
المصدر - 


في ختام مبادرة “الشريك الأدبي”، لا يسعنا إلا أن نقف وقفة تأمل وامتنان لهذا المشروع الثقافي الفريد الذي استطاع أن يُحدث حراكًا حقيقيًا في المشهد الأدبي المحلي، وأن يعيد صياغة العلاقة بين الأدب والناس، بين النصوص ومتلقيها، بين الكتاب والمقاهي.
لطالما ارتبط الأدب في الأذهان ببرجٍ عاجي، محاط بهالة من التعقيد والانعزال. لكن هذه المبادرة جاءت لتكسر هذا التصور، وتعيد الثقافة إلى مكانها الطبيعي، إلى جذورها الأولى، إلى زمنها القديم حين كان المقهى منبرًا للحديث والجدل وتبادل الآراء، وفضاءً خصبًا للحوار والتفكير. أعاد “الشريك الأدبي” الحياة إلى تلك الروح، ودفع بالأدب من العزلة إلى الألفة، من النخبوية إلى المشاركة، من الصمت إلى الحوار الحي النابض.
في مدينة ينبع، كانت المبادرة أشبه بنسمة وعيٍ جديدة، حملت معها الأمل، والدهشة، والاندهاش. لمسنا أثرها واضحًا في وجوه الحضور، في أعينهم التي تلمع شغفًا، في الحوارات التي لا تهدأ، وفي الارتقاء الملحوظ بالذائقة الأدبية لدى المشاركين. لم تكن أمسيات عابرة، بل كانت قفزات ثقافية نشيطة، إعادة تعريف الفعل الثقافي، ومنحت الكلمة مركزها المستحق.
وقد تشرف صالون أثر الأدبي، الذي احتضنته أجواء “مقهى أسنتيا” الدافئة، بأن يكون جزءًا حيًا من هذه المبادرة. في هذا المقهى، اجتمعنا حول طاولة واحدة، قرأنا، ناقشنا، ضحكنا، اختلفنا، واتفقنا. لكن الأهم من ذلك، أننا اكتشفنا بعضنا البعض، واكتشفنا ذواتنا مجددا.
برزت من خلال هذه الأمسيات أسماء كانت في الظل، موهوبين لم يجدوا من قبل نافذة يطلّون منها على الآخرين. ومع مبادرة “الشريك الأدبي”، خرجوا إلى النور، أضاءوا الساحة، وأثرونا بفكرهم وقراءاتهم وتجاربهم. إننا مدينون لهم، لا فقط بما قدموه، بل بما أعادوا إيقاظه فينا من رغبة في التعبير، وفي الاستماع، وفي المثاقفة التي لا تعرف تعالي ولا إقصاء.
ولا يمكن الحديث عن نجاح هذه الأمسيات دون الإشادة بالدور الفعّال والمؤثر الذي قام به أعضاء الصالون، الذين أثبتوا أن في الاتحاد قوة، وأن في تنوع القراءات واختلاف الميول ما يصنع ثراءً وجمالاً لا يُضاهى.
في مجال الشعر، تألق كل من فهد العنزي وهند الحربي. في المسرح، تألقت أميرة الجهني.
في الفلسفة، تميزت نهى الجهني.
كلهم كانوا أعمدة أساسية في بناء هذا الصرح، وكل منهم أضفى طابعًا خاصًا جعل من كل أمسية تجربة لا تُنسى.
لقد كانت أشهرًا طويلة، لكنها كانت ممتعة وعميقة، تعلمنا فيها كيف نقرأ لا بأعيننا فقط، بل بقلوبنا وأرواحنا. اعتدنا فيها على لقاءاتٍ لا تكتفي بالمشاركة، بل تُشجع على الإبداع، وتُحفّز على التعبير، وتحتفي بكل صوت جديد.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لهيئة الأدب والنشر والترجمة على هذه المبادرة التي لم تكن مجرد مشروع، بل كانت حلمًا جميلاً تحقق، وممرًا فتح أبواب واسعة نحو مستقبل ثقافي أكثر اتساعًا واحتواءً.
شكراً لكل من آمن بالفكرة، ولكل من حضر، ولكل من قرأ، وناقش، وساهم.
ومرحبًا بكل مبادرة تجعل من الأدب حياةً نعيشها، لا رفاهية نمرّ بها.
لطالما ارتبط الأدب في الأذهان ببرجٍ عاجي، محاط بهالة من التعقيد والانعزال. لكن هذه المبادرة جاءت لتكسر هذا التصور، وتعيد الثقافة إلى مكانها الطبيعي، إلى جذورها الأولى، إلى زمنها القديم حين كان المقهى منبرًا للحديث والجدل وتبادل الآراء، وفضاءً خصبًا للحوار والتفكير. أعاد “الشريك الأدبي” الحياة إلى تلك الروح، ودفع بالأدب من العزلة إلى الألفة، من النخبوية إلى المشاركة، من الصمت إلى الحوار الحي النابض.
في مدينة ينبع، كانت المبادرة أشبه بنسمة وعيٍ جديدة، حملت معها الأمل، والدهشة، والاندهاش. لمسنا أثرها واضحًا في وجوه الحضور، في أعينهم التي تلمع شغفًا، في الحوارات التي لا تهدأ، وفي الارتقاء الملحوظ بالذائقة الأدبية لدى المشاركين. لم تكن أمسيات عابرة، بل كانت قفزات ثقافية نشيطة، إعادة تعريف الفعل الثقافي، ومنحت الكلمة مركزها المستحق.
وقد تشرف صالون أثر الأدبي، الذي احتضنته أجواء “مقهى أسنتيا” الدافئة، بأن يكون جزءًا حيًا من هذه المبادرة. في هذا المقهى، اجتمعنا حول طاولة واحدة، قرأنا، ناقشنا، ضحكنا، اختلفنا، واتفقنا. لكن الأهم من ذلك، أننا اكتشفنا بعضنا البعض، واكتشفنا ذواتنا مجددا.
برزت من خلال هذه الأمسيات أسماء كانت في الظل، موهوبين لم يجدوا من قبل نافذة يطلّون منها على الآخرين. ومع مبادرة “الشريك الأدبي”، خرجوا إلى النور، أضاءوا الساحة، وأثرونا بفكرهم وقراءاتهم وتجاربهم. إننا مدينون لهم، لا فقط بما قدموه، بل بما أعادوا إيقاظه فينا من رغبة في التعبير، وفي الاستماع، وفي المثاقفة التي لا تعرف تعالي ولا إقصاء.
ولا يمكن الحديث عن نجاح هذه الأمسيات دون الإشادة بالدور الفعّال والمؤثر الذي قام به أعضاء الصالون، الذين أثبتوا أن في الاتحاد قوة، وأن في تنوع القراءات واختلاف الميول ما يصنع ثراءً وجمالاً لا يُضاهى.
في مجال الشعر، تألق كل من فهد العنزي وهند الحربي. في المسرح، تألقت أميرة الجهني.
في الفلسفة، تميزت نهى الجهني.
كلهم كانوا أعمدة أساسية في بناء هذا الصرح، وكل منهم أضفى طابعًا خاصًا جعل من كل أمسية تجربة لا تُنسى.
لقد كانت أشهرًا طويلة، لكنها كانت ممتعة وعميقة، تعلمنا فيها كيف نقرأ لا بأعيننا فقط، بل بقلوبنا وأرواحنا. اعتدنا فيها على لقاءاتٍ لا تكتفي بالمشاركة، بل تُشجع على الإبداع، وتُحفّز على التعبير، وتحتفي بكل صوت جديد.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لهيئة الأدب والنشر والترجمة على هذه المبادرة التي لم تكن مجرد مشروع، بل كانت حلمًا جميلاً تحقق، وممرًا فتح أبواب واسعة نحو مستقبل ثقافي أكثر اتساعًا واحتواءً.
شكراً لكل من آمن بالفكرة، ولكل من حضر، ولكل من قرأ، وناقش، وساهم.
ومرحبًا بكل مبادرة تجعل من الأدب حياةً نعيشها، لا رفاهية نمرّ بها.


