المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 16 يونيو 2025
#تحت_الاضواء في غرب  :  دبلوماسية سعودية فاعلة تخوض معركة "خفض التصعيد" في الشرق الأوسط
طلال كردي - سفير غرب
بواسطة : طلال كردي - سفير غرب 15-06-2025 12:30 مساءً 2.7K
المصدر -  

في مواجهة لحظة إقليمية فارقة، تقود المملكة العربية السعودية جهودًا دبلوماسية رفيعة المستوى لكبح جماح التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، في أعقاب الهجمات المتبادلة التي هزّت المنطقة.

تحرك سعودي مكثف لاحتواء الأزمة

منذ فجر الجمعة، ومع بدء الغارات الإسرائيلية على مواقع داخل إيران، انطلقت الدبلوماسية السعودية بقيادة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله في مساعٍ متواصلة لخفض التصعيد وتهدئة التوترات المتصاعدة. وتمثّل ذلك في سلسلة اتصالات هاتفية واجتماعات رفيعة مع نظرائه في المنطقة والعالم، شملت قوى إقليمية فاعلة ودولًا كبرى.
إدانة الهجوم والتأكيد على الحوار
في اتصال مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أدان الأمير فيصل الاعتداء الإسرائيلي، مؤكدًا أن استخدام القوة يقوّض مساعي الاستقرار ويعرقل الوصول إلى حلول دبلوماسية. شدد على أن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة الخلافات، في موقف يعكس ثبات المملكة على نهج التهدئة.


تنسيق عربي شامل


تضمنت الجهود السعودية اتصالات مع وزراء خارجية مصر، الأردن، فلسطين، الكويت وقطر. هذه المشاورات تناولت تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على إيران، وأكدت على ضرورة حماية أمن المنطقة وتجنيبها المزيد من الانزلاق نحو المواجهة. كما عكست رغبة خليجية-عربية في بناء جبهة سياسية موحدة قوامها ضبط النفس والتهدئة.
امتداد التأثير إلى المجتمع الدولي

لم تكتف الرياض بإدارة الأزمة في محيطها الإقليمي، بل توسعت جهودها لتشمل التنسيق مع الدول الغربية. حيث ناقش الأمير فيصل مع وزراء خارجية النرويج، ألمانيا، إسبانيا، واليونان مستجدات الوضع، داعيًا إلى تحرك جماعي لدفع الأطراف نحو الحلول السلمية. كما تلقى اتصالات من مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا ومسؤولين من العراق وقبرص، وهو ما يعكس الثقل الدبلوماسي المتزايد للمملكة.

رسائل غير مباشرة من الرياض

من خلال هذه التحركات، تبعث المملكة برسائل ضمنية تؤكد أنها طرف فاعل في هندسة التوازنات الإقليمية، وحريصة على تفادي أي انفلات قد يهدد الملاحة الدولية، أو يعمّق الانقسام المذهبي، أو يعرقل جهود التنمية التي انطلقت في الخليج والمنطقة.


فب الحقبة أن الدبلوماسية السعودية لم تعد تلعب دور الوسيط التقليدي فحسب، بل باتت تمسك بخيوط المعادلة في لحظة شديدة الحساسية. إنها دبلوماسية "الهدوء الفاعل"، تسعى إلى نزع فتيل أزمة قد تمتد آثارها خارج حدود الشرق الأوسط، وتؤكد في الوقت نفسه أن الاستقرار خيار استراتيجي لا بديل عنه.