( غرب مع المبتعثين ) .. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" ومن خلال السطور التالية ندعوكم للتعرف عليهم وعلى سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث ..
أميمة علي عمر قاضي ..
محاضر عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود – بكلية التمريض في قسم التمريض باطني الجراحي.
التمريض و ( الرعاية الطبية ) ..
أنا خريجة جامعة الملك سعود بالرياض كلية التمريض مع مرتبة الشرف كنت أحد المرشحات لجائزة التفوق العلمي على منطقة الرياض.
بعد الحصول على درجة البكالوريوس عملت مباشرة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض كممرضة في قسم جراحة العظام بعد ثلاث سنوات من العمل بالقسم كلفتني رئيسة الممرضات بإدارة القسم ك charge nurse و فيه اكون مسؤول عن كل ما يحدث بالقسم بخصوص المرضى و الممرضين و حل المشاكل التي قد تحدث اثناء الدوام و بعد مرور خمس سنوات على عملي في ذلك القسم، إلتحقت بدورة تمريض الرعاية الحرجه المكثفه المقدمه من المستشفى التخصصي و انتقلت بعدها للعمل في الطوارئ كممرضه أولى staff nurse one ثم ممرضة بالفرز triage nurse ثم المساهمه في فريق الإنعاش القلبي بالطوارئ resuscitation team.
في عملي كممرضه لم اشعر بأن كوني إمرأه هو عائق أو قلل من إسهامي لمساعدة المرضى و تخفيف آلامهم*كنا نعمل كفريق واحد بصرف النظر عن الجنسيه أو الجنس.
وصلتني كثير من كلمات التقدير و الإعجاب بما كنت اقوم به من عمل سواء من المرضى او أهاليهم و هذا ليس شيء خاص بي وحدي بل إن كثير من الممرضين و الممرضات السعوديين حصلوا و يحصلون على مثل هذه الإشاده.
كوننا سعوديين و نتحدث العربية يسهل للمرضى و اهاليهم التواصل معنا و التعبير عن إحتياجاتهم بسهولة لإنعدام حاجز اللغه.
لم أواجه صعوبات في التعامل مع المرضى و ذلك لفهمي المسبق لعاداتنا و تقاليدنا و هذه نقطه مهمه جدا في مهنة التمريض حيث ان التمريض لا يتعامل فقط مع حالة المريض الجسدية الصحيه و إنما يتعامل بطريقة شمولية حيث اننا نهام*بالجانب الإجتماعي و النفسي و المادي psychosocioeconomic *للمريض و هو مبدأ تعلمناه منذ بداية إلتحاقنا بالمهنه و يسمى holistic approach.
التمريض مهنه ساميه و كغيرها من المهن، هناك من أساء ممارسة المهنه و من أساء الحكم على ممتهنيها بتعميم نظرته على جميع ممارسي المهنه.
وأيضا جدير بنا ان نوضح أن هناك نماذج كثيرة مشرفه نفخر بها و هي تساهم بصمت و يجب الإعتراف بأن هذه النماذج هي الأغلبيه و من يسئ للمهنه هم الأقليه و نتمنى إختفاءها تماما.
الطموح والنجاح ..
في 2008 تقدمت بإستقالتي بحثا عن تطوير نفسي إلتحقت بجامعة الملك سعود كلية التمريض بالرياض كمعيده و كنت قد حصلت على قبول الماجستير مسبقا و بعد*عملي بالجامعة لفترة قصيرة، تمت الموافقه على إبتعاثي لدرجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا - سان فرانسيسكو.
University of California San Francisco الجامعة كانت مصنفة في المركز الأول بين الجامعات في مجال التمريض بأمريكا حصلت منها على ماجستير تمريض متقدم في مجال الرعايه الحرجه و إصابات الحوادث ك Critica Care and Trauma Clinical Nurse Specialist *ايضا إجتزت إختبار ترخيص مزاولة مهنه التمريض في أمريكا.
بعد التخرج، حصلت على مكافأة تشجيعيه للتخرج من أفضل عشر جامعات في مجال التخصص من الملحقية الثقافيه بأمريكا. **
بعد عودتي من أمريكا و حصولي على الماجستير و لحاجة الكلية في تلك الفترة، كلفتني الكليه بتدريس منهجين لطالبات بكالوريوس تمريض كما أتيحت لي فرصة التعاون مع صندوق الموارد البشرية بتدريس منهج لطالبات فنيات غسيل الكلى بكلية خدمة المجتمع.
حاليا، أنا مبتعثة لدرجة الدكتوراه من جامعة Binghamton University - جامعة* بنقامتن الأمريكية، في عام 2015، تم ترشيحي لأن اكون عضوة في ( سيقما ثيتا تاو ) وهي مجموعة شرف عالمية للممرضين Sigma Theta Tau و كثير من الطلاب و الطالبات السعوديين المبتعثين في مجال التمريض يتم ترشيحهم للإنضمام لهذه المجموعة ، مجال إهتمامي في بحث الدكتوراه هو الرغبة في فهم تجربة أهالي مرضى الرعايه الحرجه في إتخاذ القرارات الطبية لمرضاهم و إذا كان هناك ندم على تلك القرارات.*
الإنجاز والعمل ..
بالنسبه للتطوع، شاركت مع "على ناصية حلم" في تويتر و هي مبادرة لمساعدة الحالمين للوصول لأحلامهم مهما كانت بسيطة ولله الحمد حصلت على جائزة ثاني افضل مساهمه في تحقيق حلم حالمتين للحصول على وظيفه في مجال تخصصهما، بالإضافة مؤخرا قمت بتمثيل جامعتي في عرض لوحة بحث في كيب تاون - جنوب أفريقيا العام الماضي،* و سوف أقدم (بإذن الله) لوحة بحث أخرى هذا العام في مدينة دوبلين الإيرلندية، و قد تم الإشارة به عني في حينها في اخبار الكلية بالموقع الإلكتروني.
تطوعت كثيرا مع الأندية الطلابيه السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية فقد قمت بالمشاركة في نادي جامعة ميروود، نادي جامعة سكرانتن في التخطيط و التنظيم لإحتفالات مختلفه كما أنني لازلت عضوة في نادي جامعة بروكلين ونادي جامعة بنقامتن. كما تطوعت في الإستشارة للمبتعثين الجدد عن طريق موقع الملحقية الثقافية.*************************
تجربة الإبتعاث ( الدافع والإصرار ) ..
تجربتي في الإبتعاث طويله نوعا ما .. و تعلمت خلالها الكثير ومن اهم ما تعلمته هو ضرورة تحديد الأهداف ثم وضع خطة واضحه و خطة بديله ثم الإصرار والمثابرة لتحقيق الأهداف برغم كل التحديات التي تواجهنا في بلاد الغربه تعلمت أنه لا يوجد مستحيل ، أصبحت أتقبل الآراء المختلفة و المخالفه بمرونه و رحابة صدر.
شغفي في تعلم أي شيء جديد ومفيد مهما كان بسيط هو مادفعني للعمل في كافتيريا الجامعة لصناعة و تقديم الساندوتشات أثناء دراستي للدكتوراه و تعلمت أن العمل مهما كان بسيط فإنه يضيف لشخصية الإنسان الكثير.********
رسالتي عبر ( غرب مع المبتعثين ) ..
السعودية الآن في حالة تحول جذري وتطور ونحن كمبتعثين نعتبر من أهم عناصر هذه التنمية لتحقيق رؤية 2030.*يجب علينا كمبتعثين تقدير ما حظانا الله به مما قدمته و تقدمه الدولة لنا و تقديرا لذلك يجب علينا العمل و الجد و المثابرة للعودة لأرض الوطن و إضافة كل ما هو جديد و مفيد.*الإبتعاث أمانه يجب مراقبة الله فيها و ان لا نكون سبب في هدر مصادر الدولة في ما لا ينفع وطننا و ان نكون سفراء ديننا و وطنا و نعكس صورة إيجابية عن المسلمين و عن المملكه العربيه السعوديه. أخيرا، *كل ما توصلت له هو من كرم الله علي ثم بدعاء أمي (حفظها الله) و دعم أخواتي و ابناءهم لي.