المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 20 أبريل 2025
متحف البيت المكي… من عتبات الذاكرة إلى أبواب الحنين
عاشة محمد قوني - مكة
بواسطة : عاشة محمد قوني - مكة 18-04-2025 03:19 مساءً 2.4K
المصدر -  
في قلب حي أم الجود، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، وبين الأزقة الضيقة التي لا تزال تحتفظ بأصداء خطوات الأجداد، يستقبل متحف البيت التراثي (البيت المكي) زواره في مشهدٍ يشبه سردًا للقصص البعيدة التي نحتتها أنامل الزمن.

حكاية متحف البيت المكي

لا يمكن لأي زائر أن يدخل هذا المتحف دون أن يشعر بتلك اللمسة الخاصة التي يتركها المكان. ليس مجرد جدرانٍ وحجرٍ، بل روحٌ مفعمة بالذكريات. من أولى لحظات الدخول، تدرك أن هذا البيت ليس مجرد متحف، بل معرضٌ حيّ يجمع بين التراث والفن المكي الأصيل، ويُحيي تفاصيل كانت قد اختفت بين صفحات الكتب.

حرفيات مكة… معروضات تنطق بالهوية

في كل ركن من أركان المتحف، تجد أن البُعد الجمالي يتناغم مع البُعد الثقافي، حيث يتنقل الزائر بين قطع فنية تحمل بين طياتها الحكايات القديمة. الأعمال اليدوية التي تمثل التراث المكي، كالسجاد، والأواني الفخارية، والملابس التقليدية، والقطع المعمارية التي تجسد جماليات البناء المكي القديم، كل قطعة تروي حكاية، وكل زاوية تمثل فصولًا من تاريخ هذا المكان العريق.

متحف البيت المكي: نافذة على التراث السعودي

إنه لا يتوقف عند عرض ملامح مكة فحسب، بل يفتح أبوابه ليشمل المملكة ككل، مبرزًا جوانب من التراث السعودي المتنوع والغني. فالمتحف يضيف مع كل معروض من مختلف المناطق، عنصرًا مميزًا يعكس تاريخ المملكة بكل أبعاده، من الحجاز إلى نجد إلى الجنوب.

في قلب مكة: بين الحنين والإبداع

حين يدخل الزائر إلى متحف البيت المكي، فإن كل شيء يتغير. لا تشعر فقط بأنك في مكانٍ تاريخي، بل تجد نفسك تتنفس تاريخًا قديمًا بكل تفاصيله. الجدران التي تحمل نقوشًا، والنوافذ التي تعكس الضوء بطريقة مميزة، والكراسي القديمة التي قد تجلس عليها لتأخذ نفسًا عميقًا وتسترجع في ذهنك ملامح تلك الأيام التي مضت.
إنه ليس مجرد متحف، بل هو رحلة زمنية تلتقط فيها أبعادًا ثقافية، وتجربة شخصية تعيشها بكل حواسك.

هيئة الآثار والتاريخ: إحياء التقاليد

الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لا تدخر جهدًا في الحفاظ على هذه المعالم التراثية. بتعاونٍ مثمر، أصبح متحف البيت المكي ليس فقط نقطة جذب سياحية، بل منصة تعليمية وثقافية تروي قصة مكة المكرمة والمملكة عبر العصور. جهدٌ متواصل للإبقاء على هذه الهوية الحية التي تليق بعظمة هذه المدينة.

البيت المكي: عنوانٌ للذاكرة الحية

وعندما تغادر هذا المتحف، يظل في داخلك بقايا من تلك الذكريات التي أعادها لك المكان، تظل تلك الصور والعطور المكية تملأ رأسك، كما لو أن هذا البيت ليس مجرد حجر، بل هو قلب ينبض في قلب مكة. وحين تخرج من الباب، تود أن تحتفظ بجزءٍ من هذا التاريخ… وأن تأخذ معك قطعة صغيرة من البيت المكي إلى عالمك الحديث.