حسب ما أظهرته المقاطع عبر السوشل ميديا شهد الشارع الإيراني ردود فعل متباينة عقب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت طهران ومدناً أخرى، ما بين مشاعر الغضب والدعوات للرد العسكري، وبين مخاوف من تداعيات التصعيد على الشعب الإيراني.

مع دوي القصف، وجد بعض الإيرانيين أنفسهم أمام خيار صعب: البقاء وسط الاضطرابات، أو المغادرة إلى تركيا المجاورة تحسباً لمرحلة أكثر تعقيداً، خاصة بعد إعلان إسرائيل أن عملياتها العسكرية ستستمر لأيام عديدة.

مواطنة إيرانية ، وهي من سكان مدينة نطنز التي تضم أحد أبرز المواقع النووية الإيرانية، وصفت لحظة الهجوم قائلة:

"استيقظت على انفجار هائل يصم الآذان.. هرع الجميع إلى الشوارع في حالة من الذعر، كان الخوف سيد الموقف". وأضافت: "أنا قلقة على سلامة أطفالي، فالتصعيد قد يأخذ منحى خطيراً".

في ظل هذه الأجواء، سارع البعض إلى تأمين أموالهم خشية تدهور الأوضاع الاقتصادية. مسعود موسوي، الموظف المصرفي المتقاعد، قال إنه انتظر افتتاح مكاتب الصرافة ليتمكن من شراء الليرة التركية تمهيداً لنقل عائلته إلى تركيا براً، بعد إغلاق المجال الجوي. وأضاف: "أنا ضد الحرب.. أي هجوم يقتل الأبرياء لا يمكن تبريره، لذلك سأبقى في تركيا حتى تهدأ الأمور".

على الجانب الآخر، كان هناك من يطالب برد إيراني قوي.

وثال أحد سكان طهران قال: "لا يمكننا أن نتجاهل ما حدث.. إما أن نرد أو نستسلم، لا يوجد خيار آخر"، مشيراً إلى أن عدم الرد سيؤدي إلى المزيد من الضغوط على إيران.

وفيما شهدت مكاتب الصرافة في طهران حركة غير اعتيادية لشراء العملات الأجنبية، لا يزال الكثير من الإيرانيين يؤمنون بحق بلادهم في امتلاك برنامج نووي مدني، لكن البعض بدأ يتساءل عن الثمن الذي تدفعه إيران جراء ذلك.
وقال احد الناشطين الايرانيين في شمال إيران، قال: "نحن ندفع ثمناً باهظاً.. والآن نواجه صراعاً عسكرياً، لا أريد المزيد من المعاناة".

مع استمرار العمليات العسكرية، يترقب الإيرانيون القادم بحذر، وسط مخاوف من تصعيد إقليمي قد يغير المشهد بالكامل.