المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 22 ديسمبر 2024
ندوة المخطوطات المهاجرة شهدت تبايناً في الآراء بين المتحدثين والحضور
بواسطة : 15-08-2016 02:27 صباحاً 21.7K
المصدر -  

شهدت ندوة (المخطوطات المهاجرة) ضمن فعاليات الدورة العاشرة لسوق عكاظ مساء أمس (السبت) تبايناً في الآراء بين المتحدثين والحضور، ففيما عبر المشاركون عن آسى وحسرة على تهجير التراث العربي في مختلف الفنون والتصنيفات؛ عارض ذلك بعض الحضور الذين قالوا بأن التهجير حفظ التراث العربي وحماة من الاندثار وتمنوا أن يكون جل التراث العربي محفوظاً لدى الغرب.

وختم الدكتور محمد البقاعي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الحديث عن الموضوع في الندوة، والذي كان يحاول أن يتماسك لكي لا تذرف دموعه، بقوله: كيف لأب أن يرضى أن يأخذ الغرب ابنه ليتربى عندهم، وسط تصفيق الحضور لذلك التوصيف، حيث كانت الندوة من أكثر الندوات تفاعلاً في الدورة الثقافية الحالية لسوق عكاظ وقد تجاوزت الوقت المخصص لها بأكثر من نصف ساعة.

واتفق المشاركون في ندوة المخطوطات المهاجرة أن مسمى "المخطوطات المُهجرة" أفضل من مصطلح المهاجرة، فهناك من يقوم بهذا العمل وليست المخطوطات ذاتها ، وأكدوا على فقد الكثير من تراثنا بسبب اختفاء عدد كبير من المخطوطات العربية* التي وصلت في بعض الإحصائيات إلى ثلاثة ملايين مخطوطة ولم يقتنعوا بأن هجرتها كان سببا في حفظها بحكم حالة الجهل التي مرت بالمنطقة في فترة من الفترات وكانت ستضيع حتى لو بقيت هنا.

حيث يؤكد د. محمد مباركي* في ورقته : وقفات مع رحلة المخطوط* بأن* التراث العربي* المخطوط أنفس تراث* على مستوى العالم* وهو جزء من الذاكرة العربية* موضحا أن انظار الغرب* بدأت تتجه* إلى كنوز المشرق* وتراثه* في أعقاب الحروب الصليبية* ولذلك خططوا لدراسة تلك البلاد وكل ما يتعلق بها* وقد اتجه الغربيون* عامة والفرنسيون خاصة* إلى جمع عدد من المخطوطات* وأضاف أن المتأمل في رحلة المخطوط العربي* يلحظ أن هنالك عوامل كانت* وراء رحلته خارج وطنه

وقال مباركي وجد من المستشرقين من عرفوا قيمة هذه المخطوطات فنقلوا الآلاف منها إلى مكتباتهم* وكان ذلك عن طريق التجار والرحالة والمستشرقين

واستطرد في ذكر بعض المواقف عن فقد بعض المخطوطات العربية ، وأرجع مباركي إهمال بعض المشرفين* على بعض الكتب* إلى فقدان الكثير منها* وتسريب جزء منها خارج الوطن* العربي* وأضاف أن المخطوطات العربية المهجرة تقدر بنحو بثلاثة ملايين* مخطوط* وأضاف أنه من الصعوبة متابعة* كل المخطوطات* التي هاجرت أو هُجِّرت* والحيز الذي تشغله في مكتبات العالم وتحدث عن المخطوطات العربية الموجودة في تركيا** وقال أن مدينة استانبول وحدها يوجد بها* اكثر من 70 مكتبة* تحفل بالمخطوطات العربية* بالإضافة إلى مدن اخرى منها انقرة

وقال انه بالرغم* من الاحصاءات عن المخطوطات* التي هاجرت الى تركيا* الا انه يصعب حصرها لعدم وجود فهارس ، وأضاف* أنها تنوعت هجرة المخطوطات* إلى داخلية* ومخطوطات خارجية وتنوعت بين مختلف الفنون* وفي سائر العلوم النظرية والتطبيقية* ، وفي تعليق له على مداخلة* د. علي الرباعي : عن كون* التهجير كان* انتقائيا أم بشكل عام أكد أن التهجير كان بشكل عام ولم يكن انتقائيا بدليل أنهم أخذوا مكتبات* بكاملها.

وفي ورقة د. علي العمران* والتي تحدثت عن مخطوطات علم من أعلام* الأمة* وصاحب تصانيف متنوعة* فريدة ونفيسة* وهو ابن قيم الجوزية استعرض ما تعرضت له مخطوطاته من التهجير* وخاصة في اوروبا *،* موضحا أن مسألة* التهجير* ليست تراثية فقط وإنما تتعلق بالحضارة

وقدم بعض الاحصائيات موضحا* أن هناك 190 مخطوطا* مهجر لابن قيم الجوزية* في مكتبات العالم* وهناك مخطوطات ليس منها نسخ* الا في تلك المكتبات

أما اسباب التهجير فهي كثيرة* ولكن يأتي في مقدمتها* أن هناك أناس* يحرصون على جمع* هذا التراث* وأبان ان هناك كثير من مخطوطات ابن القيم في الهند

ووقف عند خارطة الهجرة* وكيف توزعت كتبه على البلدان موضحا أن الكتب المهجرة لابن قيم 30 كتابا* وعدد النسخ الخطية* 190 مخطوطا في 14 بلد* على النحو التالي :

خمسة بلدان في آسيا ، تسعة بلدان في أوروبا وأمريكا ، ثلاثة منها* دينها الرسمي* الإسلام ، وأوضح* عدد المخطوطات في بعض البلدان ومنها : في تركيا 19 مخطوطا وفي المانيا 13 مخطوطا* وفي الهند 20 مخطوطا* وفي هولندا 10 مخطوطات* وفي إيرلندا 9 مخطوطات* وفي بريطانيا 5 مخطوطات* وفي فرنسا والنمسا مخطوطان

وقال أن هناك بلدان فيها نسخ فريدة وهي :* أسبانيا والهند والمانيا* وهناك بلدان فيها نسخ* عديدة للكتاب الواحد وهي :* تركيا والهند* والمانيا وأمريكا* وهولندا وروسيا وإيران* وأفغانستان* وبولونيا

ووقف د. عمران* على أنواع التهجير والتي قسمها إلى : الهجرة الكاملة أو التغييبية** حيث يضيع الكتاب* فلا نعثر له على أثر* ويكون مفقودا، و الهجرة التبعيضية بمعنى* إما أن يكون الكتاب فُقد منه مجلدات* وهذا في كثير من الكتب* أو ان يسقط من الكتاب* ملزمتين أو ثلاث

الرمز الثالث في أمسية المخطوطات* العالم الهندي محمد شمس الحق* وعنوان ورقته : نوادر المخطوطات العربية في مكتبات الهند . حيث أكد أنه توجد في الهند* مكتبات تحوي* نحو 150 الف مخطوط* وأغلب الفهارس* وضعت بغير اللغة العربية ولذلك يصعب على الباحثين العرب* الاستفادة منها الا قليلا* ويمكن تقسيم المخطوطات العربية* في الهند إلى : مؤلفات علماء الهند التي ألفوها بالعربية* وهذا لا يعتبر من المهجَّرة ، مؤلفات علماء الإسلام خلال 14 قرنا* بسبب الرحلات* للبلدان* العربية والشراء* ومنها هجرة بعض علماء العرب* إلى الهند أو الإهداء* ومنها عن طريق التجار ولعل الهند تكون* ثاني بلد بعد تركيا* في حفظ المخطوطات العربية وعدد هذه المكتبات أكثر من مئة مكتبة* وأورد عددا من الأمثلة* لعدد من المخطوطات الموجودة في الهند .

ختام الأمسية كان مع د. محمد خير* البقاعي* عضو هيئة التدريس* بجامعة الملك سعود* وكانت ورقته عن :* المخطوطات* العربية المهجرة* ابن وحشية نموذجا ،صاحب كتاب : شوق المستهام* في حل رموز الأقلام* ،* وقال إن* ابن وحشية* ترك لنا عددا* من الكتب التي* طافت العالم* واهتم بها العالم* وقال فرق بين أن تهاجر المخطوطة* ونستعيدها وبين أن* يتلقفها الذين هجروها* ويترجمونها وتصبح* مصدرا لتطور علم من العلوم ، وقال إن في تركيا لوحدها* ما يقدر ب 500 الف* مخطوط عربي* وقال إن المخطوطات يمكن ان تُهجَّر وهي في* مكانها* مثل مخطوطات فلسطين* ووقف عند بعض كتب ابن وحشية* ووقف عند كتاب السموم والترياق* والذي* اهتمت به الجمعية الامريكية* لعلوم العقاقير* وترجمته إلى الانجليزية