يجعل الإنسان يتبعُ القول بالعمل الجاد والمضني من أجل نماء وطنه واستقراره وازدهاره.
ومن هنا كانت فكرة (الحملة الشاملة لتعزيز القيم الوطنية) التي ستنطلق في منطقة الرياض والمحافظات التابعة لها، تأكيدا على أصول ديننا وثوابت ثقافتنا، في مجتمع لا يعدها غريبة عليه؛ لأنها جزء من مكوناته الأساسية، ودون أن يعني ذلك أن هذه القيم والمبادئ الوطنية التي تدعو إليها هذه الحملة غائبة أو تتهددها الأخطار، ولا أن جيل الشباب لا يُعيرها اهتماما؛ فحملة (وطننا أمانة) كما هو واضح من عنوانها تهدف إلى تعزيز القيم الوطنية بمعنى دعمها وترسيخ وجودها.
كما أن المناخ العام في بلادنا هو في صالح القيم الوطنية، بدءاً بالعلاقة الصحية القائمة بين القيادة والمواطن، وانتهاء بأصالة رجال مازالوا يُقدمون الأمثلة الرائعة على العطاء والإخلاص والتميّز، وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين واضحة لكل مسؤول بإعلاء شأن المواطنين وتلبية احتياجاتهم، وتوجيهاته لهم بأن يؤدوا واجبهم بإخلاص وأمانة، وأن يُراقبوا الله في أعمالهم.
إننا نعيش في زمن تلحّ فيه علينا مسؤوليات متعددة، على رأسها الإصرار على تعزيز أسباب ووسائل حضورنا الفعّال والمؤثر في ساحات المعترك الحياتي الذي يعيشه العالم، معترك الصراع الذي يتحوّل على المستوى العالمي باطراد إلى جبهة الصراع بين الثقافات، في هذا الوقت الذي تُصبح الساحة الثقافية فيه هي جبهة الدفاع الأولى في هذا الصراع، بل رُبما أصبح وجودنا في التاريخ والجغرافيا مرهوناً في المقام الأول بحفاظنا على قيمنا الأصيلة وثوابتنا التي هي أساس وجودنا، ونحسب أن هذه الحملة وغيرها من المبادرات مما يُشارك في ترسيخ صروح الوطنية متانة وشموخاً.
*
* وكيل إمارة منطقة الرياض