ايمان الدويخ - مبتعثة في تخصص علم السموم في ايرلندا
تختلف الآراء التي تدور حول جميع قضايا العالم بحسب اختلاف زوايا النظرْ والفكرْ ، بينما تظل عناوين تلك القضايا ثابتة دون تغيير شاغلةً الرأي العام.
ومن بين تلك القضايا قضية اختلاف الأديان التي يدور الحديث عنها دايماً وابداً في الشرق والغرب ، وما يندرج تحت هذه القضية بحد ذاتها هو وجود علامة فارقة وعامودٍ مُهمْ في الدين الاسلامي نُصِبَ لتمييزْ الدين الحنيف عن غيره من الاديان السماوية ..*هل تعلم ما هو؟ إنه (شهر رمضان المبارك) ..
ففي هذا الشهر العظيم تتجلى أسمى معاني الرحمة والألفة والمحبة بين المسلمين كافةً دون تمييز دون النظر إلى الهوية ودون العودة إلى أحقاد الماضي الدفينة.
في هذا الشهر الكريم تضمَحِلُ دواعي العنصرية ودوافِعُها و يتسابق الجميع على "إفطار الصائم" و "بَلَ ريق الظمآن" و "سدْ جوع المأجور- بإذن الله".
في هذا الشهر المبارك تتصاعد محاسن السلوكيات الشخصية بين افراد المجتمع الاسلامي ، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال بينهم ، ولكنْ إن وُجِدَتْ ! فإن شياطين الإنس مُتَحرِرَةٌ من الصِفادِ كما هو معتاد !
تُعتبر هذه السنة الثانية على التوالي التي قضيتُ فيها صيامي وقيامي هنا في إيرلندا ..
و لا أخفيك سراً عزيزي القارئ بأنني وجدتُ صعوبةً في برمجة الجهاز الهضمي ، و الإنسياق في برنامج "قبول الفراغ او الهواء " كمصدرٍ غذائيٍ خلال عشرون ساعةٍ فقط طيلة اليوم ، ثمُ إعادة البرمجة لوضعها الطبيعي بعد الانتهاء من شعائر الصيام.
ما فقدته حقاً – او بالأحرى ما يفتقدهُ كل مسلم مغتربْ - هي أصوات الحقْ التي تعلوا المآذنْ وتُردِدْ على المدى البعيد "الله أكبر الله أكبر" فـ تلتفتُ إليها حنايا القلوب الخاشعةُ المُبصٍرةْ ، وتتأهبُ صنابيرُ المياه استعدادً لتطهير أجسادنا حينما يُنادي المُنادي ويقول "حي على الصلاة ، حي على الفلاح".
مع ذلك فإن الإيجابية مطلبٌ ديني في كافة الأمور ، فتلكَ الساعات كافيةٌ بشكل يومي لكي يتفاعل المؤمن مع القرآن الكريم ، ويتدبر السياق القرآني بكافةِ معانيه ، ويُصفي حساباتِهْ فيتطلعْ إلى تغيير النفسْ البشرية والبدءُ منْ جديد او العودة لإعتناق النفسْ الفطرية النقية من جديد.
أتتوقع مني إنهاء هذا الحديث المُلهم بـ خاتمةٍ كما يفعل الآخرون !؟
لا '' لا توجد خاتمة ولنْ أستحْدِثُها ، أتعلم لِماْ ؟
لأنني أدعوا الخالق على الدوام أنْ يُبلغنا هذا الشهر الفضيل أعوامً واعوامْ ، فـ أستكمل الحديث عنه وتقرأهُ أنت ، وانتِ ، وأنا سوياً – إن شاء الله.