المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 4 مايو 2024
بواسطة : 20-04-2017 01:05 مساءً 16.4K
المصدر -  تبقى سلسة ( غرب مع المبتعثين ) حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم .. لهذا نحن فيها "منكم ولكم" وفي القصة التالية نترككم للإطلاع عليها حيث تروي لنا تفاصيلها من العاصمة الإيرلاندية "دبلن" المبتعثة " إيمان بنت سعد الدويخ " ..   إسمي عظيم الشأن عند الرب ( إيمان ) والايمان هو ليس فقط التصديق الجازم او اليقين الثابت كم ذُكر في جميع الاديان السماوية ، بل هي كلمةٌ تحملُ في مكنوناتها المحبة ، ومن دون تلك المحبة تصبح الكلمة مترهلة ً رخواً فارغة لا تستشعرُ بها أسمى معاني الحياة ... إيمان إبنة سعد الذي تنحدر جذوره من "قبيلة هذيل" إحدى أشهر قبائل جزيرة العرب و التي يقطُن غالبيتُها منطقة الحجاز. شاءت الاقدار أن أُصبح طالبةً في إحدى مسارات ( البرامج الصحية ) بعد أن أجتاحتني رغبةً عارمة في أن اُصبح طبيبة تسعى من أجل الحصول على دعوةٍ روحانيةٍ تنبع من قلوبٍ وقعت على عاتقها الألم ، قلوبٌ يسري في جوفها أصواتُ النغم ، قلوبٌ وَجٍلتْ للخالق دون المخلوق حينما يصدع صوت الأذان في شتى أنحاء المشفى. قبل بضع سنوات من الزمن حصدتُ نتائج جهدي وجنيتُ أجمل نجاحاتي بأنني أصبحت "مرخصة مهنياً وصحياً صيدلانية" ليس فقط على نطاق الجامعة ! بل أيضا على نطاقٍ عائلي ، فمنذ أن إقتحمتُ عالم الادوية والمرضى .. تزايدت اعداد "مرضى الفكر وذوي الإعاقات الخيالية" وتزايدت معهم مقولاتٌ شتى تحمل ألسنةً ملتهبة تبحثُ عني وتحاول بكل الطرق أن تُشعل نار الفتنة على الدوام .. حُرٍبت .. ومنْ مِنا لا يخوض معارك شرسة فهو "الجبان ". أقدمت على خطوة الإبتعاث التي تعتبر بحد ذاتها الخطوة القاتلة لهؤلاء المرضى ، فإنتصرت أشد الانتصار بعد أن تفاقمت تلك الحروب وتجزعت وتجزأت وتحولت إلى أسهمٍ جارحةٍ تُصيب كل منْ يُعيق طريقها . لا أتذكر متى وأين تطوعت فعلياً لعملٍ ما .. لكنني أتذكر جيدا كيف تطوعتْ كلماتي لتحفيز الآخرين وكيف ساهمتُ في تغيير مجرى حياتهم إلى الافضل .. وكان ذلك بمثابة دَينْ لي أعاده لي الخالق ريثما وصلتُ إلى أراضي العالم الآخر .. أراضيٍ تتحدثُ عن حضاراتٍ أُخرى لا أفقهها بتات البته. وطئت قدماي أرض القارة الاوروبية التي لاطالما حَلِمتُ بمشاهدتها عن كثب ، وخصيصاً "دولة إيرلندا" التي لمْ تكنْ ذو شُهرةٍ واسعة لمعظم سكان المملكة ، والحمدلله أنني وطئتُها ولمْ تقسو خطواتي عليها .. فكُلنا نعلم كم هي قاسيةٌ الارض الغريبة ، فلولا مرونة قدماي وإنسيابيتهُما مع قسوة تلك الارض الجافة لما إستطعتُ الوصول الى ما أنا عليه اليوم. أتعلم أن الغربة لاتحتوي على صعوبات؟ نعم لاتحتوي .. نحنُ فقط من نحتاج إلى عمليات صقلْ أكثر إحترافية قبل تِرحالنا حتى يتسنى لنا التعايش مع بيئات ومجتمعات محتلفة تمامً عن مجتمعاتنا .. نحنُ من نحتاج إلى إيداع صفة "المسؤولية" بين صِغارِنا وشبابنا وبناتنا ايضاً , نحنُ من نحتاج إلى تلقينهم بعض الدروس المناسبة للتكييف مع العالم الأخر. أعجبني كثيراً مشروع ناجح لا خسائر له ، وإرادات ارباحه تعلو يوما بعد يوم ، أتعلم ماهو؟ إنها الابتسامة ، وفي بعض الاوقات ، قد تصطحب معها قليلاً من العبارات الفضولية المضحكة ، ولكنني أعتبرها إهتمامُ من نوعٍ آخر ، وهذا ما أريد تداوله بينَ افراد مجتمعي ، الذينَ يشعرون بالأسى صباح كلَ يوم ، متضجرين ، منهمكين في أعمالهم ، ترى وجوههم مكسووةً بخرائط التجاعيد وكانها تجاعيد عجوزُ عبوسُ *قمطريرا. أللبيبُ بالكتابةِ يفهمُ ,,,, أنت ياعزيزي القارئ سوف تكتشف ماهي أبرز هواياتي ، وإنْ أصابها قليلاً من الضُعفْ .. فلا بأس. تشتهر إيرلندا بصناعتها للخمور , ولا عجب في أنها تحمل على أراضيها إحدى أكبر المصانع عالمياً في إنتاج "النبيذ" ومن حسن الحظ أنني لازِلتْ أُدْمِن على القهوة !   رسالتي عبر ( غرب مع المبتعثين ) لا يظهر الشكل النهائي ولاالمضمون الجوهري الاساسي لجميع المعادن إلا بعد صقلها جيدا .. فإحذر كل الحذر من إقتناء المُزيفِ منها ، وهكذا هم البشر في العالم الآخر ، وقبل هذا فإن الله ينظر إلى قلبك عزيزي القارئ ويعطيك بقدر ماتحمله بداخل ذلك القلب .. أنا لا اقول ذلك لكي "أُلقنك درساً" إنما أنا "أُذكِرُكَ فإن الذكرى تنفع المؤمنين ".