المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 17 أبريل 2025
ورشة “الكتابة الأدبية باللغة السينمائية” في أنتيك كافيه
عاشة محمد قوني - مكة
بواسطة : عاشة محمد قوني - مكة 16-04-2025 10:10 صباحاً 3.1K
المصدر -  في مساء مختلف، اجتمعت فيه نكهة الأدب برائحة القهوة، وحضرت فيه الكلمة على هيئة مشهد، والخيال على هيئة كاميرا، شهد أنتيك كافيه ليلة تُكتب لا على الورق، بل في وجدان من حضر.
ورشة “الكتابة الأدبية باللغة السينمائية”، التي نُظمت بتعاونٍ خلاق بين صالون ضاد الثقافي والشريك الأدبي، كانت أكثر من جلسة تدريب… كانت احتفاءً بالمستقبل، حين يصبح الكاتب مخرجاً، والمشهد جملة لا تُنسى.

عدسة الأدب تفتح زاوية جديدة للكتابة

قاد الورشة الضيف المبدع الأستاذ عادل النعمي، الذي أضاء بجمال أسلوبه وتجربته مساحات جديدة في عقل وقلب كل كاتب طموح. لم يكن يشرح فقط، بل كان يفتح نوافذ. يهمس: “أكتب وكأن القارئ يرى”، ويزرع في النفوس تلك الفكرة الخالدة: أن الأدب ليس فقط ما يُقرأ، بل ما يُشاهد من الداخل.

لغة تحمل كاميرا ودفتر ملاحظات

في تلك الورشة، تحولت الفكرة إلى مشهد، والسطر إلى زاوية تصوير، والسرد إلى مونتاج داخلي. كانت الكلمات تمشي بخطى إبداعية بين طاولات أنتيك، تخبرنا أن القصة لا تُقال فقط، بل تُركّب، تُضاء، وتُخرج كما تُصنع أفلام الأحلام.

صالون ضاد… حين يصبح الصالون مسرحًا للرؤية

لم يكن الحضور مجرد مشاركين، بل شهود على لحظة تحوّل. صالون ضاد الثقافي أكد مرّة أخرى قدرته على إحياء الحراك الأدبي من قلب الأماكن الحميمية. أما الشريك الأدبي، فقدّم مشهداً آخر من مشاهد الوفاء للإبداع المحلي، بإتاحة منصة تُليق بالموهبة وتحتضنها.

كعادتها، تكتب الشيخة لا لتوثّق فقط، بل لتهمس لكل مبدع جديد: هذه لحظتك، وهذه لغتك القادمة، فلتكن كلماتك شاشة يُعرض عليها وعيك، ودفترك هو الستار الذي يُفتح كلما قررت أن تُدهش القارئ.

ولعل أكثر ما لفت الانتباه خلال الورشة، تلك العبارة التي طاف بها الأستاذ عادل النعمي، وتركت في الذاكرة أثرًا لا يُمحى:
“الكاميرا الجاسوسة… هي تلك التي تلتقط اللحظات التي يظنّها الآخرون عادية، بينما هي تحمل جوهر القصة.”
تلك العدسة الخفية، هي عين الكاتب الحقيقية، عينٌ ترى ما لا يُقال وتُخفي ما يُقال بلا روح.

وفي نهاية الورشة، لم نغادر أنتيك كافيه كما دخلناه؛ خرج كل منا يحمل كاميرته الخفية، وعدسته الداخلية، واستعدّ لكتابة مشهده الأول من روايةٍ لم تبدأ بعد.

وما الكُتّابُ إلا قومُُ عيُونُهُمُ
ترى الحياةَ بعينٍ غيرِ ما نَرَى

image