المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 25 أبريل 2025
وزارة الصحة تتبنى بُعدًا جديدًا للرعاية: دعم روحي للمرضى عبر مرشد ديني
عاشة محمد قوني - مكة
بواسطة : عاشة محمد قوني - مكة 24-04-2025 10:04 مساءً 3.2K
المصدر -  
في خبر نشرته صحيفة عكاظ، برز مقترح من وزارة الصحة أثار اهتمامًا واسعًا، يقضي بتعيين “مرشد ديني روحي” في المستشفيات السعودية، ليكون رفيقًا وداعمًا للمرضى الذين يعيشون صراعات صحية قاسية، خاصة أولئك الذين يواجهون أمراضًا ميؤوسًا منها.

المبادرة التي أثارت اهتمامًا واسعًا على مختلف المنصات، جاءت لتلبي احتياجًا عميقًا غالبًا ما يُغفل عنه في غرف العلاج؛ الدعم المعنوي والكلمة الطيبة التي تشبه الدواء، وتفوقه أحيانًا تأثيرًا.
وجود المرشد الروحي لا يعني فقط تقديم العظة أو الدعاء، بل هو احتواء للإنسان في أشد لحظاته ضعفًا، وصحبة مطمئنة في طريقٍ قد لا يمر منه الكثير.

رعاية شاملة… تبدأ من الداخل
تجربة المرض مرهقة، لا فقط للجسد، بل للروح التي تنهك من الأسئلة والمخاوف، وهنا يأتي دور المرشد الروحي ليملأ الفراغ الذي لا يملأه الدواء. إن هذا التوجه يُعيد صياغة مفهوم العناية الطبية، ليصبح أكثر شمولية ووعيًا بالاحتياج النفسي والروحي للمريض.

وتؤكد الوزارة أن هذه المبادرة ستُسهم في تقليل القلق والاكتئاب داخل المستشفيات، وتمنح المريض شعورًا بالسكينة والقرب الروحي، في رحلةٍ قد تطول أو تقصر… لكنها في كل الأحوال تحتاج إلى من يرافقها بحب ويقين.

خطوة جريئة… ومبشرة… حين نرى الطب السعودي يقترب أكثر من إنسانية المريض لا من ملفه الطبي فقط برعاية تبدأ من الداخل، حيث في كثير من غرف العناية، تكون الأدوية حاضرة، لكن الطمأنينة غائبة. وهنا يأتي دور المرشد الروحي ليعيد للمريض توازنه النفسي والعاطفي، ويمنحه الثقة بقدرة الله ولطفه، خاصة حين تكون الحياة في مفترق طرق.

تجربة الألم وحدها ليست كافية لطلب الشفاء، بل يحتاج المريض في لحظات الانكسار إلى من يُشعل فيه نور الرجاء، إلى من يُذكّره بأن كل لحظة هي فرصة للاتصال بالرحمة الإلهية.

مستشفيات تُصغي للقلب لا فقط للجسد
هذا المقترح ليس مجرد إضافة وظيفية، بل رؤية إنسانية متقدمة ترى الإنسان كروح وجسد، عقل وقلب. وهو ما يتقاطع مع التوجه العالمي الذي يعترف بأهمية الدعم الروحي في التعافي وتحسين جودة الحياة، لا سيما في وحدات الأمراض المزمنة أو الرعاية التلطيفية.

من رحم المعاناة تُولد الطمأنينة
قد لا يملك الطبيب علاجًا، لكن الكلمة الطيبة تملك أثرًا عميقًا لا يُقاس بمقياس طبي. خطوة المرشد الروحي قد تُكتب في تقارير المستشفى، لكنها تُؤثر في دواخل لم ترصدها أجهزة.

ولعلنا نقول اليوم… إن الجرح قد لا يشفى، لكن صاحبه قد يهدأ، إذا وجد من يقول له: “أنا معك… وربك أحنّ عليك مني.”