المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 4 مايو 2024
غازي بن نايف- الشرقية
بواسطة : غازي بن نايف- الشرقية 22-04-2017 04:32 صباحاً 42.4K
المصدر -  
أحداث ومواقف .. خاض تجربتها بكل تفاصيلها من البداية حتى اللحظة .. يمضي صاحبها طوال سنوات في مشاهد مختلفة .. وتجارب منوعه متخطيا المسافات والأرجاء .. ومتجاوزا الحدود والآفاق .. في فصولها التحدي والمغامرة والإستكشاف .. بين الأمل والآلم .. والصبر والحلم والحقيقة .. تلك هي قصة سعودي في الصين .. والعيش في عالم مختلف .. يرويها لنا ولكم بنفسه وأسلوبه كما قال عنها أنها تلك هي قصته "مايجول في صدره وتنطق به مشاعره الصادقة " .. وهنا ندعوكم متابعينا الكرام والقراء الأعزاء وعبر "غرب الإخبارية" للتعرف على أحداث قصة حياة سعودي في الصين وهذه الحلقة الأولى كما يبدأها هو في السطور التالية: * بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. مما لا شك فيه أن هذا الموضوع الخاص بتجربتي في الصين هو من الموضوعات الهامّة في حياتي ، ولذلك سوف أكتب عنه في السطور القادمة ، متمنيا من الله أن ينال إعجابكم أبدأ مستعينا بالله لأكتب عن كل ما يجول في صدري وتنطق به مشاعري الصادقة تجاه تجربتي في الصين .. إسمي الدكتور "أحمد بن خلف بن سلطان بن نايف أل ذراعي الظفيري" سعودي الجنسية من محافظة حفر الباطن - خريج من جامعة "بكين للطيران والفضاء" في تخصص هندسة الاتصالات ((الموجات الكهرومغناطيسية)). درست جميع المراحل الجامعية إبتداء من حصولي على البكالوريوس الى الماستر ثم الدكتوراة في العاصمة بكين - أبلغ من العمر الان 40 سنة حيث جئت للصين وانا أبلغ من العمر ١٩ سنة - متزوج من إمرأة صينية ولدي طفلتين هما أمنه وفاطمة ، أعمل متعاقد في سفارة المملكة في بكين منذ ما يقارب 14 سنة ، وخلال دراستي وعملي في بكين عايشت الكثير من المواقف ومن هنا تبدأ قصتي .. قبل قدومي للصين كنت متنقل ما بين حفر الباطن والكويت ، وذلك من اجل طلب الرزق ، واضطررت في السنة الاخيرة من دراستي في الثانوية العامة أن استقر في الكويت وذلك للعمل والدراسة .. فكنت ادرس صباحا واعمل عصرا. كان عملي متنقل ما بين غسيل السيارات الى العمل في محلات اصلاح السيارات والاطارات الى بيع الخضرة المتنقلة في الشوارع ، ولله الحمد وفقني الله في ذلك ولا عيب في العمل الحر ، وعندما انهيت دراستي الثانوية كنت مشتاق ومتلهف للدراسة في الخارج ولكن الوضع المادي كان غير مستقر والتكلفة الدراسة في الخارج مكلفة فاضطررت ان اعمل لمدة سنة بعد الانتهاء من الدراسة الثانوية لجمع بعض المال وعمل مشروع بسيط إن اتيح لي الفرصة للدراسة في الخارج ، لذلك عملت محل لتصليح وتغيير الزيت السيارات في الكويت في مدينة الجهراء وكان معي ثلاث شركاء من اصدقائي ولله الحمد عمل المحل بالرغم من أن الإرادات كانت قليلة ولكن افضل من لاشئ. وكان الدخل الخاص بي من المحل لايتعدى 150 دولار في الشهر وكان لدي مبلغ خمس الاف دولار فقط لاغير ادخرتها خلال عملي في غسيل السيارات وبيع الخضرة وهذا المبلغ ادخرته خلال عملي المتنقل واستغرق اربع سنوات لجمع هذا المبلغ. بعدها بدأت أخطط للدراسة للخارج وأن ابحث عن الجامعة المناسبة لي حسب وضعي المادي لان الدراسة في امريكا واوروبا مكلفة جدا علي لذلك اضطررت ان اوجه نظري للدول الشرقية وذلك لرخص تكلفتها وكان اختياري الاول "موسكو" لذلك ذهبت للمكاتب الوسيطة الخاصة بالجامعات واحضروا لي قبول دراسي ولكن بعد فترة تم تغيير الخطة وذلك لعدم وجود سفارة للمملكة هناك. عندها وبالصدفة كنت متوجه للعاصمة وخلال قيادتي للسيارة مررت بالصدفة بجانب السفارة الصينية فأثارة انتباهي ولكن لم أتحمس للذهاب والاستفسار عن الدراسة هناك ، بعدها باسبوع وخلال جلوسي لوجبة الغداء ظهر برنامج في التلفاز يتحدث عن الصين وكان هناك مقابلة مع السفير الصيني في هذا البرنامج وكان يتحدث عن السياحة والدراسة فتشوقت لذلك ، فذهبت في اليوم الثاني للسفارة للاستفسار عن الدراسة هناك. عندها توجهت للسفارة صباحا وقابلت أحد منسوبي السفارة هناك وعند استفساري عن الدراسة رحب بي وأعطاني كتيب باسم الجامعات في الصين وعندما خرجت من السفارة توجهت للاتصال بالجامعات ولكن كانت تواجهني صعوبة عملية التواصل لان تلك الفترة لم يكن يوجد النت ، فاتصلت بالجامعات هناك ولكن اللغة كانت هي الحاجز ، عندها توجهت للسفارة مرة اخرى وقابلت نفس الشخص لأشرح له صعوبة التواصل بالجامعات بالصين. فجزاه الله خيرا عرفني على شخص صيني مسلم يعمل كداعية اسلامي اذ يدعوا الجالية الصينية المتواجدة هناك للإسلام ، وعندما توجهت له استقبلني استقبال جيد وساعدني للتواصل بالجامعات وتم قبولي في جامعة بكين للغات وكانت قيمة الدراسة 1000 ألف دولار سنوي ، وقيمة اجار الغرفة السكنية في الجامعة 50 دولار شهريا. بدأت حينها التجهيزات للسفر وأول فكرة طرأت لي هي البحث عن كتاب تعلم اللغة الصينية والانجليزية ، لذلك ذهبت للمكتبات الكبيرة و وجدت كتاب تعلم اللغة الصينية وفرحت لذلك وبكل صدق ساعدني كثيرا. عندها توجهة في تاريخ 20/8/1998 م للسفر للصين وكان خط وجهتي الكويت – البحرين – هونغ كونغ – بكين ، واذكر ذلك الموقف إلى الان ومحفور في ذاكرتي عند صعودي للطائرة من مطار الكويت متوجها للصين وكنت خائف جدا ولا اعرف ماهو مصيري وانا متوجه لبلد لا اعرف لغته ولا اعرف أي شخص ينتظرني هناك ولم اخذ معي غير ملابسي فقط. طارت الطائرة متوجهه للبحرين وغيرت الرحلة على خطوط الكاتي باسيفيك الهونغ كونغية وعند وصولي لمطار هونغ كونغ خرجت من الطائرة وتوجهت لي موظفة الكاونتر لتسألني عن وجهتي فلم افهم عليها وكانت تخاطبني باللغة الانجليزية ولكن للاسف لااعرف اللغة الانجليزية. اظهرت لها تذكرة السفر فاخذتني وأوصلتني للكوانتر الخاص برحلة بكين ، وعند جلوسي لم اعرف ماذا اعمل لان الرحلة باقي عليها اربع ساعات حتي تطير الى بكين. في تلك الاثناء جلس بجانبي شخص صيني شكله محترم وحاولت أن اتكلم معه ولكن هو لم يفهم وانا لم افهم .. فتذكرت الكتاب الصيني فاخرجته فبحثت عن كلمة "ساعدني ارجوك" وفهم اني ذاهب للدراسة واعطيته القبول الدراسي في بكين فقال لي باللغة الانجليزية لاتقلق واخذني لأغير العملة من الدولار الى العملة الصينية وصرفت الف دولار بما يعادل 10000 الاف كواي ، وصعدنا الطائرة مع بعض وعند توزيع الوجبات في الطائرة اعطيته وجبتي وذلك لخوفي من محتواها وحقيقة الامر كنت جائع جدا لم اكل خلال كل رحلتي من الكويت الى البحرين ثم هونغ كونغ وذلك لتوتري ايضا لخوفي من نوعية الطعام عندها وصلنا مطار بكين وساعدني باحضار تاكسي واخبر التاكسي باسم الجامعة وكان وصولي ليلا الساعة العاشرة ليلا ، ومن هنا بدأت قصت حياتي في بكين.