وجد محمد توفيق بلو أمين عام جمعية إبصار الخيرية نفسه أمام أقرب الحلول التي تتطلب توجيه مناشدة مباشرة، إلى وزير التعليم بعيداً عن البرتوكولات الإدارية، لإيجاد وسيلة سريعة لتيسير تحصيل التعليم الجامعي للطلاب النابغين من ذوي الاعاقة الشديدة أو الأمراض الخطيرة، الذين من الله عليهم بقدرات فائقة ونبوغ كتعويض عما قدره الله لهم من إعاقة، وكذلك تحريك الداعمين من أهل الخير للوقوف مع مثل هذه القضايا الإنسانية الصعبة.
وأوضح بلو أنه وقف على حالة أحد المواطنين المصابين بإعاقة بصرية نتيجة مرض “متلازمة فانكوني Fanconi’s syndrome” وهو أحد أمراض الكلى الوراثية *الخطيرة جداً، ويؤدي إلى توقف النمو الجسماني، وتعطل بعض أعضاء الجسم عن العمل، بما في ذلك فقدان البصر والقدرة على الحركة.
وأضاف أنه ذهب إلى زيارة هذا الكفيف، الذي يدعى “خالد عوف” ذو الحالة النادرة والذي يحظى بإهتمام ورعاية في قسم الرعاية المستديمة بمستشفى جدة الوطني بحي الكندرة، بناء على طلبهم بتقديم المشورة وتجهيز التقنيات اللازمة التي طلبها لمواصلة حياته اليومية بصورة طبيعية.
وقال بلو عندما وصلت : “وجدت نفسي أمام مشهد جعلني أزيد إيماناً بهذه القدرات الخارقة لدى المعاقين، وحب الحياة لما فيه من دافع للعزيمة والإصرار وقوة الإرادة” مشيراً إلى أن الكفيف الفانكوني يبلغ من العمر 26 عاماً، ولا يزيد طوله عن 100 سم ولا يتحرك منه إلا رأسه الصغير جداً ويديه المنحنيتان، ومع ذلك يجيد استخدام الحاسب والايفون بكفاءة عالية، ويتحدث اللغة الانجليزية، حيث كلمني بصوته النحيل وهو مليء بالتفاؤل وحدثني عن تجربته ودعم والديه له وكيف ساعداه إلى أن أكمل دراسته الجامعية، وعن التدريب والدعم الذي قدمته له جمعية العوق البصري ببريدة في الحاسب الآلي، واستخدام التقنيات المساندة مما سهل عليه اجتياز مرحلة البكالوريوس من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز، ومنذ عدة أسابيع تطورت حالته المرضية التي بموجبها أدخل إلى المستشفى للإقامة في قسم الرعاية المستديمة لإكمال بقية حياته.
واضاف “بلو” بعد أن عجز في لفت هذه الحالة للإعلام بسبب عدم وجود موافقات المستشفى ورغم موافقة الكفيف لإجراء لقاء صحفي يتحدث عن تجربته ، فما كان مني إلا أن تم سؤاله : “ماهي أمنيتك في الحياة وطلبك من جمعية إبصار؟* فأجاب “أن تساعدني الجامعة في إكمال رسالة الماجستير في العقيدة من سريري، وتوفير جهاز كاميرا أي ريد ناو الباهظة الثمن، وجهاز الجي بي اس لتنقل المكفوفين”، فوعدته بأننا سنسعى لشراء الأجهزة التي ستحتاجها عبر الجمعية، ونقل أمنيتك إلى المسئولين في التعليم وجامعة الملك عبد العزيز.
وطلب بلو دعم ووقوف وزير التعليم مع هذا المواطن ذو الارادة الشامخة، عبر اصدار تعليمات عاجلة إلى جامعة الملك عبد العزيز لإيفاد مندوب عنها للتقييم الاكاديمي* للحالة، وإتاحة الفرصة له لدراسة الماجستير* بظروفه الصحية من موقعه في المستشفى تحقيقا لأمنيته. راجياً كذلك أن يكون هذا النموذج بمثابة خطوة أولى لإيجاد انظمة ولوائح جديدة تساعد النابغين من اصحاب الاعاقات الشديدة بتحصيل دراساتهم الجامعية بكافة مستوياتها وفق ظروفهم الصحية.
الجدير بالذكر إن “متلازمة فانكوني” هو مرض وراثي يصيب 1 من كل 400.000 ألف شخص ولا يعرف على وجه الدقة كم عدد المصابين به في الشرق الأوسط بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة. ويظهر في السنة الرابعة من الطفولة وأعلى عمر افتراضي سجل للمصابين به 30 عاماً، وكان ذلك في الولايات المتحدة، ويرى الأطباء أن الاكتشاف المبكر للمرض والرعاية الطبية المستمرة تساعد المريض على الحياة لفترة أطول.