المصدر -
تأتي مناسبة مرور عام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - مقاليد الحكم، لتحمل مشاعر الفرح والسرور ابتهاجاً بملك - كما يعلم الجميع- ليس جديداً على القيادة في المملكة العربية السعودية، فالملك سلمان يعد من أركان القيادة في المملكة منذ عدة عقود في العديد من المناصب، انطلاقاً مما يملكه من حنكة سياسية، ورؤية سديدة، واطلاع تاريخي عميق، وخبرة إدارية ثرية انعكست آثارها إيجاباً على الحراك السياسي الوطني، والواقع التنموي في المملكة.
هذا الرصيد الهائل من الخبرات مكن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من استكمال مسؤولياته عندما تولى الحكم سيراً على نهجه ورؤيته وطموحاته وتطلعاته وخبراته التنموية والسياسية والتخطيطية المتراكمة، فهو بلا شك أحد صناع القرار في المملكة، والعون الرئيس لإخوانه قادة المملكة - رحمهم الله.
إن أبرز سمات القيادة التي يتميز بها الملك سلمان – حفظه الله- تتمثل في تسلمه مهام الحكم وهو يحمل في ذاكرته رؤية مستقبلية ثاقبة لما يريد أن يعمله للوطن والمواطن، ولذلك لا غرابة أن يبدأ مسيرة القرارات التاريخية في حكمه بالتطوير الإداري في الأداء الحكومي، الذي يعتبر نقلة نوعية في العمل الوطني، وتحولاً لافتاً في الأداء الحكومي إلى الأداء المؤسسي، الذي يرتبط بمؤشرات قياس الأداء المستهدفة الزمنية والنوعية والكمية.
سمة مهمة أخرى من سمات القيادة عند الملك سلمان تتمثل في سياسة الحزم والعزم، التي تبدو بشكل جلي في قراره التاريخي ببدء عاصفة الحزم وإعادة الأمل، التي أطلقها من أجل حماية حدود المملكة العربية السعودية، ونصرة الأشقاء في اليمن من انقلاب الحوثيين على الشرعية.
إن الحنكة السياسية ورؤية الإصلاح الاقتصادي والحراك المؤثر على المستويين الاقليمي والدولي التي اتسم بها الملك سلمان – حفظه الله- عززت من المكانة المرموقة التي أصبحت المملكة تحتلها حالياً، واستطاعت حماية المملكة من تداعيات وآثار التقلبات الاقتصادية والظروف غير العادية التي تواجهها أسواق النفط، كما جعلت المملكة في هذه الفترة العصيبة التي تشهد فيها المنطقة ويلات الحروب والصراعات، مؤثراً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في الساحة الدولية.
لقد وضع خادم الحرمين الشريفين بعد أن تولى القيادة في المملكة أهدافاً استراتيجية، جعل في مقدمتها كيف يكون هذا المواطن هو المستفيد، وامتداداً لاهتمامه وعنايته وحرصه - حفظه الله- على تقديم الخدمات لجميع المواطنين والتيسير عليهم فقد وضعت وزارة العمل في اعتبارها هذه التوجيهات، فسعت إلى خدمة عملائها بكل يسر وسهولة، والوصول إلى العميل في موقعه، وعدم تحميله تكاليف التنقل، عبر تفعيل التحول التقني في تقديم الخدمات، وبذلك تسهم هذه التوجيهات الملكية في تحويل وزاراتنا إلى وزارات خدمية تعتز وتفخر بتقديم مختلف الخدمات إلى المواطن، وبذل الجهد من أجله.
وامتدادا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- بالقوى العاملة الوطنية ووضع ذلك في سلم اولويات الحكومة، عملت منظومة العمل التي تتكون من (وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية) على توفير فرص العمل المستدامة للمواطنين والمواطنات وحمايتهم اجتماعيا، ورفع مستوى الجودة المقدمة لهم، وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم، من خلال التدريب والتأهيل وتحسين بيئة العمل وتطويرها، ودعم القطاع الخاص.
إننا ملتزمون في وزارة العمل بتحقيق رؤية وتطلعات خادم الحرمين الشريفين - ايده الله- الذي أكد أهمية وجود أهداف محددة نلتزم بتحقيقها في الوزارة، وأن نضع مؤشرات قياس أداء ومؤشرات مستهدفة، لكي تتم عملية متابعتها بشكل مستمر، ورفع التقارير إلى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، الذي أصبح المنصة المركزية للحراك التنموي في المملكة عبر متابعة أداء الوزراء والوزارات والمؤسسات ذات العلاقة بخدمات المواطنين.
حفظ الله قيادتنا الكريمة، وأعاننا ووفقنا لأن نحقق تطلعات الملك سلمان في مواصلة مشروعات التنمية وبرامج التطوير في كافة المجالات، وأن تكون الوزارة رافداً مهماً لتنمية مستدامة في وطن قوي بقيادة عازمة حازمة.
د.مفرج بن سعد الحقباني
وزير العمل