المصدر -
ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له منذ عام مدفوعًا بسياسات ترامب المحتملة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية باكتساح في الأسبوع الماضي، حيث ينُظر إلى سياسته المتمثلة في فرض تعريفات جمركية وتخفيض الضرائب وإجراءات أخرى من جانب إدارته القادمة على أنها تضخمية بما ستعزز من جاذبية الدولار.من المقرر أن يصبح "دونالد ترامب" الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، ومع عودة ترامب إلى السلطة وسيطرة حزبه الجمهوري على الكونغرس الأمريكي، يتوقع المحللون أن الدولار الأمريكي سيتعزز وأن تستفيد قطاعات مثل البنوك والتكنولوجيا والدفاع والوقود الأحفوري من سياساته، وقد لاقت أجندة ترامب لخفض الضرائب ترحيبا واسع النطاق من قبل الشركات الكبرى في الولايات المتحدة.[/LEFT]
[LEFT]حتى الآن، كانت اخبار سوق العملات مقيدة إلى حد ما مقارنة بالتوقعات الأولية، ومع ذلك، لا يزال الوقت مبكرًا، ونتوقع أن تظل التقلبات مرتفعة في الجلسات المقبلة مع تعديل المستثمرين لمواقفهم مع وضع رئاسة ترامب مرة أخرى في الاعتبار.وقد يعني هذا تجدد الضغوط على الأصول الخطرة واستمرار قوة الدولار، خاصة إذا ألمح البنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعات السياسة القادمة إلى أن نتيجة الانتخابات قد تبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة، وسوف يراقب المستثمرون اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر عن كثب بحثًا عن إشارات حول كيفية تأثير الانتخابات على الأسواق
يُنظر إلى الدولار الأمريكي وسوق الأسهم على أنهما الفائزان مع فوز ترامب بالرئاسة، فقد ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوي له سته أشهر ثم واصل الصعود مسجلًا أعلى مستوياته في عام، كما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وموؤشر داو جونز ومؤشر ناسداك أرقام قياسية جديدة، وارتفعت عملة البيتكوين لأعلى مستوياتها على الاطلاق واستمرت في تسجيل أرقام قياسية جديدة، ومن المتوقع أن يكون لنتيجة الانتخابات تأثير كبير على الاقتصاد العالمي.
تأثير فوز ترامب على الدولار الأمريكي
في يوم الأربعاء (6 نوفمبر) ارتفع سعر تداول الدولار الأمريكي بنحو 1.4% مقابل مجموعة من العملات المختلفة بما في ذلك الجنيه الإسترليني واليورو والين الياباني، كما قفزت قيمة البيتكوين بمقدار 6000 دولار لتصل إلى أعلى مستوى قياسي عند 75300 دولار متجاوزة أعلى مستوى سابق بلغ 73700 دولار في مارس من هذا العام، حيث تعهد ترامب سابقًا بجعل الولايات المتحدة "عاصمة البيتكوين والعملات المشفرة في العالم"، يتناقض نهجه بشكل صارخ مع نهج إدارة بايدن التي قادت حملة صارمة على شركات التشفير في السنوات الأخيرة.من المرجح أن يؤدي عودة ترامب إلى تعزيز الدولار الأمريكي، حيث يأمل المستثمرون في أن تؤدى سياسات ترامب إلي ارتفاع مستويات التضخم ومعدلات النمو مقارنة بما سيكون عليه الحال إذا فازت الديمقراطية "كامالا هاريس"، وهذا يعني أن البنك الاحتياطى الفيدرالى سيحتاج إلي الابقاء على أسعار الفائدة مرتفعة بهدف منع الاقتصاد من الانهاك، وهو ما سيعزز من أداء الدولار.وعلاوة على ذلك، يخطط ترامب أيضًا لفرض رسوم جمركية علي التجارة، مما يجبر الدول الأوروبية علي دفع المزيد في مقابل الدفاع عنهم، وهذا بدوره سيعزز من جاذبية الدولار، وذكر محللي سيتي بنك في تقرير لهم أنهم يتوقعون ارتفاع الدولار بنحو 3% عقب فوز ترامب، كما توقعوا انخفاضًا حادًا في اليورو وانخفاض اليوان الصينى بشكل كبير.ومع الاحتمالات المتزايدة بأن ادارة ترامب ستتخد نهجًا أكثر ليونة بشأن تنظيم العملات المشفرة، ولهذا ستكون عملة البيتكوين هي الفائز المحتمل الآخر، وقد سجلت العملة المشفرة الرائدة أعلي مستوي لها علي الإطلاق يوم الأربعاء.
ما الذي يدفع الدولار الأمريكي إلى الارتفاع؟
كما توقعنا قبل الانتخابات، ترى الأسواق أن ولاية أخرى لترامب ستكون صعودية للدولار الأمريكي، فيما يلي العوامل الرئيسية وراء الارتفاع الأخير للدولار:1 .ارتفاع عائدات السندات الأمريكية: كانت سياسة أسعار الفائدة بمثابة القوة الدافعة للعملات خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، وقد أدى الارتفاع الحاد في العائدات الأمريكية المدعومة من سياسة الاحتياطي الفيدرالي التشديدية منذ بداية أكتوبر إلى ارتفاع الدولار الأمريكي بقوة.2 .دفع ترامب لخفض معدلات الضرائب الأمريكية: من المتوقع أن تعمل التخفيضات الضريبية التي اقترحها ترامب، والتي من المرجح أن يتم تمريرها من خلال الكونجرس الجمهوري، على تعزيز النمو الاقتصادي الأمريكي ودفع التضخم ودفع أسعار الفائدة الفيدرالية إلى الارتفاع، مما يجعل الدولار أكثر جاذبية3 .زيادة الحمائية والتعريفات الجمركية: قد تشير هذه التعريفات الجمركية إلى ضعف النمو العالمي في عهد ترامب، مما يدفع المستثمرين إلى تفضيل الأصول ذات المخاطر المنخفضة مثل الدولار، مع تجنب العملات ذات المخاطر الأعلى وخاصة تلك المرتبطة بالدورة الاقتصادية العالمية.4 .عدم اليقين الجيوسياسي الأعلى: قد يؤدي ولاية ترامب الثانية إلى زيادة عدم اليقين الجيوسياسي، مما يميل إلى تثبيط شهية المخاطرة، إن موقفه من أوكرانيا غير مؤكد وقد أعرب عن دعم أقل لحلف شمال الأطلسي.مع تطور هذه العوامل، فمن المرجح أن نرى الدولار يحتفظ بقوته، مما يعكس توقعات المستثمرين لتحولات السياسة والتأثيرات الاقتصادية العالمية.
كيف كانت استجابة العملات الأخري لفوز ترامب؟
استجابت أسواق العملات إلى حد كبير كما كان متوقعًا مع اتضاح نتائج الانتخابات، حيث ارتفع الدولار الأمريكي مقابل جميع العملات الرئيسية تقريبًا، وكان المحرك الرئيسي لقوة الدولار الأمريكي هو الارتفاع الحاد في عائدات السندات الأمريكية مما جعل الدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمستثمرين إلى جانب اليقين المفاجئ بنتائج الانتخابات والذي أدى إلى القضاء على فكرة بطء نتائج الانتخابات.شهد اليورو أشد انخفاض بنحو 1.75% في يوم الأربعاء، حيث ركز المستثمرون على الفوارق في العائد بين المنطقتين، إلى جانب التعريفات الجمركية المحتملة على السلع الأوروبية وزيادة المخاطر الأمنية، وبالمثل، واجه الين الياباني خسائر بنحو 1.5% على الرغم من وضعه كملاذ آمن بسبب المخاوف بشأن اتساع الفارق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان.كان أداء الجنيه الإسترليني أفضل إلى حد ما من اليورو حيث سجل تراجعًا بنحو 1.3%، مما يعكس عائدات سنداته المماثلة للولايات المتحدة إلى جانب تعرض أقل لتقلبات الطلب العالمي، وفي الوقت نفسه، انخفض الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي وكلاهما مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالطلب الصيني، في البداية ولكنهما استعادا بعض الأرض لاحقًا، وكما كان متوقعًا، تؤكد هذه التحركات على حساسية أداء العملات العالمية للسياسات الأمريكية المتغيرة وتوقعات السوق.في أمريكا الشمالية، ضعف الدولار الكندي والبيزو المكسيكي حيث فكر المستثمرون في التأثيرات المحتملة لسياسات ترامب على التجارة، كما تعرضت العملات في وسط وشرق أوروبا للتراجع مدفوعة بالمخاوف بشأن الأمن الأوروبي وعمليات البيع في زوج اليورو / الدولار الأمريكي، كان أداء الفورنت المجري الأسوأ أداءً في المنطقة بخسائر بنحو 2.0% يليه الزلوتي البولندي 1.9% والكورونا التشيكية 1.8%.كما شهدت العملات الآسيوية وخاصة تلك التي تربطها علاقات تجارية وثيقة بالصين انخفاضات حادة، حيث كان البات التايلاندي والرينغيت الماليزي من بين العملات الأكثر تضررا بانخفاض بنحو 1.8% و 1.4% على التوالي، من المرجح أن تكون إحدى العواقب الرئيسية لولاية ترامب الثانية هي العودة إلى السياسات الحمائية، حيث تستعد الأسواق لنمو أضعف في الصين بسبب خطط ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات الصينية، كما شهد اليوان تحركًا حادًا منخفضًا بنسبة 1.4% حيث تستطيع الصين تحمل وطأة أي رسوم جمركية محتملة من جانب ترامب.
ماذا نتوقع في الأيام المقبلة؟
[LEFT]حتى الآن، كانت اخبار سوق العملات مقيدة إلى حد ما مقارنة بالتوقعات الأولية، ومع ذلك، لا يزال الوقت مبكرًا، ونتوقع أن تظل التقلبات مرتفعة في الجلسات المقبلة مع تعديل المستثمرين لمواقفهم مع وضع رئاسة ترامب مرة أخرى في الاعتبار.وقد يعني هذا تجدد الضغوط على الأصول الخطرة واستمرار قوة الدولار، خاصة إذا ألمح البنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعات السياسة القادمة إلى أن نتيجة الانتخابات قد تبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة، وسوف يراقب المستثمرون اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر عن كثب بحثًا عن إشارات حول كيفية تأثير الانتخابات على الأسواق