المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#تحت_الاضواء: محمد توفيق بلو.. أول وكيل أدبي كفيف يسعى لدعم الأدب وتعزيز حقوق المؤلفين
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 23-12-2024 07:10 مساءً 2.0K
المصدر -  
على هامش معرض جدة الدولي للكتاب 2024 الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة في الفترة من 12-21 ديسمبر 2024م، التقت صحيفة غرب الإخبارية بالكاتب والمؤلف محمد توفيق بلو الذي حصل مؤخرًا على رخصة وكيل أدبي من هيئة الأدب والنشر والترجمة في 14/10/2024م، في سابقة تعد الأولى من نوعها في العالم العربي ليصبح بذلك أول وكيل أدبي كفيف في عالمنا العربي، وربما على مستوى العالم. منطلقًا في هذا المجال كوكيل أدبي مستقل. والثاني والعشرين من إجمالي التسعة والعشرين وكيلاً أدبيًا المرخصين والمعلنين على موقع وزارة الثقافة.

وتأتي هذه الخطوة بعد مسيرة طويلة من العطاء في مجال الكتابة والتأليف، والعمل في قطاع النشر لأكثر من ثمان سنوات. تكللت بإصداره لـ 8 مؤلفات، ونشر 10 مؤلفات لـ 8 مؤلفين عبر منشئته الناشئة «سطور للنشر».

وقال بلو لغرب "إن تحديات الإعاقة البصرية لم تكن عائقًا أمام طموحاتي في المساهمة في الحركة الأدبية والثقافية في بلادنا. ففي بداية مسيرتي الأدبية، واجهت تحديات كبيرة بسبب الإعاقة البصرية، ولكنني كنت دائمًا أبحث عن حلول مبتكرة لتمكين نفسي من كتابة وتحرير أعمالي بنجاح، فاستعنت بقارئ وما اتيح لي من تقنيات صوتية ووسائل بديلة، والاستفادة من استشارات ونصائح ذوي الخبرة من الكتاب والمؤلفين.

وعن هدفه من خلال دوره الجديد كوكيل أدبي أضاف بلو بصفتي الآن كوكيل أدبي، سأسعى من هذه الخطوة إلى:
*تعزيز الوعي بأهمية الوكلاء الأدبيين في تنظيم العلاقة بين المؤلفين ودور النشر، وتأمين حقوقهم الأدبية والمادية. حيث التمست أن هناك نقص في الوعي بدور الوكيل الأدبي أو عدم وضوح العلاقة بين الكتاب ودور النشر في بعض الحالات.
*تقديم الدعم اللازم للكتاب والمؤلفين الناشئين، ومساعدتهم في نشر وترويج أعمالهم الأدبية.
*تقديم تجارب مؤلفين ملهمين في المملكة بصفة خاصة وعالمنا العربي بصفة عامة.
*المشاركة في توسيع دائرة الأدب السعودي على الصعيدين المحلي والدولي.

وعن أسباب اتخاذه لهذه الخطوة قال بلو إنه عندما سمع عن مبادرة الوكيل الأدبي التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة في 15 سبتمبر 2021م وجد فيها ضالته وما كان يتطلع إليه، إذ أنها مبادرة أطلقتها الهيئة للارتقاء بصناعة النشر المحلية، عبر تطوير نموذج الأعمال في القطاع، واكتشاف المواهب الجديدة وتقديمها إلى الساحة الأدبية بصورةٍ تليق بها وتُمكّنها من إنتاج أدبي مميز، وتقريب وجهات النظر بين المؤلفين ودُور النشر وحل الخلافات الطارئة بينهما.

وأضاف بلو أنه يتطلع بالاستفادة من خبرته العميقة التي اكتسبها من عمله في مجال الإعاقة البصرية وإعادة التأهيل إبان عمله مع "جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمات الإعاقة البصرية"، في الفترة من 2003م إلى 2015م، كذلك خبرته في مجال الكتابة والتأليف والنشر، بالدعوة إلى إطلاق مبادرة تهدف لاكتشاف ورعاية المواهب الأدبية من ذوي الإعاقة البصرية، وتطوير أعمالهم لتصل إلى منصات عالمية.

مضيفًا إنه سيسعى إلى التعاون مع الوكلاء الأدبيون المحليون، والجمعيات الأهلية العاملة في مجال الإعاقة لمساعدة الكتاب الناشئون والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يرغبون في تأليف أو نشر أعمالهم الأدبية، بتقديم استشارات وورش عمل فردية أو جماعية لهم عن فن مهارات الكتابة وتقنياتها، وتقديم تقييم أدبي وفني لأعمالهم وتحديد الاحتياجات اللازمة لتهيئتها للنشر، ومساعدتهم في اختيار دار النشر الأنسب لأعمالهم الأدبية، وفتح الأبواب لهم للمشاركة في معارض الكتب الخارجية.

والأهم من ذلك كله هو مساعدتهم في تجاوز التحديات التي قد تواجههم خصوصًا الضعف في الإمكانيات المادية، حيث يواجه العديد من الكتاب الناشئين صعوبة في تمويل أعمالهم الأدبية. وذلك بالاستفادة من "مبادرة دعم إنتاج الكتاب الأول" التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة. والتي صُممت خصيصًا لدعم المؤلفين السعوديين الجدد، من الإصدار الأول وحتى الخامس، كذلك البحث عن شركاء تمويل من القطاع الخاص أو المؤسسات الثقافية لمن لا تنطبق عليهم شروط المبادرة، وإطلاق حملات تمويل جماعي عبر المنصات المرخصة، والتعاون مع دور النشر التي تقدم تسهيلات لتمويل الطباعة قبل النشر، وحث القطاع الخاص والجهات المعنية على تقديم منح وجوائز للمبدعين منهم.

ويتوقع بلو أن تؤدي هذه المبادرة في حالة تنفيذها ونجاحها إلى تغيير نظرة المجتمع ايجابيًا نحو الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم من الحصول على فرص متساوية في المجال الأدبي والنشر. الأمر الذي سيعزز من ثقتهم في أنفسهم، ودعمهم في بناء مستقبل مهني في مجال الأدب.
أملًا أن تحظى مبادرته بـدعم القطاع الخاص، وتعزيزها بالدعم الحكومي المادي والمعنوي، خاصةً أن المملكة في الوقت الراهن تولي اهتمامًا بتطوير قطاع الأدب والفنون ودعم المبادرات الوطنية الثقافية. ضمن أهدافها لبرامج جودة الحياة. حيث يتوقع أن مثل هذه المبادرة قد تسهم في دعم ذوي الإعاقة البصرية معنويًا ونفسيًا وتنمية وتطوير مواهبهم وخبراتهم، ونشر مؤلفاتهم وابداعاتهم.

ولفت بلو قائلًا " إنه من خلال تجربتي السابقة بالعمل في جمعية إبصار، تعلمت كيفية معالجة التحديات التي يواجها ذوو الإعاقة البصرية في مجالات مختلفة، ومنها تنمية مواهبهم الإبداعية خصوصًا الكتابة والتأليف. وعلى ما اعتقد أن هذا سيعزز من قدرتي على تقديم الدعم للمؤلفين ذوي الإعاقة البصرية، ومساعدتهم على تقديم أعمالهم الأدبية بشكل احترافي".

ودعا بلو المؤلفين الجدد وأصحاب التجارب الأدبية خصوصًا ذوي الإعاقة الاستفادة من الوكلاء الأدبيون الذين انطلقوا بموجب مبادرة هيئة الأدب والنشر والترجمة للوكيل الأدبي التي تسعى من خلالها لتعزيز الأدب السعودي على المستويين المحلي والدولي، وضمان حصول المؤلفين على التقدير الذي يستحقونه في الساحة الأدبية. كما إنها تهدف إلى تطوير قدرات المشاركين ورفع التنافسية محلياً وعالمياً، وتنظيم سوق النشر المحلي، وتحسين بيئة الأعمال، ودعم انتشار الكتاب السعودي محلياً وعالمياً.

حيث إن الوكيل الأدبي هو الوسيط بين المؤلف والجهات المستفيدة من نتاجه الفكري مثل دور النشر، أو شركات الإنتاج السينمائي، أو التلفزيوني، أو الموسيقي، أو الإعلاني وغيرها، بهدف تمكين المؤلف من الحصول على أفضل عائد ممكن على مؤلفاته، وفق أفضل الممارسات القانونية والتعاقدية والتسويقية التي تحفظ حقوقه، كما أنه المقدم للنصح والمشورة في تطوير محتوى الكتاب، ومتابعة عمليات التدقيق والمراجعة مع محرر متخصص. ويمكن أن يكون الوكيل الأدبي فردًا أو مؤسسة.

وتأتي أهمية الوكيل الأدبي بأنه العنصر الأساسي في التغلب على التحديات من خلال كونه حلقة الوصل بين الكاتب ودور النشر والذي بدوره يؤدي إلى رفع مستوى جودة الإنتاج الأدبي وتنوعه من خلال تحفيز المؤلفين والكتاب على التركيز على دورهم الإبداعي، وتحفيز دور النشر على استقبال الإنتاج الأدبي المحلي. وفتح قنوات توزيع جديدة وزيادة الفرص التجارية على المستوى المحلي والدولي.

ومن أهم شروط الحصول على رخصة الوكيل الأدبي هي اجتياز دورة المشاريع الريادية في مجال النشر، التي تقدم بالتعاون بين منشئات وهيئة الأدب والنشر. والتقدم لدى «منصة أبدع» مع كافة الوثائق والمستندات المطلوبة وتسديد قيمة الرخصة.