المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 19 أبريل 2025
وادي العسيلة… سجلّ مكة المفتوح على صدر الجبال
عاشة محمد قوني - مكة
بواسطة : عاشة محمد قوني - مكة 18-04-2025 03:16 مساءً 1.8K
المصدر -  
في الشمال الشرقي من مكة، وعلى مقربة من الشرائع، يتمدد وادٍ صامت، يروي تاريخًا لا يُقرأ في الكتب، بل يُقرأ من النقوش. وادي العسيلة، ذاك الطريق الذي مرّت به قوافل الحجاج القادمة من الشام والعراق، لم يكن مجرد معبر… بل شاهد على زمن.

تحت وهج الشمس، وعلى مدى ستة كيلومترات من التضاريس الصخرية، تنطق ستون نقشًا إسلاميًا، تعود إلى القرنين الأول والثاني للهجرة. نقوش محفورة في وجرة الكبير، وجرة الصغير، وجبل أبوسرة، تسرد أسماءً وأدعية ورسائل بقيت منذ فجر الإسلام، كتبتها أيادٍ مرّت، وتركت أثرها في صمت الجبال.

الهيئة الملكية… حين تصير الحجارة ذاكرة

وسط هذا العمق التاريخي، تتحرّك الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة برؤية مختلفة. لا لإزالة الجبال، بل لقراءتها. لا لتزيين المكان، بل لإحياء ذاكرته.
عملت الهيئة على توثيق النقوش، وحمايتها من التآكل، وتقديمها كجزء من ذاكرة الوطن وهويته. فما بين اسم “صفية بنت شيبة بن عثمان” و”محمد بن عبد الرحمن بن طلحة”، تظهر ملامح الحياة الروحية والاجتماعية الأولى، محفورة لا بالكلمات، بل بالنية.

من النقوش إلى المشهد القادم

الرؤية القادمة تتجاوز الحفاظ، نحو تفعيل المكان: أن يصبح وادي العسيلة مساحة حيّة، يزورها الزوار لا فقط ليروا الصخور، بل ليصغوا إلى ما قاله الذين مرّوا من هنا.
أن يتحول هذا الوادي إلى متحف مفتوح للخط العربي المبكر، وحاضنة لتجارب تربط الزائر بجذوره.

لأن الصخور لا تنسى

في وادي العسيلة، لا شيء يضيع. كل اسم نُقش، كل أثر، كل خربشةٍ خطها من مرّوا، تحولت إلى شاهد. وهنا، تكتب مكة من جديد، ليس على الورق، بل على صدر الجبال.
image

image