المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
غازي بن نايف- الشرقية
بواسطة : غازي بن نايف- الشرقية 07-07-2017 05:26 مساءً 20.2K
المصدر -  

بقلم| فيصل سعيد الشراري*بكالوريوس الانحراف والجريمة - عضو نادي الطلبة السعودي في الأردن [email protected]

شباب في مقتبل العمر ضحوا بحياتهم من أجل (لاشيء)، ووضعوا حياة الآخرين رهناً لتهورهم وإشباعاً لغرورهم، مابين لحظه وأخرى حصدت لعبة الموت (التفحيط) الكثير من الأرواح البشرية، فما هو التفحيط؟

التفحيط هو إصدار المركبة صوتاً مزعجاً من العجلات والعوادم نتيجة الضغط الحاصل للمحرك وسرعة المركبة العالية، وانحراف المركبة بطرق معينة غالباً ما تكون في رغبة قائدها، ولاشك أن ذلك مخالف لأنظمة المرور وفيه مغامرة ومخاطرة، قد يكون قائد المركبة أو مجموعة ضحية تلك العملية، وغالباً مايمارسه المراهقين والمنحرفين ممن أدمنوا على تلك الهواية القاتلة.

ومن أهم الأسباب المؤدية لظاهرة التفحيط قد تكون أسباب تأثرية، كالأفلام والألعاب ذات العلاقة وأصدقاء السوء، مما يزرع الرغبة لدى المراهق إلى الإنجراف للتجربة، ويجد من يؤشر له بالبنان، ويعزز ذلك إهمال الأسره لإبنهم، بل بعض الأسر يساهمون في تدمير أبنائهم بالتدليل أو الحرمان الزائد، ولا يعلمون المخاطر المترتبة إثر شراء سيارات أو تلبية رغبات خروج الأبناء مع رفقاء سوء، وبالتالي قد ينجرف الإبن مع متعاطي أو مروجي المخدرات وينحرف أخلاقياً واجتماعياً وسلوكياً، كما أن الأسباب الناجمة عن المشاكل العائلية، من عنف وتفكك اسري وأمراض نفسية وغيرها، له الأثر الكبير بذلك، والاسباب لاحصر لها في مقال واحد.

قد نتسائل عن الدافع الذي زج بالإبن في هذا الإعصار المخيف، قد يكون هدفه جداً يسير ومطلب يتمنى الوصل له الكبير والصغير، كالشهره مثلاً بين اقرانه، ليكون حديث جيله على الأقل في المحيط القريب له، والتسلية، وسد الفراغ لإشغال نفسه فيما يتناسب مع مرحلته العمرية، وإشباع الرغبات الداخلية، وإثبات نفسه، وحب التنافس.

وفي تقرير سابق لرئيس قسم البحث والتحري بمرور الرياض، المقدم طارق بن حمود الربيعان، لعكاظ واصفاً شوارعنا بساحات لهلاك الحرث والنسل وإرباك المرور، الى أنه ذكر في خبر آخر أن التفحيط ساحة خصبة لترويج المخدرات والممارسات الخاطئة، وأنه أصبح جناية بدلاً من كونه مخالفة ، وغيره الكثير ممن تحدثوا بفواجع التفحيط وضحاياه المؤلمة جداً، من إعاقات وخسائر أرواح بشرية من مفحطين ومتفرجين وعابري طريق.

إلا انه آن الأوان في بداية رؤية 2030 أن يتكاتف الجميع لحقن دماء أبنائنا من الجهات كافة بكل القطاعات الحكومية والتطوعية والخاصة؛ لتوفير الدعم لهذا الجيل، واستقطاب مهاراتهم وتطويرها، كإيجاد انشطة وأعمال ترفيهية أو تطوعية لإشغالهم فيما يخدم المواطن والوطن، أو يمارسوا هواياتهم بسلامة تحت ضوابط معينة، ليبرزوا شخصياتهم، ويصقلوا مهاراتهم، ويشعروا بتحقيق إشباع الرغبات، والكثير من الأهداف الإيجابية وذلك تحت مظلة جهة مصرح لها.

يتألم الكثير من أوضاع الشباب الذين نسمع عنهم؛ من تهور واستراحات وقضاء أوقات فراغ طويلة بلا عمل، ومن أهم مايؤسفنا ويؤلمنا تلك الظاهرة التي ابتلعت الأخضر واليابس ومن ضحاياها أذكى الشباب واكثرهم فطنة وذكاء وحنكة، لديهم العديد من المواهب وحب الاستطلاع والتحدي والمغامرة، وللأسف لم تستقطب هذه الفئة من الشباب، بل تطارد إما من الأمن، أو من مروجي المخدرات، أو ينبذ من الأهل، فالواجب علينا تكثيف توجيههم وتوعيتهم، والأخذ بيدهم إلى الطريق السوي، والاعتماد عليهم وإعطائهم الثقة.

ومن المأمول لو يتم تفعيل تعاون عدة جهات حكومية مقابل التضييق عليهم بالمخالفات المقرره سابقاً، وذلك يعد من سياسات كبح الجريمة بشكلٍ عام وليس لظاهرة التفحيط فحسب، وهي كلاً من المرور والشرطة الإمارة والبلدية والتعليم والعمل ، الخ .. بكل مناطق ومحافظات المملكة، ووضع إستراتيجيات تتوافق مع البيئة القريبة المحيطة لتحد من الجريمة وترقى بالشاب السعودي إلى القمم، ويستغل صحته وأوقات فراغه لما يجعله يسابق الزمن في رؤية 2030، ويستثمر طاقاته بإسهامات وطنية، فشبابنا لديه العديد من المهارات والقدرات الجبارة، ولديه هوايات ومواهب تحتاج من يضعها على بداية الطريق لينطلق.