الغربية :
يحتفل أبناء هذا الوطن الغالي في هذا اليوم التاريخي الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة 1435هـ بالذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- ، هذا اليوم الذي يعكس أحد النماذج الوحدوية الجبارة، إن لم يكن المشروع الوحدوي الفريد في عالمنا المعاصر.
اليوم يموج العالم بأمواج متلاطمة من المشاكل والتشتت، حيث نشهد *تفكك كثير من الدول الى دويلات و دعوة البعض اﻵخر إلى الإنفصال، كما حدث في كثير من الدول، منها انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا بعد قرار السلطات الروسية الرسمي ضمها إليها، وأيضاً استفتاء الشعب الاسكتلندي للانفصال عن المملكة المتحدة، كما نسمع بدعوة الكاتالونيين للانفصال عن اسبانيا.
كل هذا يحدث ونحن نحتفل بوحدتنا مما يؤكد أننا أمام معجزة تمثلت في توحيد هذه المملكة التي تعد في مساحتها الجغرافية المترامية الأطراف أشبه بقارة، وبالتالي حق لنا أن نفرح بيومنا الوطني، هذا اليوم الذي يجسد ملحمة تاريخية، لأمة تجسدت وحدتها فيه بالالتزام بالدين الإسلامي الحنيف. في هذا اليوم يفتخر شعب المملكة بنقل صورة حقيقة للعالم لما تشهده المملكة من نهضة تنموية شاملة في شتى المجالات منذ عهد المؤسس وحتى وقتنا الحاضر من خلال البرامج والمشاريع الطموحة التي ترجمت الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله وتوجيهاته السديدة تجاه توفير كل مقومات العيش الكريم والرفاهية لكل أبناء المجتمع، الأمر الذي يعكس مدى التلاحم بين المواطنين والقيادة الحكيمة مما يعطى رسالة واضحة للعالم أجمع إلى ما تنعم به المملكة ولله الحمد من استقرار سياسي واقتصادي.
عندما نحتفل بهذا اليوم نتذكر على الدوام كيف تم تطويع التقنية لتوفير أحد المقومات الأساسية للحياة ألا وهو الماء، عندما أمر موحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه - في عام 1346هـ الموافق 1926هـ باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لدعم مصادر المياه العذبة في جده بعد ملاحظته - يرحمه الله – معاناة الحجاج والمعتمرين عند وصلوهم ميناء جده من قلة المتاح من المياه العذبة فيها حيث بالكاد يكفي ساكنيها، وحققت تلك التجربة نجاحات ملموسة، وبالرغم من أنها نجاحات محدودة فقد كونت أساس هذه الصناعة في المملكة العربية السعودية.
واليوم في هذا العهد الزاهر نفخر أننا أصبحنا الرواد في مجال صناعة التحلية من خلال انتاج أكثر من 2 ملياري متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً، وجدت لخدمة كل من يقيم على ثرى هذا الوطن الغالي، في حين أن كثير من الشعوب تعاني من أجل الحصول على قطرة ماء، فوفقا لآخر الإحصاءات من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، هناك ما يقدر بـ 884 مليون شخص محرومون من الماء الصالح للشرب ، و2.5 مليار دون مياه صالحة لﻹستخدام اﻵدمي، ويهدد الجفاف والتصحّر سبل عيش أكثر من 1.2 بليون نسمة، كما أن كثير من المشاكل الدولية كانت نتيجة بحيرات مشتركة أو أنهار عابرة للحدود مما أوجد صراعات حدودية، ولذا كثير من الشعوب تتطاحن من أجل الماء، وكثير من الدول تتصارع بسبب الماء، حتى قيل أن الحروب القادمة ستكون من أجل الماء.
**واذا كانت دول العالم تفاخر بأطول برج، أو أكبر سفينة وغيرها من أفعل التفضيل، فحري بنا أن نفخر بأن المملكة تحتضن أكبر محطة تحلية في العالم وهي محطة رأس الخير على ساحل الخليج العربي والتي تنتج 1.025 مليون متر مكعب ماء يومياً.
ومن هذا المنطلق نستطيع القول أن الماء لم يعد فقط للشرب أو الطهي أو النظافة، بل هو الحياة واﻷمن.
أدام الله علينا أمننا واستقراننا ورخائنا.
عبدالعزيز بن عبداله المزروع* مدير عام إدارة العلاقات العامة والصناعية والمتحدث الرسمي للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة