ناقشت مجلة الفيصل في عددها الأخير، أحوال الإنسان المعاصر، وعلاقته بالمكان والمعنى، من خلال ملف بعنوان : «السفر... الانكشاف والتجلي»، والطابع السطحي عن مفهوم الترحال؛ بوصفه تجربةً ذهنيةً ورُوحيةً، لا مجرد انتقال جسدي.
واستعرض الملف طيفًا واسعًا من المقاربات والتأملات الفردية، والسرديات الذاتية، والتحقيقات الفلسفية، حول فكرة مفادها أن الترحال لا يُختزل في اكتشاف المجهول، بل يمتد إلى تفكيك المألوف وإعادة النظر فيه، وتتردد في هذه النصوص أسئلة حول الصدق والوهم في التجربة، وحول ما هو أصيل وما هو مصنوع، ودور الأدب والذاكرة واللغة في رسم الخرائط الذهنية عن العالم.
وشارك في الملف كُتّاب عن تجارب متنوّعة، حول السفر ومفهومه الواسع وصورة المدينة كمشهد روحي، وتعددية المنظور العربي تجاه الترحال.
واحتوى الملف على ترجمة لدراسة فرنسية عن السفر من منظور نقدي .. وهل ما زالت الرحلة ممكنة في عصر الصور المصنعة؟.
وسلَّط عدد الفيصل الضوء على شخصيات ومفاهيم ثقافية مؤثرة ، محتفيًا بشخصيات أدبية تركت أثرًا في الذاكرة العربية.
واشتمل العدد على مواضيع فنية، ومختارات أدبية من نصوص إبداعية عربية وترجمات شعرية وسردية، تعبّر عن الهم الإنساني في تجلياته اليومية والكونية، تأكيدًا لنهج مجلة الفيصل التي تحتضن التنوع وتجمع بين النصوص الفكرية والفنية.
كما وثقت المجلة مشاركة مركز الملك فيصل في معرض "عصر المماليك" بمتحف اللوفر في باريس، حيث عُرضت مقتنيات نادرة تمثّل جزءًا من الذاكرة المخطوطة للعالم الإسلامي.