المصدر -
هنأ الوكيل الأدبي والكاتب محمد توفيق بلو سبط الأديب طاهر زمخشري الباحثة هاجر عبد الله الغامدي على حصولها على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف من قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية عن دراستها «الخصائص الأسلوبية في مجموعة الخضراء لطاهر زمخشري» بعد اجتيازها لمناقشة رسالتها في 01/01/2025م مع اللجنة العلمية المكونة من:
• أ.د يسن إبراهيم بشير علي / أستاذ الأدب والنقد، بجامعة الملك فيصل (مشرفا ومقررًا).
• د. حسن عجب الدور محمد / أستاذ البلاغة والنقد المشارك، بجامعة القصيم (ممتحنًا خارجيًا)
• د. عبد الرحمن بن خليفة الملحم / أستاذ البلاغة والنقد المشارك، بجامعة الملك فيصل (ممتحناً داخليًا)
وأعرب عن سعادته واعتزازه بهذه الدراسة وما توصلت إليه، وتقديره للباحثة على ما بذلته من جهد وعناء على مدى الثلاث سنوات الماضية التي عكفت فيها على إنجاز هذه الدراسة، وأنه فخور بأن مؤلفاته عن جده أصبحت مرجعًا أكاديميًا للباحثين، ودلالة على ذلك الاقتباسات التي أوردتها الباحثة في دراستها -على سبيل المثال- اقتباسها "لمست من ذلك مدى شعبية بابا طاهر في تونس، فطيلة الطريق كان الناس يلقون التحية والسلام علينا، حتى من لا يعرفنا كان يلقي علينا التحية والسلام"، من كتابه رحلتي عبر السنين الجزء الثاني صفحة ١٤٨، كذلك "من أحلى ما هو موجود في الشعب التونسي حبه للأدب والشعر، وهذا ما جذبني إلى هذه البلاد الخضراء" من صفحة ١٥٦ للدلالة على شعبية الأديب في تونس وسر حبه لها.
وأضاف بأنه يتطلع إلى العمل مع الباحثة لإعادة نشر الدراسة في كتاب، والإشراف الأدبي على موقع الأديب طاهر زمخشري الذي يعمل عليه منذ سنوات لرقمنة أعمال الأديب وتوفير دليل رقمي لدواوينه وقصائده للجمهور.
وأكد على أن ما تحقق سيكون محفزًا له على الاستمرار في دعم الباحثين الراغبين في إعداد الدراسات المختلفة عن الأديب وأعماله. وكشف أنه يعمل حاليًا مع إحدى باحثات الماجستير على إنجاز دراسة عن أدب الطفل لدى الزمخشري.
ومن جهتها وجهت الباحثة هاجر الغامدي شكرها وتقديرها إلى أسرة الأديب طاهر زمخشري ولسبطه الأستاذ محمد توفيق بلو على رعايته ودعمه الأدبي لها طيلة مرحلة الدراسة، من خلال تزويدها بكافة المعلومات عن حياة جده ودواوينه الشعرية وما كُتب عنه، ومؤلفاته عن جدة، إضافة إلى طبيعة حياته الأسرية والاجتماعية وسر حبه لتونس وأهلها، جاء ذلك في معرض حديثها أثناء جلسة مناقشة الدراسة.
وأوضحت بأن فكرة الدراسة تدور حول الخصائص الأسلوبية في مجموعة الخضراء، التي صدرت في عام (1402هـ/1982م) عن دار تهامة للنشر، واحتوت على ستة دواوين شعرية وجاءت في (930) صفحة وتعد من المدونات الشعرية الضخمة الصالحة للقراءة من حيث الكم والكيف.
وأضافت أن الدراسة تضمنت أربعة فصول اشتملت على 9 مباحث وثلاثة حقول تناولت المستوى الإيقاعي، والتركيبي، والتصويري، والدلالي في مجموعة الخضرا.
وأنها اعتمدت في منهجيتها على أسلوبية ليو سبتزر النفسية لتفسير أسلوب الشاعر السعودي طاهر زمخشري ابن مكة المكرمة "الحجازي الهوية والمزاج" (1914م - 1987م) وربط نصوصه بشخصيته، مستندة إلى قراءة نفسية متعمقة مدعومة بآليات علمية وإحصائية لضبط الانطباعية.
مضيفة أنها طرحت عدة إشكاليات لمعرفة خصائص أسلوب الزمخشري، وأبرزت المظاهر الأسلوبية في شعره وفق المستويات التالية:
• المستوى الإيقاعي: تناول الموسيقى الخارجية (البحور الشعرية، القافية، النبر والتنغيم) والداخلية (التكرار، التوازي اللفظي، الهسهسة اللغوية).
• المستوى التركيبي: ركز على الأساليب الخبرية والإنشائية، الحذف، التقديم والتأخير، والأبنية والمشتقات.
• المستوى التصويري: درس علاقة الخيال بالصورة من خلال التشبيه، الاستعارة، والكناية، مع تحليل وظائف الصور ومعانيها.
• المستوى الدلالي: حُددت ثلاثة حقول رئيسية للدلالة: الإنسان، الاغتراب، والطبيعة، مع تفصيل الحقول الفرعية المرتبطة بها.
وخلصت في دراستها إلى أن مجموعة الخضراء تميزت بتنوع إيقاعاتها الشعرية التي أبرزت الغنائية والخفة في الأداء، مع اعتماد الشاعر على بحور معينة مثل البحر الخفيف لتناسب معاني النصوص. كما أظهرت القافية وأصواتها المهموسة والرخوة دوراً بارزاً في تحقيق انسجام موسيقى النص.
وفي المستوى التركيبي، برزت قدرته على التلاعب بأساليب الخبر والإنشاء، مما جعل النصوص متماسكة ومعبرة، بالإضافة إلى استخدامه تقنيات مثل الحذف والتقديم والتأخير بشكل يعكس إبداعه اللغوي.
أما الصور الشعرية، فقد عكست خيالاً مرتبطاً بالنفس الجمعية لأبناء الجزيرة العربية، مع التركيز على التشبيه والاستعارة والكناية لإبراز المعاني بوضوح وحيوية.
ودلالياً، ركزت المجموعة على حقول الإنسان، والاغتراب، والطبيعة، حيث تناولت قضايا عاطفية واجتماعية تعكس مشاعر الحنين والصراع النفسي، مع استثمار الشاعر لعناصر الطبيعة لتشكيل صور فنية تلامس وجدانه ورؤيته.
وأوصت بدراسة سيميائية الألوان في شعر طاهر زمخشري في مجموعة الخضراء محل الدراسة ومجموعته الأخرى «النيل 1404هـ-1984م»؛ لما لهما من خصوصية في شعرهِ، يمكن أن تضطلع بها الأبحاث المتأنية، الرافضة للأحكام الانطباعية المسبقة.
والالتفات لأصوات الهسهسة في شعر طاهر زمخشري، ومقاربتها وتحليلها عن طريق المناهج النقدية الحديثة.
مختتمة دراستها بتأكيد بصمة زمخشري الأسلوبية المتميزة، التي تعكس عمق تجربته النفسية والإنسانية.
أما عن أبرز ما لاحظته خلال دراستها عن شخصية الزمخشري إنه يتمسك بالقواعد اللغوية والنحوية ويعتمد على بحر الخفيف في أغلب قصائده والذي يتوافق مع شخصيته، وهو بحر معروف بصعوبته وسحره النغمي، كما أشار إلى ذلك البروفيسور السوداني عبد الله الطيب في كتابه "المرشد لفهم شعر العرب"، مما يبرز البعد الإيقاعي الفريد في شعر الزمخشري، خاصة في عناصر الهسهسة اللغوية وصوت السكتة، التي تضيف بُعدًا موسيقيًا للنصوص.
مضيفة بأن الزمخشري كان يتمتع بشخصية سوية ومرهفة في مجتمع كان مليئًا بالتحديات والضغوط. إذ كان إنسانًا متصالحًا مع ذاته وصريحًا مع جمهوره ويتحدث عن عيوبه بلا تحفظ، كما كان متسامحًا مع الآخرين، فلم يكن يظهر أي شعور بالعداء تجاه أي شخص يسيء إليه رغم مشاركته في معارك أدبية.
وكان يتعامل مع تجاهله بصدر رحب، إذا كان يسعى دائمًا للجمال في كل شيء،
ورغم التقدير الخارجي الذي حظي به لم يكن يتفاخر بنفسه أو يدعي التفوق.
كذلك امتاز بتقبله للجميع مهما كانت خلفياتهم أو اختلافاتهم، ورغم أنه كان شاعرًا للبلاط، إلا أن مدحه تجاوز الحكام ليشمل زملاءه وتشجيعهم بقصائد مطولة، وهو أمر نادر في عالم الشعراء، مما يعكس نقاء سريرته.
وكان مهتما بالطفولة والأطفال في الوقت الذي لم يكن يُعنى بهم كثيرًا، حتى أنه أسس أول مجلة سعودية موجهة لهم "الروضة" التي كبدته خسائر مالية فادحة بعد أن أنفق عليها كل ما يملك.
أما عن إنتاجه الأدبي، فقد كان عفويًا، حيث لم يكن ينقح أو يعدل قصائده، ومع ذلك كانت تتميز بدقة البناء اللغوي والنحوي، وأرى أن أعماله بحاجة إلى إعادة تقييم، ليس بمعايير اليوم، بل بمعايير زمنه، لفهم عظمته الأدبية والإنسانية.
• أ.د يسن إبراهيم بشير علي / أستاذ الأدب والنقد، بجامعة الملك فيصل (مشرفا ومقررًا).
• د. حسن عجب الدور محمد / أستاذ البلاغة والنقد المشارك، بجامعة القصيم (ممتحنًا خارجيًا)
• د. عبد الرحمن بن خليفة الملحم / أستاذ البلاغة والنقد المشارك، بجامعة الملك فيصل (ممتحناً داخليًا)
وأعرب عن سعادته واعتزازه بهذه الدراسة وما توصلت إليه، وتقديره للباحثة على ما بذلته من جهد وعناء على مدى الثلاث سنوات الماضية التي عكفت فيها على إنجاز هذه الدراسة، وأنه فخور بأن مؤلفاته عن جده أصبحت مرجعًا أكاديميًا للباحثين، ودلالة على ذلك الاقتباسات التي أوردتها الباحثة في دراستها -على سبيل المثال- اقتباسها "لمست من ذلك مدى شعبية بابا طاهر في تونس، فطيلة الطريق كان الناس يلقون التحية والسلام علينا، حتى من لا يعرفنا كان يلقي علينا التحية والسلام"، من كتابه رحلتي عبر السنين الجزء الثاني صفحة ١٤٨، كذلك "من أحلى ما هو موجود في الشعب التونسي حبه للأدب والشعر، وهذا ما جذبني إلى هذه البلاد الخضراء" من صفحة ١٥٦ للدلالة على شعبية الأديب في تونس وسر حبه لها.
وأضاف بأنه يتطلع إلى العمل مع الباحثة لإعادة نشر الدراسة في كتاب، والإشراف الأدبي على موقع الأديب طاهر زمخشري الذي يعمل عليه منذ سنوات لرقمنة أعمال الأديب وتوفير دليل رقمي لدواوينه وقصائده للجمهور.
وأكد على أن ما تحقق سيكون محفزًا له على الاستمرار في دعم الباحثين الراغبين في إعداد الدراسات المختلفة عن الأديب وأعماله. وكشف أنه يعمل حاليًا مع إحدى باحثات الماجستير على إنجاز دراسة عن أدب الطفل لدى الزمخشري.
ومن جهتها وجهت الباحثة هاجر الغامدي شكرها وتقديرها إلى أسرة الأديب طاهر زمخشري ولسبطه الأستاذ محمد توفيق بلو على رعايته ودعمه الأدبي لها طيلة مرحلة الدراسة، من خلال تزويدها بكافة المعلومات عن حياة جده ودواوينه الشعرية وما كُتب عنه، ومؤلفاته عن جدة، إضافة إلى طبيعة حياته الأسرية والاجتماعية وسر حبه لتونس وأهلها، جاء ذلك في معرض حديثها أثناء جلسة مناقشة الدراسة.
وأوضحت بأن فكرة الدراسة تدور حول الخصائص الأسلوبية في مجموعة الخضراء، التي صدرت في عام (1402هـ/1982م) عن دار تهامة للنشر، واحتوت على ستة دواوين شعرية وجاءت في (930) صفحة وتعد من المدونات الشعرية الضخمة الصالحة للقراءة من حيث الكم والكيف.
وأضافت أن الدراسة تضمنت أربعة فصول اشتملت على 9 مباحث وثلاثة حقول تناولت المستوى الإيقاعي، والتركيبي، والتصويري، والدلالي في مجموعة الخضرا.
وأنها اعتمدت في منهجيتها على أسلوبية ليو سبتزر النفسية لتفسير أسلوب الشاعر السعودي طاهر زمخشري ابن مكة المكرمة "الحجازي الهوية والمزاج" (1914م - 1987م) وربط نصوصه بشخصيته، مستندة إلى قراءة نفسية متعمقة مدعومة بآليات علمية وإحصائية لضبط الانطباعية.
مضيفة أنها طرحت عدة إشكاليات لمعرفة خصائص أسلوب الزمخشري، وأبرزت المظاهر الأسلوبية في شعره وفق المستويات التالية:
• المستوى الإيقاعي: تناول الموسيقى الخارجية (البحور الشعرية، القافية، النبر والتنغيم) والداخلية (التكرار، التوازي اللفظي، الهسهسة اللغوية).
• المستوى التركيبي: ركز على الأساليب الخبرية والإنشائية، الحذف، التقديم والتأخير، والأبنية والمشتقات.
• المستوى التصويري: درس علاقة الخيال بالصورة من خلال التشبيه، الاستعارة، والكناية، مع تحليل وظائف الصور ومعانيها.
• المستوى الدلالي: حُددت ثلاثة حقول رئيسية للدلالة: الإنسان، الاغتراب، والطبيعة، مع تفصيل الحقول الفرعية المرتبطة بها.
وخلصت في دراستها إلى أن مجموعة الخضراء تميزت بتنوع إيقاعاتها الشعرية التي أبرزت الغنائية والخفة في الأداء، مع اعتماد الشاعر على بحور معينة مثل البحر الخفيف لتناسب معاني النصوص. كما أظهرت القافية وأصواتها المهموسة والرخوة دوراً بارزاً في تحقيق انسجام موسيقى النص.
وفي المستوى التركيبي، برزت قدرته على التلاعب بأساليب الخبر والإنشاء، مما جعل النصوص متماسكة ومعبرة، بالإضافة إلى استخدامه تقنيات مثل الحذف والتقديم والتأخير بشكل يعكس إبداعه اللغوي.
أما الصور الشعرية، فقد عكست خيالاً مرتبطاً بالنفس الجمعية لأبناء الجزيرة العربية، مع التركيز على التشبيه والاستعارة والكناية لإبراز المعاني بوضوح وحيوية.
ودلالياً، ركزت المجموعة على حقول الإنسان، والاغتراب، والطبيعة، حيث تناولت قضايا عاطفية واجتماعية تعكس مشاعر الحنين والصراع النفسي، مع استثمار الشاعر لعناصر الطبيعة لتشكيل صور فنية تلامس وجدانه ورؤيته.
وأوصت بدراسة سيميائية الألوان في شعر طاهر زمخشري في مجموعة الخضراء محل الدراسة ومجموعته الأخرى «النيل 1404هـ-1984م»؛ لما لهما من خصوصية في شعرهِ، يمكن أن تضطلع بها الأبحاث المتأنية، الرافضة للأحكام الانطباعية المسبقة.
والالتفات لأصوات الهسهسة في شعر طاهر زمخشري، ومقاربتها وتحليلها عن طريق المناهج النقدية الحديثة.
مختتمة دراستها بتأكيد بصمة زمخشري الأسلوبية المتميزة، التي تعكس عمق تجربته النفسية والإنسانية.
أما عن أبرز ما لاحظته خلال دراستها عن شخصية الزمخشري إنه يتمسك بالقواعد اللغوية والنحوية ويعتمد على بحر الخفيف في أغلب قصائده والذي يتوافق مع شخصيته، وهو بحر معروف بصعوبته وسحره النغمي، كما أشار إلى ذلك البروفيسور السوداني عبد الله الطيب في كتابه "المرشد لفهم شعر العرب"، مما يبرز البعد الإيقاعي الفريد في شعر الزمخشري، خاصة في عناصر الهسهسة اللغوية وصوت السكتة، التي تضيف بُعدًا موسيقيًا للنصوص.
مضيفة بأن الزمخشري كان يتمتع بشخصية سوية ومرهفة في مجتمع كان مليئًا بالتحديات والضغوط. إذ كان إنسانًا متصالحًا مع ذاته وصريحًا مع جمهوره ويتحدث عن عيوبه بلا تحفظ، كما كان متسامحًا مع الآخرين، فلم يكن يظهر أي شعور بالعداء تجاه أي شخص يسيء إليه رغم مشاركته في معارك أدبية.
وكان يتعامل مع تجاهله بصدر رحب، إذا كان يسعى دائمًا للجمال في كل شيء،
ورغم التقدير الخارجي الذي حظي به لم يكن يتفاخر بنفسه أو يدعي التفوق.
كذلك امتاز بتقبله للجميع مهما كانت خلفياتهم أو اختلافاتهم، ورغم أنه كان شاعرًا للبلاط، إلا أن مدحه تجاوز الحكام ليشمل زملاءه وتشجيعهم بقصائد مطولة، وهو أمر نادر في عالم الشعراء، مما يعكس نقاء سريرته.
وكان مهتما بالطفولة والأطفال في الوقت الذي لم يكن يُعنى بهم كثيرًا، حتى أنه أسس أول مجلة سعودية موجهة لهم "الروضة" التي كبدته خسائر مالية فادحة بعد أن أنفق عليها كل ما يملك.
أما عن إنتاجه الأدبي، فقد كان عفويًا، حيث لم يكن ينقح أو يعدل قصائده، ومع ذلك كانت تتميز بدقة البناء اللغوي والنحوي، وأرى أن أعماله بحاجة إلى إعادة تقييم، ليس بمعايير اليوم، بل بمعايير زمنه، لفهم عظمته الأدبية والإنسانية.