( غرب مع المبتعثين ) .. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" ومن خلال السطور التالية ندعوكم للتعرف عليهم وعلى سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث ..
ندى سعيد الجهني - من المدينة المنورة - أخصائية تمريض ( مرضى السكري ) ..
المسيرة العلمية ..
دبلوم تمريض عام جامعة طيبة إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى ، تجسير (بكالوريوس) تمريض عام تقدير إمتياز ، في عام ٢٠١٥ حصلت على منحة دراسية من جامعة سالفورد لدراسة ماجستير تخصص تمريض ورعاية مرضى السكري وأتممت الدراسة* بدرجة التميز.
التمريض و ( رعاية مرضى السكري ) ..
تخصصي هو تمريض ورعاية مرضى السكري سواءً خلال تنويمهم في المستشفى ( بسبب السكري أو غيره ) وأيضاً رعايتهم خارج المستشفى من خلال التثقيف وتقديم الإستشارات التمريضية لإعانتهم على التعايش مع السكري وتحقيق التحكم المأمول في مستوى السكري لتفادي المضاعفات بإذن الله.
مسيرة عطاء ..
خلال فترات دراستي المختلفة مررت بأكثر من تجربة تطوعية ومنها:
- المشاركة في الحملات السنوية للتطعيم ضد شلل الأطفال لمدة ٣ سنوات متتالية.
- التطوع مع الهلال الأحمر كمسعفة في مشروع التطوع الاسعافي في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة خلال شهر رمضان المبارك.
- التطوع كممرضة طوارئ في مركز صحي موسمي خلال موسم حج عام ٢٠١٠ تحت اشراف اللجنة الدائمة لخدمات الحج والعمرة بجامعة طيبة.
- تنظيم المؤتمر الأول لمنظمة " نحن التمريض" البريطانية والمهتمة بالتواصل عبر تويتر لتطوير خبرات التمريض العلمية والعملية.
- إدارة حساب جامعة سالفورد (قسم التمريض) المشترك بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في تويتر.
- تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها في جمعية الطلاب الدوليين في جامعة سالفورد.
- المشاركة في إدارة حساب منظمة " سفراء في بريطانيا" والتي تعنى بدعم الطلاب السعوديين المبتعثين في المملكة المتحدة ، وتقديم المعلومات الأكاديمية خصوصاً.
- الإشراف على حملة "رمضان صحي" تحت رعاية "سفراء في بريطانيا" لتشجيع المبتعثين على اتباع نمط حياة صحي من خلال استغلال عادات شهر رمضان الكريم.
الإبتعاث ( مشاهد و تطلعات ) ..
بحمد الله تجربتي مع الابتعاث كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس من حيث الخبرات العلمية والعملية والحياتية التي اكتسبتها خلال فترة الدراسة ، بالطبع لا تخلو من المعوقات والفترات الصعبة لكن جميعها انتهت بدروس تعلمت منها الكثير والمواقف الجميلة لا حصر لها ، وربما أبرزها الرفقة الطيبة التي رافقتني خلال ابتعاثي باختلاف الأديان، الجنسيات وحتى التخصصات .
كذلك هناك العديد من المشاهدات الجيدة التي أود تطبيقها في السعودية أبرزها:
- الدعم الكلي من الجامعات للطالب سواءً علمياً، أو اجتماعياً وحتى نفسياً من خلال خدمة مركز الطالب التي تقدم نصائح و معلومات ودورات تدريبية للطالب بكل ما يعينه على دراسته وحياته بشكل عام.
- تخفيض التكاليف على الطلاب من المحلات والشركات التجارية وحتى المواصلات العامة وموقع أمازون من تجربتي.
- ثقافة القراءة والمكتبات العامة ، إضافة إلى مكتبات الجامعة التي تعمل ٢٤ ساعة بكل أمان وراحة.
- تسخير التقنية لتسهيل المعاملات العامة وتنظيمها.
- الدعم الطبي للطالب من خلال المركز الصحي بالجامعة ( بغض النظر عن التأمين الطبي) وتوفير التطعيمات اللازمة والدعوة لإجراء الفحوصات الوقائية، وحجز وتنظيم مواعيد العيادات الاستشارية إن دعت الحاجة.
السكري .. ( الوقاية والعلاج ) ..
للأسف السكري مرض مؤلم ويزداد انتشاره بنوعيه الرئيسيين عالمياً ( ٣٨٢ مليون مصاب - عام ٢٠١٣ ) وفي في المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة ٧ في قائمة أعلى ١٠ دول في معدلات الإصابة بالنوع الأول من السكري ( وهذا النوع لا علاقة له بزيادة الوزن أو أسلوب الحياة ) في من أعمارهم (٠-١٤) سنة. وهي ضمن قائمة أعلى ١٠ دول في معدل الإصابة بالسكري عموماً.
وهناك النوع الثاني من السكري وعوامل الخطورة المؤدية إليه هي زيادة الوزن ، قلة النشاط البدني ، ضغط الدم المرتفع ، الإرتفاع في معدل الكوليسترول ، التاريخ العائلي مع المرض ، وبعض الأعراق البشرية معرضة أكثر من غيرها للإصابة.
هذا ويحتاج مريض السكري لعناية متكاملة داعمة له من جميع النواحي جسدياً، نفسياً، اقتصادياً وحتى إجتماعياً. من أجل ذلك يحتاج إلى فريق طبي متكامل ومتخصص في السكري ومضاعفاته من طبيب، ممرض، أخصائي تغذية، أخصائي رعاية القدم، أخصائي نفسي ، أخصائي اجتماعي ،*حيث بإمكان هذا الفريق دعم مريض السكري للتعايش يومياً مع مرضه وتخفيف أعباءه التي تتجاوز الأثر الجسدي فقط.
قطاع التمريض في المملكة و ( مراحل التطوير ) ..
قبيل الأربع سنوات الأخيرة كان قطاع التمريض في المملكة في حالة من الركود والتأخر ، أول الأسباب حينها عدم تقديم الجامعات السعودية لبرنامج التجسير الذي يطور الممرض من فني ( دبلوم) إلى أخصائي (بكالوريوس) وقلة من أكملوا دراستهم في الخارج بطبيعة صعوبة الأمر على البعض ،*لكن اختلف الأمر الآن بهمّة قادة وريادي التمريض لتحسين الفرص العلمية والعملية وإعلاء شأن التخصص ، بالطبع لا يزال المشوار طويل حتى يصل للمستوى المطلوب لكن التغيير والتطوير يحدث الآن وأصبح ملحوظاً أكثر من أي وقت مضى.
( الجهات الأكاديمية والتعليمية في بريطانيا ) وإنطباع يبعث بالفخر عن الطلبة السعوديين ..
بكل صراحة ، الكوادر العلمية والطبية البريطانية معجبة بالطلاب السعوديين وراضيين بشدة عن تجاربهم معهم. حيث كان الانطباع واضح جداً عند وصولي عن مدى انتظام الطلاب السعوديين وجديتهم واهتمامهم في البحث العلمي ورغبتهم في تطبيق أبحاثهم في السعودية مما يبعث على الفخر بالتأكيد والحرص على ابقاء الصورة الحسنة.
إحترام وتقدير المشرفين لنا وقت التدريب في بريطانيا ..
تدربت في عدة مستشفيات مابين سالفورد ومانشستر ولا أذكر أي معوقات حيث اهتم المشرف بالتنسيق مع الجهات المختصة ، وحتى المرضى كانوا يبدون احترامهم وتقديرهم لنا كطلاب ولم يعارضوا فحصهم أو النقاش معهم.
سالفورد ( المدينة الإعلامية ) وهذه هي سمات المجتمع المحلي في مانشستر البريطانية ..
سالفورد مدينة هادئة وجميلة جداً وبمعاييرنا في المساحة هي أحرى أن تعتبر حي من مدينة مانشستر، يوجد في سالفورد المدينة الإعلامية حيث توجد بها الكثير من النشاطات الثقافية ومحاطة بجمال الطبيعة من جهة والفن المعماري من جهة أخرى ، كما يغلب على المملكة المتحدة الإعتزاز بالتاريخ والحفاظ عليه ولم تستثنى مانشستر من ذلك حيث توجد العديد من المكتبات العامة والمتاحف الرائعة التي كانت بالنسبة لي مقر للترفيه ، الإجتماعات والدراسة أيضا.
أما مانشستر كونها مدينة كبيرة فهناك الكثير والكثير من الفعاليات بمختلف المجالات طوال الوقت مما يصعب أحياناً الإختيار بينها والمقولة معروفة " هناك دوماً حدث ما في مانشستر".
المجتمع المانكوني ( سكان مانشستر ) لطيف جداً ومرحب بزوار المدينة باختلاف جنسياتهم وثقافاتهم ومتفهم للثقافة الإسلامية والمسلمين.
المتقدمين على دراسة التمريض .. وهذه النصائح ..
أنصح المقبلين على التخصص وماجستير التمريض العام بوضع خطة زمنية من حيث مواعيد القبول والاجراءات ونحوها، تطوير مهارات البحث العلمي والكتابة الأكاديمية قبيل بدء الدراسة على قدر الإمكان ، و عدم التزمت في تحديد الإهتمامات في داخل التخصص ذاته والنقاش المستمر والاستفادة من خبرة المشرف.
رسالتي عبر ( غرب مع المبتعثين ) ..
رسالتي للمبتعثين هي الصبر مهما بدت الدراسة صعبة والبعد عن الوطن والأهل ، البعثة فترة مؤقتة طالت أم قصرت ، والتركيز على الإستفادة منها والإنجاز قدر المستطاع سيؤتي ثماره مدى الحياة. إضافةً افرحوا بالإنجازات الشخصية أياً كانت ، أي صعوبة تغلبت عليها سواءً في الدراسة أم أمور الغربة والحياة هي إنجاز بحد ذاته ولا تحتاج إلى براءة اختراع .
شكر وتقدير ..
شكراً لصحيفة غرب على هذه الدعوة الكريمة ، شكراً لله على توفيقه ، وعلى دعم عائلتي وصديقاتي لي طوال مسيرتي وتشجيعهم ،*أي إنجاز لا يذكر بلا وجودهم.
وختاماً الحلم والطموح يبقى حلم حتى يتخذ الإنسان خطوة في مساره ولا بديل سهل أو مختصر سوى الجهد والصبر والإخلاص.
*