المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
بواسطة : 14-07-2017 12:46 صباحاً 36.1K
المصدر -  

الدكتوره/ فضيله العوامي - بكالوريوس طب وجراحه عامه - حاصله على شهاده البورد في الطب النفسي - تخصص دقيق علاج الادمان - جامعه كاليفورنيا لوس انجلوس

 

يا إلهي إنني أشعر بألم قوي في حلقي وفِي معدتي آه كم أشعر بالغثيان والدوار الشديد مالذي حدث لي ياترى؟؟ أتراني مت وهذ هو عالم البرزخ ؟؟

أم أتراني أحتضر أم ماذا حدث لي ؟؟ إنني مشتته لا أعلم ماذا حدث لي وأين أنا ؟؟

فتحت عيني لأرى ماحولي أريد ان أعرف أين أنا لكني لم أستطع أن أرى شيئاً من قوه الضوء على عيني فحاولت أن أضع يدي على جبيني لأٌخفف من حده الضوء لعلي أستطيع أن أفتح عيني ..

لكني أحسست بشيئٍ يشد يداي إلى الأسفل كأنهما مربوطتان بشيء ما فتحت عيناي بالتدريج لإكتشف أنني في مستشفى يداي مربوطتان بحافه السرير وإحداهما موصله بسائل محاليل طبيه ..

مالذي جاء بي إلى المستشفى !!! آه لقد تذكرت تشاجرت مع زوجي ليله البارحه وشربت من أحد سوائل المنظفات الخطره الموجودة لدي في المطبخ ياإلهي ماذا فعلت بنفسي إنتي اشعر بألم شديد في حلقي ..

ترى هل سأستطيع الكلام ؟؟ سامحني يا ربي لم أكن اقصد ذلك لا تحرمني من نعمه الكلام كنت فقط أرغب بتهديده حتى لا يتجرأ مرة أخرى على إغضابي وعدم تلبيه رغباتي صرخت بكل قوتي لأتأكد إنني لم أصبح خرساء لكنه ليس صوتي إنه صوت خافت جداً متحشرج حتى إنني لا أكاد أسمعه نظرت حولي فوجدت زوجي متعباً نائماً على كرسي بجانب سريري وأطفالي الثلاثة حولي وهم يبكون أحدهم حافي القدمين والآخر متسخاً بملابس نومه أما أصغرهم فقد نام على الأرض من شده التعب ..

ياإلهي مالذي فعلته بنفسي وبأولادي ؟؟؟ ترى كيف سيكون مستقبل أولادي وهذا هو حاضر والدتهم؟؟

هل هذا هو ماكنت أطمح اليه في أيام طفولتي ومراهقتي؟ إمرأه ممده في المستشفى لا حول لها و لا قوه على مجابهة الحياة سوى الهروب و محاوله الإنتحار ..

نعم إنه زوجي ، هو السبب لقد إستفزني من جديد لقد رفض أن يستأجر لي شقة جديده أكبر وأنظف من شقتي الحاليه فقد ضقت ذرعاً من تلك الشقه القديمة التي أسكن فيها منذُ سنوات ..

في كل مره نتشاجر كان التهديد بالانتحار هو وسيلتي للضغط عليه لإنهاء الخلاف بيني وبينه لصالحي ..

أعترف أنني ضعيفه متعبه لا أستطيع أن أتحمل كل هذه الضغوطات و المشاكل التي تمر علي وغير قادره على مواجهتها و على البحث عن حل حقيقي لمشاكلي فمنذ كنت صبيه في بيت أهلي كنت أهددهم دائما باالإنتحار و شربت أدويه والدي أكثر من مرة وهددتهم كثيرا بجرح يدي وقطع شراييني وفعلتها أكثر من مره حتى أصبحت يداي مشوهتان من آثار الجروح أي عمراٌ وأي شبابٌ هذا الذي عاشته إمرأه مثلي؟

عمري ست وعشرون عاما حاولت الانتحار خلالها مايقارب السبع مرات أول مرة تنومت في المستشفى كنت في الثامنة عشرة من عمري عندما طلبت من أهلي الذهاب للدراسه في جده مع صديقاتي لكن والدي رفض ذلك بشدة حيث أنه تعذر بكونه فقير وحالته المادية لاتسمح له بدعمي في حال لم أحصل على سكنٌ جامعي لا أعلم لما أهلي يتدخلون في حياتي ويقفون حجر عثرة في طريق مستقبلي ، لم يكن لي أي خيار آخر سوى محاوله الانتحار لإجبارهم على القبول وفعلا كان لي ماأردت وقبلوا وذهبت للدراسه في جده مع صديقاتي ..

بالرغم من أن محاولة إنتحاري تلك كانت خطره جدا حيث اني شربت ادويه الصرع الخاصه بأخي كلها وفقدت وعيي و أُدخلت الى وحدة العنايه المركزة إلا ان اهلي رفضوا اقتراح الطبيب بأن أعرض على طبيب نفسي خوفا من كلام الناس وخوفا ان اوصم بالجنون وأظل عالة عليهم طوال عمري وقد لايقبل بالزواج مني احد وفي كل مرة أحاول فيها الانتحار كانوا يرفضون نصح الأطباء بعرضي على طبيب نفسي خوفا من الفضيحة ..

وإستمرت حياتي على هذا المنوال بين الفتره والأخرى أُحاول الانتحار كلما تشاجرت مع أحد أو طلبت شيئا ولم أحصل عليه ولم يتغير سلوكي حتى بعد أن تزوجت وأصبحت أٌماً وأنجبت الأولاد حتى في السياره ومعي أطفالي كثيرا ماهددت زوجي برمي نفسي من السياره ..

منذ مراهقتي وأنا في صراع عميق مع نفسي وكأن بركان بداخلي يغلي نعم أنا انسانه عاقله ومسؤوله عن نفسي وعن تصرفاتي لكن من يشعر بما اشعر به في داخلي ومن يعلم مالذي أشعر به إتجاه نفسي كنت فنانه أعشق الرسم والكتابه لكن شعوري بأنني شخص سيّء تفوق على كل ما لدي من مواهب و طموحات أصبحت إمرأه بلا هدف وليس لي أي بوصله أو وجهه أتجه إليها ..

من منا اختار ماضيه؟ هل اخترت ان أتربى في عائله مفككة؟ ؟؟ أمي كانت إمرأه حزينه مصابه بالحزن والكآبة طوال الوقت ..

أما أبي فقد كان رجلاً شديد القسوه يضربني ويضرب إخوتي وأخواتي كل يوم ..

هل اخترت أن أنام كل ليلة و دموعي على خدي ؟؟

هل اخترت أن لا أشعر بالأمان يوماً منذ طفولتي حتى الآن؟

هل اخترت ان يتم التحرش بي وأنا طفلة لأظل طوال عمري أجتر التعاسه وفقدان الثقه بكل من حولي إلى أن كبرت وأصبحت أصب جام غضبي وشعوري بتعاستي على كل من حولي ؟؟

منذ مراهقتي وأنا فتاة مزاجيه يستثيرني أقل القليل لا أتحمل كلمة من أحد عصبيتي شديده أُكسرُ و أُحطمُ كلما حولي ..

أما عن صداقاتي فحدث ولاحرج ما فائدة أن أتقرب من أحدهم وانا اعرف أنه راحل في النهايه لا محاله علاقاتي و صداقاتي كلها مؤقته فلم يدم لي صديق أبدا لا اعلم لماذا كلما أقتربت من احدهم ووجدته أفضل الناس اكتشف بعدها اني قد خدعت بأسوأ الناس فهو لم يكن يوما ما صديقا بل مخادعا محترفا خدعني. وأنا من طيبتي الزائده خُدعت وصدقت ، كل الأصدقاء هكذا بلا إستثناء كلهم في النهايه يتحولون الى خونه لا أحد يحبني في هذا العالم حتى أقرب الناس لي حتى أبي سمعته في إحدى المرات يقول إنني رجلُ مريض متعب جدا مما فعلت بي تلك الفتاه ليتني تركتها تموت في أول مره حاولت فيها الانتحار ..

كثيراً ماشعرت أن حتى اقرب الناس لي يتآمرون علي ويكيدون لي أنا إمرأه وحيده ..

لم أَجِد في حياتي من يملأ فراغ روحي فشعوري بالوحده دائم شديد وقاتل حتى في عز مشاغلي اشعر بالوحده والفراغ .. ليس حولي أحد كلهم إنفضوا من حولي حتى أقرب الناس لي حتى زوجي بالرغم من إنتا نعيش معاً إلا إننا لإنكاد نتكلم معا الا ماندر ..

كثرت مشاكلي ومشاجراتي مع كل من حولي حتى صرت لا أتورع على مد يدي ولساني حتى على من هم أكبر مني سناً في النهار أعاني من القلق والعصبية والكأبه وفِي الليل من قله النوم ، حتى أدمنت على الحبوب المنومه ..

ظننت أنها ستساعدني فقد أخبرتني إحدى صديقاتي أنها ليست فقط للنوم بل أنها أيضاً ستساعدني على أن أكون أكثر هدوءً و أقل عصبيه لكنني الآن تورطت بها وأعاني صعوبات ومشاكل في الحصول عليها كما أن وضعي هو نفسه لم يتغير لا أنا التي إرتحت وحُلت مشاكلي ولا أنا القادره على التخلص منها ..

هاقد جاء الصباح وانا لم أنم أبدا فجروحي شديده منعتني من النوم كما إنهم لم يعطوني حبوب منومه تساعدني على النوم أستيقظ زوجي على حركتي في السرير لكنه لم ينطق بكلمه ظل صامتاً طوال الوقت حتى لم يقل لي الحمد لله على السلامه مسكينه أنا أي زوج هذا الذي صبرت على العيش معه كل هذه السنوات متبلد ليس لديه مشاعر

الحمد لله هاقد جاء الطبيب أخيراً إنه يقترب مني سلم علي وحياني وتمنى لي الشفاء العاجل كلمته بصوت خافت سألته كيف هي حالتي يادكتور إني قلقه جدا هل سيظل صوتي هكذا خافتاً إلى الأبد ؟؟ أجابني للأسف لا أعلم شيئا عن وضعك الصحي ولا أستطيع الاجابه عن هذه الاسئله قلت له : كيف لاتعلم أولست بطبيب !!!ً قال لي : نعم طبيب ولكنني طبيب نفسي جئت لتقييم الحاله النفسيه أجبته طبيب نفسي ولماذا؟؟ وهل أنا مجنونه؟

عرفني بنفسه ثم قال لي : انا لا أستطيع أن أناقش معك وضعك الصحي أنا هنا لأتكلم معك بخصوص حالتك النفسيه ثم قال : إن ما ستقولينه لي الآن سوف يظل سراً بيننا لن يعلم به أحد الا اذا كان يشكل خطرا على حياتك أو حياه أحد اخر ..

ثم أخذ يسألني أسئله كثيره و أنا أجيب عليها ثم قال ليي في الأخير لقد حاولتي أن تؤذي نفسك وأن تتخلصي من أنابيب الادويه والمحاليل الطبيه التي تم توصيلها بيديكِ لذى تم ربطها بالسرير سوف أطلب منهم أن يفكوا ذلك الرباط بالرغم إنك لم تكوني بكامل وعيك عندما فعلتها إلا إني أريد منكِ وعدأ أن لا يتكرر ذلك من جديد ..

ثم إستطرد قائلاً: أنتي تُعاني مما يسمى باضطراب الشخصيه البينيه او البوردرلاين قلت له وماهي الشخصيه البينية ؟؟ رد علي قائلاً : هي شخصيه متهورة لاتفكر في عاقبه ماتفعل سلفا ..

تنظر للحياه بمنظار إما أبيض أو أسود لا تتصور أن يكون الامر أو الإنسان خليطٌ من خير وشر في وقت واحد ..

متقلبه المزاح حاده الطباع تهدد وتحاول الانتحار كثيرا بقصد التهديد لكن لسوء الحظ يصدف كثيراً أن يقضي على نفسه من لم يكن ينوي فعلا ذلك ..

و إستطرد قائلا : بعد إستقرار حالتك الصحيه أعتقد بأنك بحاجه للانتقال إلى القسم النفسي ليتم تقييمك بصوره أفضل لأن ما اقدمتي عليه خطير جدا أنتي بحاجه لعلاج نفسي قد يشمل الإثنين علاج دوائي وعلاج سلوكي ، للحد من إضطرابات المزاج والاندفاعية ومحاولات الإنتحار المتكرره وأي الأعراض نفسيه أُخرى ..

أنتِ بحاجه لعلاج معرفي وسلوكي لتتعلمي كيف تكوني قادره على تجاوز الظغوطات والمحن و مواجهتها بدلاً من الهروب منها بالإنتحار أو إيذاء الذات ..

مفتاح التغيير بيدك أنتِ لا بيد أحد آخر قفي شامخه ولاتستسلمي نعم ستمرين بأوقات عصيبه وسوف تشعرين باليأس وستكونون وحيده وكأنه ليس هناك في كل العالم من يفهم ماتشعرين به من معاناه لكنها حرب والانتصار يستحق المحاوله التغيير نعم صعب ، لكنه ممكن ..

ثم ودعني وخرج تركني حائره وخرج

أخذت أفكر بيني وبين نفسي بما قاله لي الطبيب هل أنا بالفعل بحاجه لطبيب نفسي ؟؟ لا أعلم أنا حائره بين أمرين إما أن أستمر في تدمير نفسي وأسرتي وأطفالي أو أن ألجأ لطبيب نفسي لطلب المساعده و أبدأ التغيير وأساعد نفسي على الخلاص مما أنا فيه لا أعلم هل أنا فعلا بحاجه لأن أفهم نفسي و أعدل من سلوكي ؟؟

فإلى متى سأستمر في الحرب مع نفسي ومع من حولي الى متى سأحمل اهلي وزوجي واولادي ماليس لهم طاقه به وماليس لهم ذنب فيه

إلى متى سأظل سجينه الماضي واسيره لتقلبات نفسي الى متى ؟؟ لا اعرف؟ لست متاكده ربما سأحاول ..